حوار| شايفر (3): أصعب مبارياتي أمام منتخب مصر.. وهذا سر أزمة مونديال 2002

شايفر ومحسن صالح المدير الفني الأسبق لمنتخب مصر
شايفر ومحسن صالح المدير الفني الأسبق لمنتخب مصر

الألماني وينفرد شايفر، أحد أساطير كرة القدم الألمانية مع بوروسيا مونشنجلادباخ لاعبًا متألقًا، ولكنه يظل أسطورة تدريبية في تاريخ القارة الإفريقية بعدما قاد أحد أفضل أجيال منتخب الكاميرون إلى رفع كأس الأمم الإفريقية في نسختها عام 2002، والوصول إلى مونديال كوريا الجنوبية واليابان في العام ذاته، ونهائي كأس القارات في إنجاز تاريخي غير مسبوق عام 2003.

 

عرفت الكرة الألمانية شايفر لاعبًا أسطوريًا مع مونشنجلادباخ في عصره الذهبي بنهاية الستينات ومطلع السبعينيات، وتحديدًا في العام 1968 الذي شهد بدايته في الملاعب، ودافع عن ألوان أندية كيكرز وكارلسروه، واختتم مشواره في بيته الأول مونشنجلادباخ عام 1985، بعدما لعب أكثر من 400 مباراة في الدوري الألماني الممتاز.

 

توج شايفر اللاعب ببطولة الدوري الألماني الممتاز موسم 1969-70 مع مونشنجلادباخ وكذلك بطولة أوروبا 1978-79، ورفع كأس ألمانيا مع كيكرز في الموسم 1969-70، ليصبح أحد نجوم الكرة الألمانية في زمنه.

 

وعلى الصعيد التدريبي تولى شايفر قيادة نادي كارلسروه الألماني في الفترة من 1986 حتى 1998، وتوج معه بكأس الإنترتوتو الأوروبية عام 1996، ووصيف كأس ألمانيا موسم 1995-96، وانتقل منه ليقود شتوتجارت لفترة قصيرة عام 1998، كما قاد أهلي دبي الإماراتي للقب الدوري، والعين لكأس الرئيس والسوبر الإماراتي وكأس الإمارات، وكذلك منتخب تايلاند، ومنتخب جامايكا لكأس الكاريبي ووصيف الكأس الذهبية للكونكاكاف في 2015، وكان الاستقلال الإيراني آخر محطاته في الموسم الماضي وحقق معه لقب كأس إيران.

 

وتظل سنوات شايفر مع الكاميرون الأبرز في تاريخه حين استطاع قيادة الأسود لرفع كأس الأمم الإفريقية عام 2002 والتي أقيمت في مالي، واستطاع قهر منتخبات الكونغو الديمقراطية وكوتديفوار وتوجو في دور المجموعات ثم تفوق على المنتخب المصري في ربع النهائي وعلى مالي أصحاب الأرض في نصف النهائي ورفع الكأس بالفوز على السنغال في النهائي بركلات الترجيح.

"بوابة أخبار اليوم" تنفرد بحوار مطول مع شايفر يتحدث فيه عن بطولة أمم إفريقيا 2019 بمصر ويستعيد ذكريات قيادته للكاميرون للبطولات، ويكشف تفاصيل عن كيفية تحقيق البطولة الإفريقية في 2002، وتفاصيل جديدة عن مفاوضات النادي الأهلي معه، ورأيه في منتخب مصر ومحمد صلاح، نجم مصر وليفربول الإنجليزي، وذكرياته مع مصر وأكثر من ذلك.

 

وفي الجزء الثالث من حواره يتحدث شايفر عن أقوى مبارياته في إفريقيا قائلاً :" أصعب مباراة خضتها كانت أمام منتخب مصر في كأس الأمم الإفريقية، لقد كانت مباراة قوية بالفعل، وقبلها كانت لدي أزمة داخل الفريق".

 

أقيمت مباراة مصر والكاميرون في إطار منافسات ربع نهائي أمم إفريقيا 2002 بمالي يوم 4 فبراير 2002، وشهدت منافسة حامية خارج الخطوط بين الراحل محمود الجوهري، المدير الفني للفراعنة آنذاك، وشايفر وانتهت بفوز الكاميرون بهدف نظيف سجله باتريك مبوما في الدقيقة 62 من عمر اللقاء الذي شهد تكتيكًا دفاعيًا من جانب الجوهري.

 

وأضاف شايفر :"جميع نجوم الكاميرون قالوا لي منذ البداية، نحن نريد انضباطًا داخل الفريق، وكانت أزمتي مع بيير وومي، والذي كان محترفًا بالدوري الإيطالي وقتها، وكان يلعب لنفسه لا للفريق".

 

واستطرد :"أحضرته وقلت له، عليك أن تلتزم وتلعب لصالح الفريق، نحن هنا فريق واحد نلعب كرة جماعية، وقلت له أيضًا إذا لعبت لنفسك فأخبرني من الآن سأحجز لك تذكرة طيران وتعود من حيث أتيت لا مشكلة عندي، ولكنه انضبط وبشكل كبير في هذه المباراة وقدمنا مباراة قوية وحققنا الفوز في النهاية".

 

وعاد شايفر لذكريات تكوين منتخب الكاميرون التاريخي قائلاً :"هذا يعيدني إلى هذا الفريق الرائع الذي كونته للمنتخب الكاميروني، بعد توقيعي للعقد سافرت لمتابعة اللاعبين في مختلف الأندية الأوروبية، وذهبت أولاً للمدافع الكبير سونج، وسألته ما الذي تحتاجونه من مدربكم الجديد؟ فرد بحسم إنه الانضباط فقط، نريد الانضباط والالتزام التكتيكي في الملعب وخارجه".

 

وتابع المدرب الألماني الكبير :"ذهبت أيضًا إلى باتريك مبوما، وكان هو البابا وقتها لمنتخب الكاميرون، قال لي نريد الانضباط، وكذلك الراحل مارك فيفيان فويه، وكانت إجابته مماثلة، حتى صامويل إيتو عندما زرته مع مايوركا الإسباني طلب الانضباط في منتخب الكاميرون، لقد اجتمعوا على ذلك، وكانت إرادتنا أن نحقق هدفنا بالبطولة".

وعطف شايفر على ذكريات المونديال قائلاً: "كانت لديّ أزمة بعد ذلك، ولكنها غير متعلقة بالأمم الإفريقية وإنما المشاركة في نهائيات كأس العالم 2002 بكوريا واليابان، ولم يكن الاتحاد الكاميروني قد صرف مستحقات اللاعبين المالية، وكانت أكبر أزمة حدثت لي في مشواري مع الأسود الكاميرونية".

وأوضح :" طالبت الاتحاد الكاميروني بصرف مستحقات اللاعبين حتى لا يتعرض برنامجي للخلل قبل بطولة مثل كأس العالم، وطالبت اللاعبين بالالتزام والسفر مبكرًا للمشاركة في البطولة، وهي الأزمة التي أثرت علينا، لقد تأخر اللاعبون عن السفر لمدة 5 أيام كاملة، وتسببت في إرهاق الجميع، لقد كان بإمكان هذا الفريق أن يغير خريطة كرة القدم الكاميرونية".

 

واختتم :"بعد عامين اتصل بي بعض نجوم الكاميرون للاعتذار، وقالوا نصًا نحن آسفون يا مدربنا، لماذا لم نستمع إلى نصائحك في الالتزام بالسفر في الموعد المحدد لكأس العالم؟".

 

في الجزء الرابع من الحوار يتحدث شايفر عن منتخب مصر ولاعبه الأبرز محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، ويجيب على السؤال الصعب.. هل يصنع صلاح الفارق وحده في كأس الأمم الإفريقية؟