أمم إفريقيا 2019| حكايات من «الكان».. راحلان لهما إنجازٌ «خالدٌ»

ستيفن كيشي ومحمود الجوهري
ستيفن كيشي ومحمود الجوهري

بدأ العدّ التنازلي لانطلاق بطولة كأس أمم أفريقيا 2019، المقرر إقامتها في مصر خلال الفترة من 21 يونيو الجاري إلى غاية 19 يوليو المقبل، ولم يعد يتبقى سوى ثلاثة عشر يومًا على انطلاق الكان.

ونقدم لكم سلسلة من الحكايات والقصص عما دار على مدار 62 عامًا من انطلاق البطولة الأغلى في القارة السمراء، والتي بدأت عام 1957 في السودان، وهي مستمرةٌ إلى الآن دون انقطاعٍ أو توقفٍ.

واليوم نحمل بصمة عرفانٍ ووفاءٍ، ففي تاريخ الكان، لم ينل اللقب أفريقيٌ كلاعبٍ ومدربٍ سوى اثنين، كلاهما رحل عن هذه الحياة، وأحدهما تحل ذكرى رحيله اليوم السبت 8 يونيو.

محمود الجوهري

البداية مع جنرال الكرة المصرية "الكابتن محمود الجوهري"، المدرب الأسطوري الذي قاد مصر للتأهل لكأس العالم عام 1990 بعد 56 عامًا من الغياب.

محمود الجوهري وهو شابٌ صغيرٌ يمارس كرة القدم كلاعبٍ محترفٍ كان من بين من شارك في إنجاز تتويج مصر بكأس أمم أفريقيا 1959، ونجح الجوهري في تسجيل ثلاثية "هاتريك" في فوز مصر الكاسح على إثيوبيا برباعية نظيفة في افتتاح البطولة.

لكن الإنجاز الأكثر شهرةً وخلودًا في قلوب المصريين بالنسبة لمحمود الجوهري، هو قيادة منتخب الفراعنة للتتويج الرابع بكأس أمم أفريقيا عام 1998 في بوركينا فاسو، بعد الفوز في المباراة النهائية على جنوب أفريقيا بثنائيةٍ نظيفةٍ.

محمود الجوهري انتقل إلى الرفيق الأعلى في الثالث من سبتمبر عام 2012، بعد مسيرة عطاءٍ حافلةٍ بالإنجازات على مدار حياته.

ستيفن كيشي

ومن الراحل محمود الجوهري إلى راحلٍ آخر من نيجيريا حفر اسمه في تاريخ كأس أمم أفريقيا، وفي تاريخ بلاده بحروفٍ من نورٍ، وهو ستيفن كيشي.

ستيفن كيشي نال لقب كأس أمم أفريقيا كلاعب في مناسبتين فصل بينهما أربعة عشر عامًا. أولهما حينما كان يافعًا، وكان أحد عناصر تتويج نيجيريا باللقب الأفريقي الأول حينما استضافت البطولة على أرضها عام 1980.

وثانيهما حينما أصبح ستيفن كيشي مخضرمًا، ويحمل شارة قيادة المنتخب النيجيري، فقاد رفقة زملائه نيجيريا نحو التتويج الثاني عام 1994 في نيجيريا، بعد الفوز في المباراة النهائية على منتخب زامبيا بهدفين لهدف.

ستيفن كيشي بصم على كل تتويجات نيجيريا الثلاثة بالكان، فبعد تسعة عشر عامًا من انتظار النيجيريين اعتلاء عرش القارة السمراء للمرة الثالثة في تاريخهم، قاد ستيفن كيشي كمدربٍ هذه المرة مجموعة من العناصر الشابة للتتويج بأمم أفريقيا 2013 في جنوب أفريقيا.

نيجيريا التي ذهبت للكان بتشكيلة يغلب عليها العناصر الشابة، لم يكن متوقعًا لها أن تمضي بعيدًا في الكان، لكن ستيفن كيشي بصغاره تمكن من صنع التاريخ، وقدم لاعبوه أداءً مبهرًا خاصةً بدءًا من الأدوار النهائية، وأزاحوا أفيال كوت ديفوار من طريقهم نحو نصف النهائي، واكتسحوا مالي برباعية في الدور نصف النهائي، قبل أن يعانقوا اللقب بالانتصار على بوركينا فاسو في النهائي بهدفٍ نظيفٍ.

وبعد ثلاثة أعوام من إنجازه التاريخي، رحل ستيفن كيشي عن عالمنا في مثل هذا اليوم الثامن من يونيو عام 2016 عن عمرٍ ناهز الخامسة والخمسين عامًا، لكنه ترك رفقة الجوهري إرثًا تاريخيًا وإنجازًا خالدًا يصعب الوصول إليه إلا قليلًا.