الفساد والتهرب الضريبي يكلفان إفريقيا 50 مليار دولار سنوياً

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يرى جاكى سيليرز، رئيس قسم العقود الآجلة والابتكار فى معهد الدراسات الأمنية من خلال كتابه «مصير الأمة»، على الرغم من أن البلدان النامية فى أماكن أخرى ربما تكون قد عانت من نفس مستويات الفساد كما فى أفريقيا، إلا أنه تم تحصيل العائدات لصالح الاقتصاد بدلا من تخبأتها فى الخارج.


ففى كوريا الجنوبية، على سبيل المثال، حكم على وريث سامسونج بتهمة الفساد وتم عزل الرئيس السابق بارك كون هيه بسبب تهم تتعلق بالشركة ذاتها. رغم ذلك، تشهد البلاد نمواً اقتصادياً هائلاً. فكانت عائدات الفساد يعاد استثمارها عمومًا فى الاقتصاد، ومن ثم يستمر النمو.. ووفقاً لسيليرز فإن ما كشفته وثائق بنما يظهر لجوء رجال أعمال ومسئولين فى أنحاء إفريقيا لشركات وهمية لإخفاء الأرباح التى يجنونها من بيع الموارد الطبيعية والرشاوى، وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، تضم الوثائق شركات وهمية لأصحاب مناجم وشركات سفارى وقد تم استخدام بعض الأصول، المدارة لشراء يخوت وطائرات خاصة ومنازل فاخرة فى بيفرلى هيلز ومانهاتن بالولايات المتحدة.


والحقيقة أن الفساد هو عدو إفريقيا الأكبر، والتحدى الهائل أمام جهودها من أجل بناء الدول وتحقيق الاستقرار، وربطت العديد من الدراسات بين الانتشار العالى للفساد فى إفريقيا ومستويات الفقر المرتفعة وعدم وجود مؤسسات فاعلة لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة.

ووفقاً لبيان سابق للاتحاد الأفريقى فإن الفساد والتهرب الضريبى يكلفان إفريقيا نحو 50 مليار دولار سنويا.

فيما قالت وكالة تابعة للاتحاد الإفريقى أن القارة السمراء خسرت 900 مليار دولار بسبب التدفقات المالية غير القانونية إلى خارج القارة، وأغلبها عبر تعاملات للشركات المتعددة الجنسيات وتجارة المخدرات والأسلحة والبشر.


وحسب بعض التقريرات فإن حجم الأموال المهربة من إفريقيا بطرق غير مشروعة بلغ 1.8 تريليون دولار، والتى تفوق حجم المساعدات المالية المرصودة لتنمية القارة السمراء وتخفيف حدة الفقر والجوع والأوبئة، وتفوق أيضا حجم مديونية القارة.


وقدّر ثابو مبيكى قائد فريق رفيع المستوى فى الاتحاد الأفريقى واللجنة الاقتصادية لأفريقيا حول التدفقات المالية غير المشروعة خسائر أفريقيا بما يتراوح بين 50 - 60 مليار دولار سنويا.


أن الفساد قد زاد خلال الاعوام الماضية، كما أنه من بين 28 حكومة، ينظر إلى 18 حكومة على أنها فشلت تمامًا فى معالجة الفساد.. ويشير تقرير بمنظمة الشفافية العالمية أن المنطقة تواجه تحديا خطيرا فى تخليص نفسها من الفساد، وانه من أجل منع الفساد فى المنطقة بشكل فعّال، يجب بذل جهود أكبر لحماية من يبلغون عن قضايا الفساد من الانتقام، بالاضافة الى تحسين فعالية قنوات الإبلاغ، وزيادة الوعى العام بكيفية ومكان الإبلاغ عن الفساد.