عمرو الخياط يكتب| أوهــــام الإرهــــاب

الكاتب الصحفي عمرو الخياط
الكاتب الصحفي عمرو الخياط

سنوات طويلة ومازال المجتمع الدولي حائراً في تعريف الإرهاب، يبدو إنها حيرة ممنهجة طويلة المدى لا تعرف حرمة للدماء، وفي الحقيقة إنها حيرة عنصرية من جانب بعض الدول التي ترعي هذا الإرهاب وتستخدمه لتحقيق بعض مصالحها فتمول وتدرب وتؤوي وتؤمِّن انتقالا لعناصره وفلوله.

يقينا لن تكون أرض مصر مسرحا لانتصاراته مهما بذلت الدماء. يقينا فإن الإرهاب هو عملية انحطاط إنساني وأخلاقي تدفع من فقد إنسانيته للقتل علي الهوية ثم استخدام هذا القتل، الإرهاب هو عملية مزدوجة لقتل الإنسانية والدين معا.

صبيحة عيد الفطر المبارك ويوم ٥ يونيو يتخذ الإرهاب من الغدر أسوة قبيحة فيستبيح الدماء الآمنة الواقفة علي ثغور الوطن ثم يتعامل مع خسته باعتبارها انتصارا.

على  أرض سيناء يستخدم الإرهاب أداة لمخطط استعماري يظن أن سيناء يمكن أن تكون محلا لمساومة أو تنازل فيما يعرف بصفقة الدم.

أوهام الإرهاب تحاول فرض نفسها واقعا بعدما تمكنت من احتلال عقول وقلوب مريضة لديها أزمة مع قيمة الإنسانية.

في كل مرة يمارس الإرهاب فيها جرائمه ضد الدولة المصرية لا يزيدها إلا صلابة، لا أدري كيف يظن مرتكبو هذه الجرائم أن بإمكانهم إخضاع دولة بحجم مصر لأوهامهم ؟!.

سيناء تحديدا ليست قطعة من الأرض الفضاء يمكن أن تكون محلا لإعادة التسكين أو لتصفية الحقوق التاريخية، سيناء هي مساحة للأمن الاستراتيجي المصري المرتبط بفكرة وجودية الدولة المصرية.

تذكر عندما وقف المحكوم عليه محمد البلتاجي معلنا إمكانية توقف الإرهاب في سيناء إذا عاد المتخابر محمد مرسي، لم يكن البلتاجي مكترثا بعودة مرسي بل كان يعلن عن بدء تكليف جديد لخلايا تم تمكينها من الانتشار في سيناء لتبدأ علي الفور مرحلة جديدة من استهداف الدولة الوطنية التي تمثل حائط الصد في مواجهة المخطط الإخواني الدولي الذي يستخدم فيه كل أدوات الإرهاب التي ظل يجمعها علي مدار السنوات الماضية.

في كل مرة تُمارس فيها مصر دورها الذي لا يتوقف في مكافحة الإرهاب يتم ضبط عناصر واستجوابها فتتراكم الملفات المملوءة بحجم مهول من المعلومات عن الممولين والمتورطين بصفاتهم الشخصية والرسمية في دولهم راعية الإرهاب!، حتما سيأتي يوم للحساب والمكاشفة حتما سيفضح أصحاب أرصدة الدماء.

علي أرض سيناء تبذل الدماء، تروي قطعة من قلب الوطن، سيناء ليست منتجعا عسكريا أو محلا للمقايضة.

سيناء  ليست محلا للرهان علي الزمن، ليست خاضعة لحسابات الصبر الشخصي الذي قد ينفد أو يعتريه الملل، سيناء هي عنوان لشرف الدولة المصرية.