حكايات| الأخَوان «مهيب».. صاحبا فيلم «سقوط فاروق» وإعلان «الميلامين»

الأخَوان «مهيب» رائدا الرسوم الكرتونية
الأخَوان «مهيب» رائدا الرسوم الكرتونية

رائد التصوير المصري والرسوم المتحركة، كان السبب في إحداث ثورة في عالم الإعلانات خلال فترة الستينات وحتى الثمانيات، وعلى الرغم من رفض أهله  دخول مجال الفنون وإصرارهم على التحاقه بكلية الحقوق إلا أنه لم يترك موهبته أن تموت بداخله حتى استطاع أن يؤسس ويرأس قسم مراقبة الرسوم المتحركة بالتليفزيون المصري.


حسام مهيب أو كما عرف شعبيها بالأخوين «مهيب» وذلك لارتباطه مع أخيه علي مهيب في جميع الأعمال الإعلانية التي يقدمها للجمهور.


نشأته 
ولد حسام مهيب في 23 من فبراير عام 1930 في مدينة السويس، وظهرت عليه الموهبة في سن مبكر للغاية فبدء في رسم الفنانين، ووجه الناس، وتفوق في دراسته وطلب من أهله أن يلتحق بالكلية الفنون العليا –الفنون الجميلة حاليا- إلا أن لاقى رفض شديد من أهله نظرا لأنه الابن الأكبر ويجب أن يلتحق بكليات العليا فالتحق بكلية الحقوق، ولكن لم ينس موهبته وساعده في ذلك صديقه الذي تعرف عليه خلال فترة الدراسة صلاح جاهين، وتخرج مهيب من الكلية وعمل بوزارة الخارجية إلا أنه مازال متمسك بموهبته بالرسم.



مشاكل المهنة
بدء حسام مهيب حياته المهنية في فترة الخمسينات، من القرن الماضي، وارتبط بأخيه علي مهيب منذ البداية، وكانت مصر في هذه الفترة، مغلقة في عملية الاستيراد وكانت مواد الرسم لم تكن متوفرة فبدأ الأخوين في الرسم على بلاستيك السيارات، وتم اختيارهما في التلفزيون المصري بناءً على طلب عبد القادر حاتم وزير الإعلام، وذلك بعد نجاح فيلم "سقوط الملك فاروق"، الذي تم رسمه وتصويره وأخرجه على من خلال الأخوين، وكانت مدته ثلاث دقائق ونجح كأول فيلم رسوم متحركة بأيدي مصرية في تاريخ مصر عام 1960 بعد فيلم "مشمش أفندي" للأخوين فرانكل اللذان هاجرا إلى إسرائيل عام 1952 في ثلاثينيات القرن الماضي.


ومن هنا تم إنشاء ويرأس قسم مراقبة الرسوم المتحركة بالتليفزيون المصري الذي كان يرأسه حسام مهيب بناءً على أعمالهم التي انتاجها في فترة الهوة، وأرسله التلفزيون المصري لبعثة خارجية لتعليم  أحداث طرق تحريك الرسوم في تشيكوسلوفاكيا نظرا .


بداية الانطلاق

بعد إنشاء قسم مراقبة الرسوم المتحركة بالتلفزيون المصري تم اختيار حسام مهيب في دور ثانوي في مسلسل «سي جمعة»، وكانت هذه التجربة السينمائية الوحيدة في حياة حسام مغيب ثم كانت بداية الانطلاق لي مهيب في تصوير وإخراج فيلم الخط الأبيض والذي حاز على الجائزة الأولى الذهبية في المهرجان الدولي للتليفزيون بالإسكندرية عام 1965، وكان الفيلم مزج بين عدد من التقنيات المختلفة مثل التصوير السينمائي والرسوم المتحركة، نفذت بعض تقنيات هذا الفيلم لأول مرة في تاريخ السينما المصرية والعربية لذلك حصل على هذه الجائرة.



وكان من أصعب مشاهد الفيلم  في وقت تصويره وإخراجه هو مشهد الرقص وتنسيق حركة الجسد مع يد المايسترو الذي كان أحد الرسوم المتحركة  ولعب  بطولة الفيلم  نيلي وماهر العطار.

 

ومن هنا جاءت فكرة إنشاء ستوديو مهيب من أجل التوسع في العمل الفني والإعلاني وتم إنشاء الاستوديو عام 1968. 



عشق الكاميرا

عشق حسام مهيب الكاميرا وأعطاها كل وقته وتبادلت معه هذا العشق فكان جميع الأفلام القصيرة التي قام بتصويرها تدل على ذلك، كان مهيب عاشق لكل تفاصيل الكاميرا وكان دائما يبتكر فيها حيث وصل الأمر مع أن شركة نيلسن هورديل كانت تأخذ ابتكارات مهيب في الكاميرا وتطبيقها  في النسخة الجديدة من الكاميرات التي سيتم انتاجها.


بدء التعاون بين مهيب وشركة نيلسن هورديل خلال بعثته في دولة تشيكوسلوفاكيا فتعرف على بيتر نيسلسون صاحب الشركة وبدءا مشوارهما في عالم التصوير، فتعامل في بدايته مع الكاميرا البولكس 16 مم وكانت بدائية للغاية في عالم التصوير ثم تعامل مع كاميرا الاوكسبري وكانت أول كاميرا يتم التعامل بها في مصر والشرق الأوسط عام 1963 وتم تصوير فيلم الخط الأسود من خلالها.


كان مهيب شديد الحب لكاميرا حيصل صنع لها صناديق خاصة من اجل حماية أجزاء الكاميرا عند الفك والتركيب كما أنه كان دائما يرفض أن يلمس أحد أجزاء الكاميرا الخاصة به، كما يرجع له الفضل في دخول الكمبيوتر في مجال الإعلانات عام 1980 فسافر إلى لندن من أجل أن يشتري الكاميرا الخاصة بذلك.


السويس بعد الحرب

عمل حسام مهيب الكثير من الأعمال التصويرية والإعلانية ولكن هناك محطات في حياته العملية وقف عنده التاريخ مثل فيلم «السويس 73»  والذي صوّر مدينة السويس بعد حرب الدراما الإنسانية الهائلة وجاء هذا الفيلم بتجربة مختلفة.

دخل الأخوان مهيب إلى السويس مع طاقم التصوير دون وضع خط درامي يُمكن اتباعه أو الالتزام به، وعااة بلقطات تصور الدمار الذي لحق بالمدينة ا خاصةً بعد وقف إطلاق النار ودخول العدو الإسرائيلي إلى المدينة لاستكمال حصارها فكثير من المعارك والبطولات الهائلة جرت على أرض السويس حينئذِ، وعاين الأخوان مهيب المدينة كلها فصورة المأساة كانت مروعة، والمدينة كانت فارغة من السكان تماماً والكاميرا مُحملة على سيارة تستطيع أن تصور خمس دقائق متصلة أو أكثر دون ترى أي علامة لبشر.


عرض فيلم سويس ٧٣  على الرئيس أنور السادات وعلى الملك فيصل الذى بكى عند مشاهدته الفيلم، وأمر الملك فيصل بالتبرع لبناء مدينة الملك فيصل بمدينة السويس وهى أول مدينة تبرع بها الملك فيصل حبا لمصر بعد تأثره بمشاهدة هذا الفيلم وطريقة تناول الأحداث.

 


كما عمل مهيب في أخر أيام العملية في تصوير اول كرتون مصري سعودي مشترك في نهاية الثمانيات كما كان من أشهر أعماله الخداعية فيلم النمر الأسود وعريس بنت الوزير، كما صنع إعلان «أنا الميلامين» الشهير، وإعلان الجبنة «النستو«النستو»، ورابسو».