«تركيا تُحاكم الخيال».. أنقرة تحقق مع روائيين أبرزهم مؤلفة «قواعد العشق الأربعون»

إليف شفق
إليف شفق

«بدلا من أن يضعوا قوانين لمواجهة العنف ضد الأطفال والمرأة.. قرروا محاكمة خيال الأدباء» رسالة وجهتها الروائية التركية إليف شفق للسلطات في أنقرة بعد استدعائها للتحقيق بتهمة «تناول موضوعات حساسة» في رواياتها.

الطريف أن التهمة التي تواجهها شفق- المعروفة عن روايتها قواعد العشق الأربعون- قد ترجع إلى مشاهد كتبتها في روايتها منذ عشرات السنوات والتي تتحدث فيها عن العنف الجنسي ضد الأطفال.

وانضمت شفق إلى مجموعة من الروائيين الأتراك الذين خضعوا للتحقيق بسبب تناولهم لموضوعات حساسة كالاعتداء الجنسي على الأطفال أو السيدات خلال رواياتهم، وهو ما تراه السلطات التركية أمر غير مقبول.

ومن بين المؤلفين الذين واجهوا تلك الاتهامات كان الروائي عبد الله شفيكي الذي تم سجنه بعدما انتشرت عدد من الصفحات لإحدى رواياته التي يتحدث فيها عن الاعتداء الجنسي على الأطفال.

وبمجرد انتشار تلك الصفحات تقدمت نقابة المحامين في تركيا بطلب للحكومة بحظر روايات الكاتب التركي وتوجيه له تهمة «إساءة معاملة الأطفال والتحريض على الأعمال الإجرامية».

«لدينا معدلات كبيرة من الاعتداء على الأطفال والنساء.. وبدلا من تغيير القوانين من أجل مواجه تلك المشكلة قاموا بحبس الأدباء.. لينضموا إلى الصحفيين والأكاديميين الذين يقبعون في السجون التركية» بتلك الكلمات الغاضبة تحدثت الروائية التركية أليف شافاق خلال مهرجان « Hay» للأفلام.

وتمتلك تركيا واحدة من أعلى معدلات زواج الأطفال في أوروبا ، فوفقا لمنظمة مكافحة زواج الفتيات فـ 15٪ من الفتيات تزوجن قبل سن 18 و 1٪ متزوجات قبل سن 15.

وطالبات شفق أن يتم توجيه رسائل الدعم إلى الروائيين الأتراك المحبوسين داخل السجون، قائله «بدلا من أن نفخر بهم.. قمنا بوضعهم داخل السجون».

وتابعت الروائية التركية – بحسب صحيفة الجارديان- إن المسئولين في تركيا يريدون التحقيق في أي شيء كتب عن سوء معاملة الأطفال ومنها روايتها بناء حواء الثلاث المكتوبة في عام 2016.

واختتمت تصريحاتها قائلة «لقد حاولت دائما في كل رواياتي أن أكون صوت من لا صوت لهم.. وناضلت دائما من اجل حقوق المرأة والأقليات.. والأدب يمكنه بالطبع أن يقوم بدور هام في تلك القضايا».

وخضعت إليف شافاق للمحاكمة في عام 2006، وتمت تبرئتها من تهمة «إهانة تركيا» بعدما لاحظ ممثلو الادعاء شخصية في روايتها «The Bastard of Istanbul»  أو «لقيطة إسطنبول» تتحدث عن مذبحة الأرمن في الحرب العالمية الأولى وتوصفها بالإبادة الجماعية.