توزيع 60 ألف وجبة إفطار.. وتطوير المنازل في القرى الفقيرة  بالإسكندرية

توزيع 60 ألف وجبة إفطار .. وتطوير المنازل في القرى الفقيرة  بالإسكندرية
توزيع 60 ألف وجبة إفطار .. وتطوير المنازل في القرى الفقيرة  بالإسكندرية

في العاشرة صباح كل يوم يتحول شارع ألفريد ليان بمنطقة رشدي بالإسكندرية إلى ما يشبه خلية نحل طوال شهر رمضان الكريم فمن هنا وهناك يأتي المتطوعون من كل مكان  كبارًا وصغارًا وتأتي الأطعمة الطازجة  التي تبرع بها  أهالي الخير  لإطعام البسطاء.

 

"فرحة "هو اسم مجموعة موائد رحمن بالمدينة الساحلية أسسها شباب لتبدأ قبل خمس سنوات بـ 40 وجبة يوميا لاطعام الصائمين لتتحول إلى 5 موائد رحمن  كاملة موزعة بعدد من أحياء الإسكندرية  إضافة إلى توصيل الوجبات الساخنة حتى المنزل بتخطى عددهم   قرابة 60 ألف وجبة طوال الشهر الكريم.

 

"  بدأت قصتنا منذ 5 سنوات  قبل رمضان بأربعة أيام لاحظنا أن موائد الرحمن في أماكن معينة اختفت فشجعتنا إحدى صديقاتنا أن  ننظم مائدة رحمن".. بهذه الكلمات بدأ أحمد عربان سرد حكاية مائدة فرحة التي انتشرت ولاقت إعجاب  المهتمين بالعمل الخيري في الاسكندرية.

 

وأضاف عربان :" كتبنا على الفيس بوك ندعو أصدقائنا لتجميع لوازم موائد الرحمن وبدأنا بعشرين شخص وقمنا بتجهيز مطبخ بسيط وكان أول عدد هو 40 وجبة إفطار  واستمر حتى نهاية رمضان ب600 وجبة ".

 

بعد مرور خمس سنوات استطاعت فرحة" أن تجهز خمس موائد ثابتة في مناطق مختلفة من المحافظة في مناطق ستانلي ورشدي وعزبة سكينة والسيوف وفيكتوريا وشارع عشرين ،وتخطط لزيادة الأعداد في الأعوام المقبلة  وتشجع غيرها من المدموعات الشبابية على تنفيذ موائد رحمن في مختلف الأحياء بنقل خبرتها لهم .

 

وأوضح عربان أن تكلفة الوجبة حاليًا  تصل إلى 30  جنيها وتكون شاملة لحوم أو دجاج  بالإضافة إلى خضار وحلويات وفاكهه، لافتا إلى أنه بعد انتشار الفكرة بدأ الكثير من المواطنين في التبرع بمكونات الوجبات طوال الشهر الكريم .

ويتابع:" أكثر مايميزنا أننا بدأنا كأصدقاء وليس لدينا تعقيدات العمل  الروتيني أو تسلسل هرمي للمسؤليات..الجميع يستطيع المشاركة ومرحب به وهدفنا هو عمل الخير  وإدخال الفرحة  في قلوب الناس وأعتقد أن النية الصادقة وبركة ربنا هي السر في نجاحنا"

مع انتشار فكرة فرحة بدأ المشاركون فيها يتجهون نحو العمل التطوعي طوال العام وذلك من خلال قوافل للصعيد وتوزيع كراتين تموينية خلال الشهر وكذلك بطاطين في الشتاء، فضلا عن تطوير القرى الاكثر احتياجا.

 كما توضح هدير محمد عباس، إحدى المشاركات في فرحة، التي جذبها العمل التطوعي حتى تخلت عن عملها وأصبحت متفرغة له مؤكدة أنه يعطي الانسان الثقة بالنفس  والشعورببعض الفئات الفقيرة التي تعيش في حياة صعبة.

تشير هدير  إلى أن  الأعمال الخدمية في "فرحة" تشمل إعادة اعمار المنازل البسيطة في القرى المنسية بالشريط الحدودي لمحافظة الإسكندرية بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي  حيث تم تطوير قرابة 34 منزل والمساعدة في علاج بعض الحالات.

 

إحدى  المميزات في مائدة "فرحة " هي حرصهم على أداء العمل  على أكمل وجه ،فيجب أن يرتدي المتطوعون القفازات أثناء تجهيز الطعام  ويتم غسيل الأيدى ومسح طاولات إعداد الطعام طوال الوقت،و يتم تقديم مقبلات جانبية  كما توضح سالي حسني،إحدى المشرفات على المائدة  "، لافتة إلى أنهم يعملون في المائدة كأنهم يستضيفون الأشخاص في منازلهم لذلك يحرصون على نظافة الطعام وجودته والاهتمام بتقديم كافة الاحتياجات فيها.

 

بينما تروي أيه غانم، إحدى المشرفات على تنظيم الجدول اليومي للمائدة  كيفية اكتسابهم الخبرة التي تجعلهم يقللون من الهدر في الفاقد من الطعام بالاضافة إلى اختيار  نوعيات الأطباق التي تقدم للمواطنين بعناية  وخاصة الكفتة المشوية والبطاطس المقلية والبذنجان والأسماك واللحوم والدجاج المشوي.

 

وتشير إلى أنهم يقومون بعمل دراسات على الأسر التي تقطن في تلك المناطق للوقوف على أوضاعهم المادية والاجتماعية ومساعدتهم وتعليم الاطفال في الحضانة ليس فقط الكتابة والقراءة ولكن السلوكيات السليمة.