قمة مكة| السعودية تجمع الزعماء العرب.. و«التهديد الإيراني» على رأس المباحثات

الملك سلمان
الملك سلمان

  يجتمع الزعماء العرب، الخميس 30 مايو، في السعودية لعقد قمتين طارئتين تأمل الرياض أن توجها رسالة قوية إلى إيران مفادها أن القوى الإقليمية ستدافع عن مصالحها من أي تهديد بعد الهجمات على أصول نفطية بالخليج هذا الشهر.


وتقول السعودية والإمارات، اللتان سعتا لدفع الولايات المتحدة إلى كبح إيران، إنهما تريدان تجنب الحرب بعد ضربات بطائرات مسيرة استهدفت محطتي ضخ نفطيتين في المملكة وناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات.


واتهمت السعودية إيران بإصدار أمر توجيه الضربات بالطائرات المسيرة والتي أعلنت جماعة الحوثي الموالية لطهران المسؤولية عنها.


وقال مسؤول أمريكي كبير إن ألغاما بحرية «من شبه المؤكد أنها من إيران» استخدمت لمهاجمة الناقلات. وتنفي طهران أي ضلوع لها في الأمر.


وقال وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف خلال اجتماع مع نظرائه في جدة قبل القمتين إنه يجب التصدي للهجمات "بكل قوة وحزم".


وكتب الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية السابق، في مقال رأي نشره موقع قناة العربية الإلكتروني "من المرجح أن يناقش زعماء القمة أفضل السبل لتجنب الحرب، ومن جانبه يعتزم الملك سلمان الدفاع عن المصالح السعودية والعربية وسط التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وإيران".


وأضاف أن اجتماعات القادة الخليجيين والعرب عند منتصف الليل في مكة ستتناول «تدخل» إيران في شؤون العرب.


وتصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بعدما انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الدولي مع طهران وأعادت فرض العقوبات عليها وعززت وجودها العسكري في الخليج.


وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، الأربعاء 29 مايو، إن الهجوم الذي وقع بالقرب من مركز إماراتي لتزويد السفن بالوقود مرتبط بالهجوم على محطتي الضخ الواقعتين على خط أنابيب شرق-غرب في السعودية، وكلتاهما مسار بديل عن مضيق هرمز لنقل النفط، كما أنه مرتبط بهجوم صاروخي على المنطقة الخضراء في بغداد.


وأضاف: "لا يساور الشك أحدا فيمن المسؤول عن هذا وأعتقد أن من الأهمية بمكان أن تعرف القيادة في إيران أننا نعرف"، في إشارة إلى العملية التي استهدفت أربع سفن بينها ناقلتا نفط سعوديتان.


وتابع قائلا إن الولايات المتحدة تحاول اتباع نهج يتسم "بالحكمة والمسؤولية" لكنه حذر طهران من شن مزيد من الهجمات.


ورفض مسؤول إيراني تصريحات بولتون ووصفها بأنها "زعم هزلي". وقالت الجمهورية الإسلامية إنها ستدافع عن نفسها في وجه أي عدوان عسكري أو اقتصادي.

انقسامات بالخليج


خلال زيارة المستشار الأمريكي بولتون لأبوظبي، قام المسؤولون بتفعيل اتفاقية للتعاون الدفاعي تم توقيعها هذا العام بين الولايات المتحدة والإمارات التي تستضيف قاعدة جوية أمريكية.


ولدى دول الخليج قوة دفاع مشتركة في إطار مجلس التعاون الخليجي، لكن ذلك التحالف الذي أنشئ منذ 39 عاما تصدع جراء خلاف دفع السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر لفرض مقاطعة سياسية واقتصادية على قطر منذ منتصف عام 2017.


ودعا العاهل السعودي الملك سلمان أمير قطر، الذي تستضيف بلاده أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، لحضور قمتي مكة. وقالت قطر إن رئيس الوزراء الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني سيحضر، ليصبح أكبر مسؤول قطري يزور المملكة منذ بدء الخلاف.


وقال العراق وسلطنة عمان إنهما يعملان على خفض التوترات. وتربط البلدان علاقات جيدة بطهران وواشنطن. وعرضت الدوحة، التي تتقاسم حقل غاز عملاقا مع إيران، تقديم العون.


وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارة للعراق هذا الشهر إن بلاده تريد علاقات متوازنة مع دول الجوار في الخليج وإنها اقترحت توقيع اتفاقية عدم اعتداء معها.


وقالت إحدى الصحف الكبرى بالإمارات في مقال افتتاحي، وهي مقالات توافق عليها الدولة عادة، إن العرض "غريب".


وجاء في المقال الافتتاحي الذي نشر بالصفحة الأولى من صحيفة «جلف نيوز» اليومية "لا يا سيد ظريف. لن ينطلي علينا أسلوب ’الجار اللطيف’ هذا".