حوار| أمين مجمع البحوث الإسلامية: الوافـدون فى قلـب الأزهـر

أمين مجمع البحوث الإسلامية د. نظير محمد عياد خلال حواره مع الأخبار
أمين مجمع البحوث الإسلامية د. نظير محمد عياد خلال حواره مع الأخبار

- تجديد الخطاب الدينى وفق ظروف العصر.. ومخاطبة الشباب بلغتهم

- مراجعة شاملة لملف البعثات لتحقيق العدل..وآليات جديدة للتطوير

 

تزامنا مع بدء شهر رمضان جاء تعيين د. نظير محمد عياد الأستاذ بجامعة الأزهر أمينا عاما لمجمع البحوث الإسلامية، وهو أحد قطاعات الأزهر الشريف المهمة ويقع على عاتقها مسئولية التفاعل مع مختلف شرائح المجتمع بملامسة قضاياهم والوصول إليهم وإن تناءت المسافات.. يحمل الأمين الجديد رؤية مختلفة، كما أنه محمل بتكليفات من الإمام الأكبر شيخ الأزهر بإحداث طفرة حقيقية فى عمل المجمع فيما يتعلق بتأهيل الوعاظ والواعظات لتفعيل دورهم الدعوى، وكان لنا معه هذا الحوار.

 

< فى البداية كان السؤال عن تكليفات الإمام الأكبر فى المرحلة القادمة.. فيما تعلقت؟
- هذه التكليفات التى أولانى إياها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر تركز على عدة محاور بعضها يتعلق بالدور العلمى للمجمع وضرورة تفعيله والنهوض به وتغييره باعتبار أنه ينظر إليه كأقدم المجامع فى العالم، كذلك تتعلق بضرورة تطوير الخطاب الدينى وتجديده وفق ظروف العصر، تكليفات هدفها إحداث تغيير جذرى فى عمل المجمع ودوره  بالتزامن مع استحداث منصب مساعد الأمين العام لشئون الواعظات، ومساعد الأمين العام للشئون البحثية والعلمية، كما كلفنى إمامنا الأكبر بدراسة القضايا الشائكة والجدلية التى يمكن أن تفسد جو الود بين أبناء المجتمع والوصول لعلاج ناجع لها، هى فى المجمل تكليفات تتعلق بأداء الدور المنوط للمجمع على أكمل وجه بإذن الله.


< هل سنكتفى بالآليات الموجودة أم ما الجديد لتحقيق المنشود؟
- سوف نبنى على القديم وسنضيف إليه، ولن نكتفى بمجرد القوافل ولا المؤتمرات العلمية، ستكون هناك عناية أكبر بتطوير دور  المجمع والاستعانة بالآليات الحديثة، وشبكات التواصل الاجتماعى واستحداث بعض الأفكار التى يمكن أن تفيد الدعوة والدعاة، ولا مانع من بعض التؤامات مع بعض الجهات وكذلك الاتفاقيات خاصة فيما يتعلق بالتدريب والتعاون المشترك.


< ملف البعثات يحتاج إلى مراجعة.. كيف ترى ذلك؟
- مهتمون بهذا الملف ومكلفون به من اللحظة الأولى للنظر فيه بموضوعية لتحقيق العدل فى اختيار سفير للأزهر يتناسب مع الدور المطلوب منه ويتناسب مع رسم صورة الإسلام بصورة عملية واقعية، حتى لا تكون هناك أحكام جائرة على الإسلام.. نحن نراجع هذا الملف مراجعة شاملة بدءا من مرحلة الاختيار والمسابقات وانتهاء بتقييم الأداء بعد السفر، ويكون التقييم بعد السفر عن طريق وزارة الخارجية وعن طريق مسئول من الأزهر وفى حال الخروج على أى ميثاق عمل يتم إلغاء ندبه فورا لأنه سفير للأزهر والإسلام.


الوافدون
< ماذا عن ملف الوافدين للدراسة بالأزهر؟
- الوافدون من أهم الملفات التى كلفنا بها شيخ الأزهر حيث يهتم بهم الأزهر وشيخه أشد الاهتمام وهم فى قلب الأزهر حيث يحملون مشاعل النور والعلم الصحيح، العلم الوسطى البعيد عن التشدد وتنطع المتشددين، وهناك عناية شديدة بهم ليس فقط فيما يتعلق بالعملية التعليمية انما هناك دورات تثقيفية لهم ومساعدات انسانية واجتماعية وغيرها من الخدمات ونتطلع لمزيد من التطوير فى هذا الملف بما يخدم سفراء الأزهر والإسلام والعلم والنور الذين يتولون نقله إلى بلدانهم ولكل مناطق العالم.


< ماذا عن تدريب الوعاظ وزيادة عدد الواعظات ودعم الوعاظ بمقومات الفكر القويم؟
- يسعى الأزهر لرفع كفاءة الوعاظ والواعظات وتمكينهم من حسن التعامل مع القضايا المعاصرة، وكيفية التعامل مع النصوص الشرعية، وإسقاطها على الواقع الذى يعيشه الناس، بشكل يراعى اختلاف الزمان والمكان والحال والعرف والأشخاص، حيث يهتم المجمع بتأهيل الوعاظ والواعظات فى مجالات: العقيدة والتيارات الفكرية، والفقه وأصوله، والقواعد الفقهية، وفقه المعاملات، والأحوال الشخصية، وقضايا فقهية معاصرة، والفقه الطبى، والمواريث بالإضافة إلى الموضوعات العامة وبيان معالم المنهج الأزهرى.

كما تمثل الواعظات عنصراً دعوياً مهمًا خاصة فى هذا التوقيت الذى يعانى فيه المجتمع بمختلف أفراده ومكوناته من تحديات تحتاج إلى إعداد الكوادر النسائية من الواعظات اللاتى يتسمن بسعة الأفق والبعد عن التعصب، وذلك لتبصير الناس بحقيقة هذا الدين، ولذلك يبذل المجمع الجهود لتأهيل وتدريب واعظات الأزهر الشريف على قضايا المرأة وكيفية حلها والتعامل معها، كما يستهدف المجمع فى الفترة المقبلة زيادة عدد الواعظات والاستفادة منهن فى المجال الدعوى فى دروس السيدات وغيرها.


تأهيل  الوعاظ
< هل يتم ذلك بالتعاون مع أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والوعاظ؟
- بالفعل يتم تدريب وتأهيل الوعاظ والواعظات بالتنسيق التام بين المجمع والأكاديمية من أجل تحقيق الاستفادة الكاملة من البرامج التدريبية المتنوعة،وتمثل البرامج التدريبية فيما تقدمه للوعاظ من مناقشة العديد من القضايا الجدلية ووضع رؤية واضحة فى كثير من المسائل المختلف عليها، وبيان ضوابط فهم النص القرآنى والنص النبوى، بالإضافة إلى رفع درجة تأهيل وعاظ الأزهر فيما يتعلق بفهم القضايا المعاصرة وكيفية استخدام الوسائل والأساليب الحديثة فى عرض هذه القضايا ومراعاة واقع الناس ومخاطبتهم بالأسلوب الذى يتناسب معهم، كما يستهدف التدريب أيضاً التركيز على عملية التواصل مع الشباب بالطريقة التى تناسبهم ومن خلال الإفادة من وسائل التواصل الاجتماعى.


التواصل مع الناس
< ماذا عن زيادة التفاعل مع الشباب والتواجد بشكل واقعى مع الناس؟
 - مجمع البحوث الإسلاميةبالأزهر الشريف يقوم بخطة غير تقليدية فى التواصل مع الناس، حيث تستهدف هذه الخطة توعية المواطنين وخاصة الشباب فى جميع أنحاء الجمهورية بالعديد من القضايا والمشكلات التى يعانى منها المجتمع وتمثل تحديا يعرقل مسيرة التنمية فى الوقت الحالى، ويطلق المجمع العديد من الحملات التوعوية تشمل العديد من القضايا المهمة والتركيز على المشتركات الإنسانية وبيان أثرها فى التعايش السلمى بين الناس، حتى يعيش الجميع فى أمن وسلام ولا يتركون الفرصة لبعض المغرضين لبث الفتن بين أبناء الوطن.


< تم استحداث  منصب مساعد أمين عام لشئون الواعظات وللبحوث  ما فلسفة القرار؟
- استحداث مساعد لأمين عام المجمع للشؤون العلمية والبحثية، ومساعد لشئون الواعظات أمر فى غاية الأهمية وهى خطوة لها قيمتها، فى محورين:الأول: يهدف المجمع من خلال اللجان المنبثقة عن المجمع إلى إصدار نشرات دورية تحدد الأفكار الشاذة وتناقشها بالأسلوب الأمثل الذى يناسب الحال، هذا بالإضافة إلى التركيز على متابعة الأعمال البحثية للباحثين وتحقيق الاستفادة منها.
المحور الثاني: يدل على تقدير الإمام الأكبرلدور المرأة وإدراكه قيمة الدور المنوط بها، أو ما يمكن أن تسهم به فى الواقع.


< لو تحدثنا عن مواجهة الاسلاموفوبيا،وجهود الإمام الأكبر عالميًا، فماذا يمكن أن نقول فى هذا الأمر؟
- مواجهة الاسلاموفوبيا تحتاج إلى تكاتف الجهود وتغليب الموضوعية فلا يمكن لنا أن ننكر أن هناك بعض المنتسبين للإسلام ظلموه بسبب جملة من الأفعال الشاذة والأعمال المنكرة، مما نتج عن هذا اتهام الاسلام ووصفه بما ليس فيه، وبالتالى نسعى خلال الفترة القادمة بتكثيف العمل على تصحيح صورة الإسلام وذلك من خلال بعض المؤلفات العلمية التى تجلى الحقائق، وكذلك إقامة مؤتمرات علمية دولية للرد على هذه المزاعم، فضلا عن هذا سنحاول بإذن الله تعالى بالقيام بجولة من اللقاءات الداخلية والخارجية والتى يكون الحرص فيها على استثمارها ليكون ذلك أبلغ رد..أما جهود  الإمام واضحة جلية لا ينكرها أحد فهذه الجولات الداخلية والخارجية والتى يقوم بها فضيلته تشير  إلى حرصه الدائم وعمله المستمر على بسط الأفكار الصحيحة والقضاء على الأفكار الشاذة.