مع زيارة الوزير البريطانى للقاهرة ..

محمد البهنساوي يكتب: عودة السياحة الإنجليزية بين السياسة والمنطق

 تفاؤل فى القطاع السياحى بزيارة وزير التجارة الدولية البريطانى للقاهرة
تفاؤل فى القطاع السياحى بزيارة وزير التجارة الدولية البريطانى للقاهرة

«وليام فوكس» وزير التجارة الدولية البريطانى فى القاهرة .. هكذا نشرت المواقع والصحف خبرا عاديا عابرا عن تلك الزيارة التى بدأت أمس.. وتستمر حتى غد.. وفى التفاصيل الموجزة عن الزيارة أنها ستتضمن بحث تعزيز التجارة والتعاون الاقتصادى.. وعلى استحياء تم ذكر السياحة ضمن المباحثات.. لكن بالنسبة لقطاع السياحة الزيارة جد مهمة.. ليس فقط لتأثير غياب السياح الإنجليز عن شرم الشيخ.. وهنا لابد أن نشيد بقطاع السياحة بأثره الذى لم يكتف بالبكاء على اللبن المسكوب بعد توقف الرحلات الإنجليزية والروسية.. إنما بذل الجميع مزيدا من الجهد وزارة وقطاع ودولة رافعين شعار ان الاستجداء فى هذا الأمر مرفوض تماما.. وبالفعل تحقق صناعة السياحة حاليا قصة نجاح كبرى وهى الأهم منذ ثورة يناير رغم غياب السياح الروس والإنجليز.. بل إن غيابهم كان فرصة عظيمة للسياحة لتنشط فى أسواق تقليدية طالما حلمنا بفتحها.. وهو ما تم بالفعل
لكن ورغم رفضنا للاستجداء فى هذا الأمر.. فإن هذا لا يمنع أن نستغل كل فرص لإلغاء قرار الحظر الروسى والبريطانى.. وزيارة الوزير البريطانى الحالية لمصر فرصة مهمة.. وهنا نكرر أنها ليست مهمة فقط لمجرد عودة الرحلات الإنجليزية.. لكن بريطانيا اول دولة اتخذت قرار وقف الرحلات إلى شرم الشيخ عقب حادث الطائرة الروسية.. حتى قبل الروس انفسهم.. وأساءوا وبشدة للمدينة الأشهر وهى شرم الشيخ.. التى تعانى منذ سنوات بسبب القرار البريطانى.. وجاءت ككل الشواهد لتؤكد أنه قرار سياسي.. ورغم زيارة تيريزا ماى الاخيرة لشرم الشيخ فى القمة العربية الأوربية واستمتاعها بالزيارة.. ورغم ان القرار بعودة الرحلات لشرم ليس مطلبا مصريا فقط.. إنما هو مطلب مهم لشركات السياحة والطيران الإنجليزية والتى مارست ضغوطا على حكومة لندن وعلى مدار أشهر لإلغاء قرار المنع دون جدوى مما يؤكد سياسية الموقف مع كل ما قدمته هذه الشركات من مبررات منطقية تؤكد ان القرار لم يعد له أى سبب ليستمر.. وأرى ضرورة استغلال الزيارة للتأكيد على العودة الملحة لرحلات الإنجليز إلى المدن السياحية.. وكما قلت فهو مطلب بريطانى سواء للشركات او السائح البريطانى الذى لا يمكنه الاستغناء عن المدن الساحلية المصرية وللعلم فإن الحركة السياحية البريطانية الوافدة إلى مصر تشهد تحسنًا ملموسًا بكل المدن.. ماعدا شرم بالطبع بسبب القرار الإنجليزي
الان وبالتوزاى مع ضرورة استغلال زيارة الوزير البريطانى لبحث عودة السياحة.. لابد من استمرار تنفيذ حملة علاقات عامة بالسوق الإنجليزية تعتمد على دعوة إعلاميين وأصحاب شركات السياحة ومنظمى الرحلات إلى مختلف المقاصد السياحية المصرية لنقل صورة حقيقية لما يحدث بمصر وتظهر زيف وضلال موقف الحكومة البريطانية وتكشف أنه رغم قيام بريطانيا بفرض حظر السفر لشرم فإن السياح الانجليز لم ينقطعوا عن زيارة شرم الشيخ والغردقة حيث يصلون إليها من دول قريبة من بريطانيا.. وحكومة لندن تدرك هذا.. لكنها تناقض نفسها
وأرى أيضا ضرورة وضع عروض سياحية بالتنسيق مع مصر للطيران بأسعار مناسبة لزيادة عدد الرحلات بين البلدين ومنح عروض تسويقية من مصر للطيران على رحلاتها للسائحين الانجليز بالتنسيق مع منظمى الرحلات حتى يتم استقطاب أكبر قدر من السياح الانجليز.. واعتقد ان هيئة تنشيط السياحة مطلوب منها خطة ترويجية شاملة للانطلاق فى السوق البريطانى بمجرد عودة الرحلات لشرم مع العلم ان غالبية الفنادق على استعداد تام لاستقبال السياحة البريطانية.