ذكرى وفاة إسماعيل ياسين| هجر منزله بعد رحيل والده.. وعمل مناديًا أمام محال الأقمشة

إسماعيل ياسين
إسماعيل ياسين

 تحل اليوم 25 مايو ذكرى وفاة الفنان إسماعيل ياسين المُلقب بـ«أبو ضحكة جنان»، حيث ولد في محافظة السويس في 15 نوفمبر من عام 1912 وانتقل إلى القاهرة، في بدايات الثلاثينيات لكي يبحث عن مشواره الفني كمطرب، إلا أن شكله وخفة ظله حجبا عنه النجاح في الغناء.

وامتلك ياسين إسماعيل الصفات التي جعلت منه نجما من نجوم الاستعراض حيث أنه مطرب و‌مونولوجست وممثل، لم يكن وسيما ولا جذابا في هئية أو ملمح، لكنه جذب قلوب الملايين وانتزع منهم سعادتهم  وضحكاتهم، حيث قدم أعمالا كثيرة رسمت البسمة على وجوه المشاهد المصري والعربي.

فهو أحد رواد فن المونولوج في مصر، والفنان الوحيد الذي اقترنت الأفلام باسمه، توفي والده وهو في سن صغير، فهجر المنزل خوفا من بطش زوجة أبيه، واضطر للعمل مناديا أمام أحد محال بيع الأقمشة لتحمل مسئولية نفسه.

عشق منذ صغره أغاني الموسيقار محمد عبد الوهاب وحلم أن يكون منافسا له ، وعندما بلغ عامه السابع عشر اتجه إلى القاهرة وعمل صبياً في أحد المقاهي بشارع محمد علي وأقام بالفنادق الصغيرة الشعبية، ثم التحق بالعمل مع أشهر راقصات الأفراح الشعبية في ذلك الوقت، ولكنه لم يجد ما يكفيه من المال فتركها وعمل وكيلاً في مكتب أحد المحامين بحثاً عن لقمة العيش.

ذهب إلى بديعة مصابني وانضم إلى فرقتها كمونولوجست بعد أن اكتشفه المؤلف الكوميدي "أبو السعود الإبياري" الذي كون معه ثنائيا ناجحا وكان شريكاً له في مشواره الفني، وتألق في إلقاء المونولوج 10 سنوات من عام 1935 إلى عام 1945 حتى أصبح يقدمها في الإذاعة.

اقتحم عالم التمثيل عام 1939 عندما اختاره "فؤاد الجزايرلى" للمشاركة في فيلم "خلف الحبايب" ، ثم لعب الدور الثاني في مجموعة من الأفلام من أشهرها "علي بابا والأربعين حرامي ، و نور الدين والبحارة الثلاثة ، والقلب له واحد".

استعان به أنور وجدي في معظم أفلامه، وأنتج له أول بطولة مطلقة عام 1949 في فيلم "الناصح" أمام ماجدة، ثم سعى المنتجون للتعاقد معه بعد أن أصبح نجما لشباك التذاكر ، وكان يقدم قرابة الـ 16 فيلماً في العام الواحد.

كون الفنان الراحل ثلاثياً من أهم الثلاثيات في تاريخ السينما المصرية مع المؤلف "أبو السعود الإبياري" والمخرج "فطين عبد الوهاب"، وقدم أكثر من 482 فيلماً من أبرزها " إسماعيل يس في الجيش و إسماعيل يس في الأسطول و إسماعيل يس في مستشفى المجانين و ابن حميدو و العتبة الخضراء والستات ما يعرفوش يكدبوا وملك البترول والمجانين في نعيم ".

ساهم في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي المصري وكون فرقة عام 1954 تحمل اسمه بشراكة أبو السعود الإبياري ، و ظلت تعمل على مدي 12 عاماً قدم من خلالها ما يزيد علي 50 مسرحية بشكل شبه يومي.

أصيب في العقد الأخير من حياته بمرض القلب فتعثر مشواره الفني وابتعد عن الفن وانحسرت عنه الأضواء تدريجياً، كما تراكمت عليه الضرائب وأصبح مطارداً بالديون، فاضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966م ثم سافر إلى لبنان وعمل مرة أخري كمطرب للمنولوج، وعندما عاد إلى مصر عمل في أدوار صغيرة لا تتناسب مع تاريخه الحافل حتى وافته المنية يوم 24 مايو عام 1972م إثر أزمة قلبية حادة.