المدير الإقليمي لاتحاد جامعات شمال إفريقيا: مصر تجمع شباب القارة السمراء

المدير الإقليمي لاتحاد جامعات شمال إفريقيا
المدير الإقليمي لاتحاد جامعات شمال إفريقيا

سيدة مصرية أصبحت نموذجا يحتذي بها وأكبر دليل علي أن المرأة المصرية شريك أساسي في التنمية ليس علي مستوي الدولة فقط ولكن علي مستوي قارة إفريقيا أيضا، تملك مقومات النجاح بما لديها من أدوات تمكنها من ذلك استطاعت أن يكون لها بصمة قوية في العمل علي مستوي إفريقيا بعد أن تقلدت منصب المدير الإقليمي لاتحاد جامعات إفريقيا لشمال إفريقيا ومن هذا المنطلق كنا نريد التعرف علي دور الاتحاد العام للجامعات الإفريقية في كيفية استخدام العلم من اجل القارة وكيف يمكن الارتقاء بالمرآة الإفريقية وهل القضاء علي الأمراض لشعوب القارة حلم أوشك تحقيقه وما هو السبيل لإيقاف صوت البنادق أحد أهم أهداف إستراتيجية 2063 وما هي صورة الأزهر في عيون إفريقيا والسؤال الأهم هو كيف تم اختيار مصر مقرا لاتحاد جامعات شمال إفريقيا. ولماذا الأزهر ممثلا للجامعات المصرية وكانت الإجابات خلال حوارنا مع الدكتورة أماني الشريف عميد كلية الصيدلة والمنسق العام لاتحاد الجامعات الإفريقية والمدير الإقليمي لاتحاد جامعات شمال إفريقيا

متى انشئ اتحاد الجامعات الإفريقية؟
- انشئ اتحاد الجامعات الإفريقية منذ ١٩٦٧ ليكون صوت التعليم العالي بالقارة الافريقية. وكان ذلك بناء علي توصية من اليونسكو ورغبة من الجامعات الإفريقية.
كيف كانت البداية في إنشاء مقرات إقليمية لهذا الاتحاد؟
- عندما وضع الاتحاد الافريقي عام ٢٠١٣خطته الخمسينية 2063 تحت شعار »افريقيا التي نريدها»‬ تم تكليف اتحاد الجامعات الافريقية ليكون المنسق لمحور التعليم علي مستوي القارة لذا رأي الاتحاد ضرورة وجود مقرات اقليمية لتسهيل التواصل مع كل جامعات القارة وتحقيق النهوض المرجو بالتعليم العالي بالقارة.
ماهو الدور المنوط به مقر إقليم الشمال لاتحاد الجامعات الافريقية؟
- يعد مكتب الاتحاد لشمال افريقيا جزءا رئيسيا من الاتحاد وبميلاده يبدأ عهد جديد من الاهتمام بالتعليم العالي بالقارة فالدور المنوط بالمقر هو ان يكون همزة الوصل بين جامعات الشمال وباقي جامعات القارة، وبين الدول الإفريقية والدول العربية، ليس ذلك فحسب بل سيكون النافذة التي تطل بها جامعات القارة علي آسيا وأوروبا ليتم التبادل التكنولوجي والتكامل.
ما هي الأهداف التي يسعي المقر الإقليمي لشمال إفريقيا إلي تحقيقها في ظل رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي؟ 
ـ تقوية العلاقات الثقافية بين الدول العربية والآسيوية مع الدول الإفريقية والعمل الجماعي لدعم استراتيجيات التعليم القارية وتعزيز دور مؤسسات التعليم العالي بشمال إفريقيا لتحقيق الخطط الإستراتيجية للاتحاد الإفريقي وتشجيع التبادل المعرفي فيما بين جامعات إفريقيا والدول العربية والأسيوية وإنشاء قواعد بيانات معرفية وبحثية علي مستوي القارة والمشاركة في الأنشطة والمشروعات الممولة من الجهات المانحة وإقامة أنشطة تكاملية تساهم في تنمية المجتمع الإفريقي ومواجهة تحدياته بالدراسات والأبحاث الإفريقية وتعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، وبناء الشراكات بين الجامعات العربية والإفريقية والأسيوية في مجالات مراكز التميز، وتبني المعايير الإفريقية لضمان جودة التعليم والاعتماد للمؤسسات التعليمية، والاهتمام بدور المرأة الإفريقية في العلوم لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين وتشجيع المشاركة النشطة للمرأة الباحثة الافريقية والعربية والأسيوية للنهوض بالمجتمع وإقامة أنشطة متنوعة لربط الطلاب الأفارقة بعضهم ببعض.
لماذا تم اختيار جامعة الأزهر لاستضافة المقر الإقليمي لشمال إفريقيا؟
- جامعة الأزهر أقدم جامعة تعمل منذ إنشائها منذ 972 ميلاديا وحتى الآن. بها 23 ألف طالب وافد من 106 دول  وبالتالي خريجوها في كل مكان، وكلياتها منتشرة بمعظم محافظات مصر، بها أكثر من 80 كلية وأكثر من 400 ألف طالب، تنتمي جامعة الأزهر إلي مؤسسة الأزهر بما لها من مساهمات تعليمية وثقافية واجتماعية من خلال البعثات الاغاثية والمعاهد المنتشرة بالدول المختلفة. لذا نجد لها في قلوب الأفارقة والاسيوين الكثير من الود والاحترام، كيان بهذا الحجم وعمق التأثير أعتقد لا يمكن تجاهله عند اختيار مقر يهدف بالاساس إلي توطيد العلاقات بين المؤسسات التعليمية بالدول المختلفة. ولذا تم اختيار جامعة الأزهر عضوا بمجلس إدارة الاتحاد ممثلا عن شمال إفريقيا.
كيف وجدتم الأزهر في عين الأفارقة؟
- عندما التقيت بالأعضاء من الدول الافريقية علموا اني مصرية كانوا يقولون بأن مصر عربية وشرق اوسطية وفي هذا التوقيت كانت مصر رغم عودتها للاتحاد الافريقي إلا أن العلاقات مع الدول الافريقية مازالت جامدة ولكن عندما علموا انني من الازهر حدث نوع من الحفاوة الكبيرة أكدوا لي بأن الازهر هوالحاضن الحقيقي لشعوب الدول الافريقية علي اختلافها وأنهم يلمسون اهتمامه بهم في مجالات عديدة، وهذه حقيقة فالأزهر يولي إفريقيا برعاية خاصة تتمثل في البعثات الثقافية، والحملات الإغاثية، والمنح المجانية للطلاب للالتحاق بالجامعة، والمعاهد الأزهرية المنتشرة بالدول الافريقية، وزيارات متتالية لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر للدول الافريقية لنشر مبادئ السلام والمودة.
العام هو عام إفريقيا، كيف تمكنتم من إعداد كل تلك الفعاليات مع بداية العام؟
- بدأنا العمل في ملف اتحاد الجامعات الإفريقية منذ عام 2016عندما شاركت في مبادرة تنسيق التعليم العالي علي مستوي القارة الافريقية والتي أطلقت بالتعاون بين الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي، وكانت تهدف للإعتراف بالمؤهلات الدراسية بين الجامعات المختلفة داخل القارة الافريقية. فمثلا في أوروبا يستطيع الشخص أن يدرس سنة اولي في كلية في ألمانيا ويدرس سنة ثانية في بريطانيا وسنة ثالثة في بلجيكا وهكذا. لكن في افريقيا لا توجد سهولة واعتراف بهذا النوع من الحرية التعليمية. ثم استمر العمل عندما تم اختياري في هذه المبادرة كمحكم دولي لتقييم الجامعات الافريقية وعملت مع اتحاد الجامعات الافريقية وزرت عدة دول افريقية لتقييم الجامعات بها. وتم اختيار جامعة الأزهر لاجراء التصنيف الافريقي بها في 2017 لتتصدر قائمة الخمس  عشرة جامعة التي تم تقييمها في تلك المبادرة. ثم تم اختيار جامعة الأزهر عضوا بمجلس إدارة اتحاد الجامعات الافريقية في عام 2018، حيث تم عرض استضافة المقر الاقليمي والأوليمبياد الأول لشباب الجامعات الافريقية اللذين احتفلنا بهما الشهر الماضي.
وما هي أهم نتائج مشاركتك في مبادرة تنسيق التعليم العالي التي شاركت باسم مصر فيها؟
- حقيقة النتائج عديدة منها التعارف الذي تم بين ممثلين لعدد 48 دولة إفريقية وعملنا معا وتقديم مصر لهم بوجهها الصحيح وتغيير الصورة التي كانت لديهم من أنها بلد غير آمن، فبعد أن كانوا يعتقدون أن مصر بها عنف وغير آمنة، أصبحوا الآن يطلبون أن تقام معظم فعالياتهم بمصر ويسعدونبالتواجد فيها. أما اهم نتيجة، فكانت اكتشافي لوجود خطأ في خريطة مصر المستخدمة من قبل اتحاد الجامعات الإفريقية ووجود مثلث حلايب وشلاتين خارج حدود مصر. وللأسف هي منتشرة علي المواقع الالكترونية. وقد بدأت أضع الخريطة السليمة في كل الفعاليات التي نشارك فيها ليتم التأكيد علي حدودنا الجنوبية، بل علي كل ذرة من أرض مصر.
كم عدد الجامعات بشمال إفريقيا؟ 
- يبلغ عدد الجامعات بشمال افريقيا حوالي 161جامعة موزعة علي ست دول هي : مصر، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، وموريتانيا. يوجد بها حوالي 6.7 مليون طالب يتلقون التعليم العالي في مختلف التخصصات تم افتتاح المقر الاقليمي في الثاني عشر من مارس الماضي، وبعدها بيومين أقمتم الأوليمبياد الأول لشباب الجامعات الإفريقية من 14-18 مارس 2019
لماذا بدأتم نشاط المكتب بفاعلية رياضية؟
- عندما تم اختيار جامعة الأزهر عضوا بمجلس إدارة اتحاد الجامعات الافريقية، ودعوتها لحضور أول إجتماع مجلس إدارة، قمنا بدراسة ملف إفريقيا كاملا وخطته الخمسينية 2063 وخططه المختلفة (»‬ESA 16-25). ووجدنا أحد المحاور والتي نصت الخطة علي تحقيقها بحلول عام 2020 هي »‬إسكات صوت البنادق» وذلك لوجود العديد من الصراعات القبلية والحدودية بالقارة. وكلنا يعلم بأن حل هذه النزاعات المسلحة يتم بين القادة والسياسيين في الغرف المغلقة أي من القمة بينما من يحمل البنادق ويشعلون الصراع هم الشباب أي القاعدة العريضة.
فاقترحنا علي مجلس إدارة الاتحاد - والذي يمثل أعضاؤه الاقاليم الجغرافية الخمسة بالقارة- اقترحنا أن نوجد لغة مشتركة بين الشباب تستطيع أن تقرب بين الشباب ولم نجد أفضل من الرياضة كلغة عالمية تستطيع أن تتجاوز حدود اللغة والثقافة والدين!
فلم تكن الفاعلية رياضية فحسب، بل كان وراءها فلسفة ومغزي أعمق.
وهل تم تحقيق الهدف من وراء تلك الأوليمبياد؟
- حقيقة أستطيع أن أقول مما رأيت أن الشباب الافريقي كانوا متعطشين لمعرفة بعضهم البعض. فخلال أيام بسيطة اندمج الطلاب الافارقة القادمون من 27 دولة مع بعضهم البعض، وضجت قاعة حفل الختام بالتصفيق والهتافات لتحية الفائزين منهم، وتبادلوا بيانات التواصل والتقاط الصور وهذا يدل علي فطرتهم النقية التي يجب أن نهتم بالحفاظ عليها بتلبية احتياجاتهم من أنشطة مختلفة وعدم تركهم لمن يسمم أفكارهم ويزرع بذور الكره والعنصرية في نفوسهم تجاه الآخر.
باعتباركم عميدا لصيدلة الازهر ماهو الدور الذي تساهمون به للقضاء علي الامراض التي تنتشر في افريقيا؟
- كوني استاذ بكلية الصيدلة قبل اعتباري عميدا لها أؤكد بأن افريقيا هي الارض الخصبة لاستخراج مختلف انواع الادوية قبل الماس لما تمتلك من مقومات طبيعية ونباتات واعشاب ولكن للاسف يتم تصديرهذه الأعشاب والنباتات كمواد خام للدول الأخري ولا يتم الاستفادة من العلم لخدمة القارة وهذا هو اول مبادئ اتحاد الجامعات الافريقية الذي أسعي لتحقيقه وهو "العلم من اجل ابناء القارة" . خلال تواجد امين عام الاتحاد في القاهرة قام بتفقد كلية طب الإنسان بالجامعة وشاهد كراسي الكشف علي المرضي لطلاب الكلية وانبهر بها وأكد بأن عدد الكراسي التي توجد بالكلية تفوق عدد الكراسي التي توجد بكليات طب الأسنان في مختلف جامعات غانا  كلها