تضم زامبيا وجنوب أفريقيا وأنجولا والكونغو الديمقراطية..

الرئيس السيسي يبدأ جولة أفريقية موسعة «الجمعة»

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، الجمعة 24 مايو، جولة إفريقية موسعة يزور خلالها زامبيا وجنوب إفريقيا وأنجولا والكونغو الديمقراطية، في إطار حرصه المتواصل على تعزيز التعاون مع كافة دول القارة بما يحقق الخير والرخاء لشعوبها ولاسيما في ظل رئاسة مصر الحالية للاتحاد الإفريقي.

ويعقد الرئيس السيسي عددا من القمم الثنائية مع القادة الأفارقة لبحث سبل تعزيز العلاقات وأطر التعاون المشترك ودفعها إلى مسارات وآفاق أوسع وأكثر شمولية في كافة مجالات التعاون، كما يشارك الرئيس في مراسم تنصيب نظيره الجنوب أفريقي «سيريل رامافوزا» التي تجرى في العاصمة الجنوب إفريقية بريتوريا بحضور ١٥ من القادة والزعماء على رأسهم الرئيس السيسي.

وأوضح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسي خلال التهنئة التي وجهها للرئيس «رامافوزا» بمناسبة فوز حزب «المؤتمر الوطني الإفريقى» الحاكم بالانتخابات البرلمانية في جنوب إفريقيا، وتوليه ولاية جديدة كرئيس للجمهورية بدءاً من شهر مايو الجاري، تمنى له استمرار التوفيق والنجاح في الاضطلاع بمهام منصبه».

وأعرب الرئيس عن اعتزاز مصر بعلاقاتها الإستراتيجية بجنوب إفريقيا، وتطلعه لمواصلة العمل مع شقيقه الرئيس «رامافوزا» على تعزيز أطر التعاون بين البلدين، فضلاً عن تطوير التنسيق والتشاور المتبادل إزاء مختلف الموضوعات الإفريقية ذات الاهتمام المشترك، على النحو الذي يتسق مع المسار الطبيعي والتاريخي للعلاقات التي تجمع مصر بجنوب إفريقيا».

تعاون مشترك

وأعرب الرئيس «رامافوزا» عن تقديره للرئيس، مؤكدا حرصه على تدعيم العلاقات الثنائية وتفعيل كافة مسارات التعاون بين البلدين على مختلف المستويات، بالإضافة إلى تعظيم التنسيق وتبادل الرؤى إزاء القضايا الإفريقية المختلفة، بما يدعم مسيرة العمل الإفريقي المشترك، لا سيما في ظل الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الإفريقي».


وكان الرئيس رامافوزا قد زار القاهرة الشهر الماضي للمشاركة في الاجتماعين على مستوى القمة اللذين دعت إليهما مصر عددا من القادة الأفارقة لمناقشة تطورات الأوضاع فى السودان وليبيا وتعزيز العمل المشترك والتباحث حول أنسب السُبل للتعامل مع المستجدات الراهنة على الساحتين السودانية والليبية وكيفية المساهمة في دعم الاستقرار والسلام هناك.

من جانبها أكدت الهيئة العامة للاستعلامات، في تقرير أصدره المكتب الإعلامي في بريتوريا برئاسة المستشار أيمن ولاش أن العلاقات بين مصر وجمهورية جنوب إفريقيا ركنًا أساسيًا وحجر زاوية بالغ الأهمية للقارة الإفريقية، واستقرارها، وتنميتها، وكذلك بالنسبة للعالم كله، وأوضاع كلا الدولتين التاريخية، والجغرافية، والإستراتيجية، تتشابه إلى حد كبير، رغم البعد المكاني الواسع بينهما، فلكل منهما موقع استراتيجى بالغ الأهمية قارياً وعالمياً، فمصر تقع عند ملتقى قارات العالم القديم: آسيا وإفريقيا وأوروبا، على أرضها أحد أهم الطرق والممرات البحرية فى العالم بين قناة السويس التى تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب. وأضافت، الهيئة فى بيان، لها أمس: «بالمثل، جنوب إفريقيا تشرف على أهم نقطة حاكمة في أقدم وأشهر الطرق البحرية بين الشرق والغرب، طريق «رأس الرجاء الصالح» الأمر الذي منحها دوراً استثنائياً في تاريخ الملاحة الدولية وفى سلامة واستقرار التجارة بين قارات العالم».

تطورات إيجابية

وأوضحت الهيئة أن علاقات مصر وجنوب إفريقيا تشهد تطورات إيجابية متتالية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها.. وتعاوناً ثنائياً على الصعيدين القاري والعالمي. 

وعلى الصعيد الاقتصادي، تمتلك كل من مصر وجنوب إفريقيا اقتصاداً كبيراً متنوعاً حيث طبقاً للناتج المحلى الإجمالي، تقع الدولتان معاَ ضمن أكبر (5) اقتصاديات في إفريقيا من حيث الناتج المحلى الإجمالي، وشبكة العلاقات الاقتصادية الدولية. لكل ذلك، كان التواصل بين مصر وجنوب إفريقيا أمراً مهماً وضرورياً في كل الأوقات، ولكل ذلك أيضاً، فإن التعاون بينهما وتعزيز علاقاتهما أمر بالغ الأهمية للشعبين ولقارة إفريقيا دولاَ وشعوباً.

وكانت أول زيارة رئاسية مصرية إلى جنوب إفريقيا في قد أجراها الرئيس الأسبق حسني مبارك في يوليو عام 2008 تلبية لدعوة الرئيس الجنوب إفريقي آنذاك ثابومبيكي، وشهدت توقيع مذكرة إعلان نوايا حول التعاون بين البلدين في كثير من المجالات منها مجالات الصناعة والتكنولوجيا والاستثمار والبحث عن المعادن والبترول والغاز وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والزراعة والمواصلات وتطوير البنية التحتية وتنشيط السياحة بين البلدين.

وفي أكتوبر عام 2010، زار الرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما مصر، وهى الزيارة التي أسفرت عن تطورات في عدد من الملفات الثنائية وانعقاد اجتماع رجال الأعمال بين البلدين بمشاركة 1000 من رجال الأعمال من بينهم 200 من الجانب الجنوب إفريقي، وتم توقيع 4 مذكرات تفاهم وبرنامجين تنفيذيين على هامش الزيارة للتعاون في مجالات: البترول والغاز، الخدمات الصحية والبيطرية، والرياضة، والسياحة، ومذكرة تفاهم بين مكتبة الإسكندرية والمكتبة الوطنية في جنوب إفريقيا.

تطورات

وشهدت العلاقات بين البلدين مرحلة جمود مؤقت ما بعد ثورة 25 يناير 2011 على خلفية موقف جنوب إفريقيا من تطورات الأوضاع الداخلية في مصر.

 

وعقب ثورة الشعب المصري في 30 يونيو 2013، لم تكن طبيعة الأحداث التي شهدتها مصر واضحة لدى الجانب الجنوب إفريقي، في المقابل، اتسم رد الفعل المصري بالهدوء، وأوفدت مصر السفير إبراهيم على حسن مبعوثاً رئاسياً إلى جنوب إفريقيا لشرح الموقف حيث استقبلته وزيرة الخارجية الجنوب إفريقية في يوليو2013، واستأنفت الدولتان تعاونهما المعتاد سريعاً، حيث تعددت الزيارات المُتبادلة بين الدولتين، وشارك جيف راديبي وزير شئون الرئاسة في جنوب إفريقيا في حفل تنصيب الرئيس السيسي في يونيو.

 

عودة قوية 

 

وشهدت العلاقات السياسية بين الدولتين طفرة إيجابية ملحوظة منذ 2014 كان من أبرز ملامح تلك التطورات الإيجابية اللقاءات الثنائية بين ممثلي الدولتين، والتي بدأت بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما في عدة لقاءات، كان أولهما على هامش الشق رفيع المستوى للدورة (70) للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر 2014، ثم جاءت زيارة الرئيس جاكوب زوما إلى القاهرة بناءً على الدعوة الموجهة من الرئيس عبد الفتاح السيسي في أبريل 2015، وكانت الزيارة الأولى للرئيس الجنوب إفريقي منذ عام 2011، علماً بأن آخر زيارة رئاسية جنوب إفريقية إلى القاهرة كانت للرئيس السابق زوما في أكتوبر 2010.

 

والتقى الرئيسان في موسكو- روسيا في مايو2015 على هامش احتفالات روسيا بالذكرى السبعين للانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية.

 

وأعربت بريتوريا خلال عام 2015 عن رغبتها في عقد الدورة التاسعة للجنة المشتركة بين البلدين، حيث كانت الدورة الثامنة للجنة المشتركة قد انعقدت برئاسة وزيري خارجية البلدين في بريتوريا في مارس 2010.

 

وترتبط مصر وجنوب إفريقيا منذ عام 1994 بعلاقات اقتصادية قوية وإن كانت لا تعكس حجم وقوة العلاقات السياسية بين الدولتين، وهناك العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بينهما في المجال الاقتصادي، كما أن هناك العديد من مشروعات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الجاري دراستها ومراجعتها من الجانبين.

 

وبشكل عام توجد العديد من الأنشطة التي تقوم بها اللجنة التجارية المشتركة (JTIC)، وعقدت العديد من الاجتماعات بمُشاركة من الوزارات والهيئات الاستثمارية والاتحادات التجارية والعمالية والشركات العامة والخاصة في الدولتين منذ عام 2013، ويجرى في تلك الاجتماعات نظر العديد من ملفات ومبادرات التعاون المشترك بين الجانبين، وبحث سبل التعاون في مجالات عديدة.

 

وخلال جولة الرئيس الأفريقية من المنتظر أن يعقد قمة مع نظيره الكونغولي فيلكس تشيسكيدي أثناء زيارته للكونغو الديمقراطية، وفي زامبيا يلتقي الرئيس السيسي مع الرئيس الزامبي ادجار لونجو، كما يعقد قمة مصرية أنجولية في لواندا مع الرئيس الانجولي جواو لورينزو.