حكايات| مصري صُنع في سويسرا.. مفاجأة «يوسف راضي» أول فرعون بدوري أبطال أوروبا

مصري صُنع في سويسرا.. مفاجأة «يوسف راضي» أول فرعون بدوري أبطال أوروبا
مصري صُنع في سويسرا.. مفاجأة «يوسف راضي» أول فرعون بدوري أبطال أوروبا

لا يزال باطن الكرة المصري يحتفظ بكثير من أسراره، التي لم يبُح بها جميعًا، وكلما اقترب بركان اللاعبين المصريين المحترفين بالخارج من الخمول، إذا به يقفز بكرات لهب لأحد العظماء الذين اختفوا تحت ثلوج القارة العجوز.

 

رسميًا.. يسجل التاريخ أن إبراهيم حسن ومجدي طلبة هما الثنائي المصري الأول، الذي يمثل الفراعنة المحترفين من أبناء الدوري المصري في بطولة أوروبا للأندية مع باوك اليوناني أمام إشبيلية الإسباني، في سبتمبر من العام 1990، إلا أن هناك لاعب مصري أنجبته أرض الهرم والنيل، وشارك في البطولة الأوروبية قبل هذا التاريخ بثمان سنوات.

 

يوسف رمزي عبد الحليم راضي، اسم مصري خالص من مواليد القاهرة يوم 13 أغسطس من العام 1961، تدرج في صفوف ناشئي نادي سيرفت جنيف السويسري عاشقًا لكرة القدم، حاملاً مصر في قلبه، متحدثًا بلغة عربية سليمة مع زميله العربي الوحيد في الفريق النجم المغربي الكبير مصطفى ياغشا.

 

تدرج يوسف راضي في ناشئي سيرفت حتى ظهر للمرة الأولى مع الفريق الأول بطلاً للدوري السويسري في الموسم 1979-80، وكان لاعبًا أساسيًا ضمن فريق يضم عددًا من نجوم الكرة السويسرية والعالمية آنذاك.

 

ضم تشكيل سيرفت النجم الدولي المغربي مصطفى ياغشا، ولوسيان فافر، المدير الفني الحالي لبوروسيا دورتموند الألماني، وميشيل دي كاستال، المدير الفني الأسبق للزمالك والحالي لنيوشاتل زاماكس السويسري، وآلان جيجر، قائد منتخب سويسرا والذي يتولى حاليًا تدريب سيرفت، وأمامهم المصري يوسف راضي الذي كان يشغل مركز الجناح الأيسر والمهاجم في بعض الأحيان.

 

وكانت المشاركة الأوروبية الأولى في كأس الاتحاد الأوروبي عام 1981، حين لعب يوسف راضي مع سيرفت أمام سوشو الفرنسي وحقق فريقه الفوز بهدفين لهدف في سويسرا، لكنه لم يصعد للدور التالي بعد الخسارة في فرنسا بهدفين نظيفين.

 

 

وسجل مشاركته الثانية في النسخة التالية عام 1982، أمام سلاسك وارسو البولندي في مباراة انتهت بالفوز بهدفين نظيفين سجلهما دي كاستال وفافر.

 

وشارك يوسف راضي مع سيرفت في مواجهة ودية تاريخية أمام ليفربول الإنجليزي بكامل نجومه على ملعب كارميليه معقل سيرفت (جينيف) يوم 21 أغسطس عام 1981، وحققوا الفوز على الفريق الإنجليزي الكبير بهدفين لهدف.

 

 

المفاجآت لم تتوقف عند هذا الحد؛ لأن يوسف راضي يظل المحترف المصري الأول الذي يحقق البطولات مع ناديه الأوروبي، بعدما توج بالدوري السويسري مع سيرفت موسم 1978-79 فور تصعيده من الناشئين.

كما رفع راضي كأس الدوري السويسري مرتين عامي 1979 و1980 مع سيرفت، وكذلك كأس سويسرا موسم 1978-79.ولم تتوقف بطولات يوسف راضي عند هذا الحد، فرفع درع الدوري السويسري مجددًا مع يونج بويز الذي لعب له في الفترة من 1983 حتى 1986، وأحرز البطولة في الموسم 1985-86.

 

واختتم راضي مشواره مع كرة القدم باللعب لنادي إيتوال كاروج السويسري بجنيف موسم 1987-88، ليعلق الحذاء ويختفي عن الأنظار بالابتعاد عن الساحرة المستديرة تمامًا.

 

من قلب الدار البيضاء تحدث مصطفى ياغشا، نجم الكرة المغربية وزميل يوسف راضي في سيرفت السويسري، والذي يرتبط بعلاقة صداقة وطيدة معه حتى اليوم، حيث قال لـ«بوابة أخبار اليوم»: «يوسف راضي؟.. لا داعي لتذكيري به، فهو صديق عزيز لي حتى الآن، ولعبنا سويًا ضمن جيل كبير لنادي سيرفت السويسري بنهاية السبعينيات ومطلع الثمانينات، وكان معنا لوسيان فافر مدرب دورتموند الألماني الحالي وآلان جيجر وميشيل دي كاستال».

 

«ياغشا» واصل حديثه، قائلا: «يوسف راضي مصري حتى النخاع، وكان دائم الحديث عن مصري، كان يقول لي نحن الثنائي العربي الوحيد هنا، وكنا نتحدث العربية في الملعب ونتبادل قفشات الهزار خلال وجودنا معًا. لقد كان لاعبًا مميزًا في مركز الجناح الأيسر، ولكنه عشق القراءة والتعليم ويعمل بالمحاماة الآن في جنيف، هو عاشق لمصر ولكنه رفض العمل في التدريب أو الإدارة الرياضية بعد الاعتزال».

 


4 بطولات حققها راضي وياغشا سويًا بقميص سيرفت، إذ يقول اللاعب المغربي: «كان جيلنا من اللاعبين الرائعين، ولكن للأسف لم ينضم يوسف راضي لمنتخب مصر، لأنه لم يكن هناك أي مدرب مصري يأتي لجنيف ليتابع مبارياتنا».