مفكر قبطي: الرافضين للتقارب الكنسي بحاجة إلى زيادة وعي

المفكر القبطي كمال زاخر
المفكر القبطي كمال زاخر

غادر قداسة البابا تواضروس الثاني،السبت الماضي، مصر، متوجها إلى ألمانيا وسويسرا في زيارة رعوية وعلاجية ضمن برنامج الرحلات الباباوية الخارجية التي تبدأ في الفترة ما بين عيدي القيامة والعنصرة من كل عام، وتستغرق 10 أيام.

في هذا الإطار، علق الكاتب والمفكر القبطي كمال زاخر، في تصريحات خاصة ببوابة أخبار اليوم، على تلك الزيارة، التي شهدت نشاطا ملحوظا لقداسة البابا إضافة إلى مجهوداته في التقارب الكنسي الأرثوذكسي – الكاثوليكي، وكذلك دور المؤسسات في استغلال تلك الزيارات لمصلحة مصر والترويج لها سياحيا واقتصاديا.

عن زيارة قداسة البابا بصفة عامة، أشار زاخر إلى أن للكنيسة الأرثوذكسية امتداد بالخارج، فالكنائس القبطية خارج مصر هي جزء من الكنيسة المصرية وتخضع لمسؤوليات قداسة البابا وبالتالي من وقت لآخر تتواجد تلك الزيارات الرعوية للتعرف على مشاكل الأقباط وأحوالهم وطبيعة حياتهم إضافة إلى دعم قداسته للخدمة هناك، الجزء الثاني من الزيارة، فيما يتعلق بألمانيا هو متابعة لوضع قداسته الصحي، فهو يعاني من متاعب في العمود الفقري منذ فترة ويخضع للعلاج والمتابعة.

وعن تأثير تلك الزيارات على الحالة الاقتصادية وتأثيرها في الترويج للسياحة، أجاب زاخر قائلا: "مجرد وجود البابا كشخصية دينية خارج البلاد أمر هام، خاصة أن الكنيسة المصرية من أقدم الكنائس في العالم وبالتالي هناك اهتمام إعلامي لتغطية الرحلة ومن ثم يتردد اسم مصر كثيرا كما تذاع برامج على هامش الزيارة من جانب الإعلام الغربي باعتباره إعلام محترف إضافة إلى تغطيات مختلفة، أتصور أن تلك المسؤولية تخضع للسفارات المصرية بالخارج حيث تقوم مكاتبها الثقافية والإعلامية بتلك المهمة، حيث يتواصلون مع القنوات لإمدادهم بالأفلام التسجيلية والمواد الترويجية لمصر".

وفيما يخص، التقارب الأرثوذكسي – الكاثوليكي، أشار المفكر القبطي إلى أن هذا التقارب ليس بجديد فقد بدأ منذ بدايات عهد البابا الراحل شنودة الثالث، فقد كانت أول زيارة خارجية له هي روما حيث قابل البابا بولس السادس بابا الفاتيكان، كما وقعا اتفاقيات بين الكنيستين لتكن تلك البداية الحقيقية للتقارب، ومحاور تلك الاتفاقيات يعمل بها الآن.

وأضاف زاخر، "الوحدة بين الكنيستين تبعد نوعا ما بمفهوم الوحدة بالمعنى السياسي، فالوحدة بالفكر وليست بالشكل، حيث تبقى كل كنيسة كما هي لها رئاستها ونظامها وقواعدها، لكن الخلافات التاريخية "اللاهوتية" بمعنى الخلافات الفكرية يتم الحوار حولها والتقارب بها للوصول إلى رؤية مشتركة".

وبسؤاله عن كيفية التعامل مع غضب البعض ورفضهم لهذا التقارب، أشار زاخر بأننا كمجتمع عربي نعاني من تراجع المعلومات وتقدم الانطباع، وبالتالي فإن كافة مواقفنا سواء الدينية أو السياسية أو الثقافية..الخ تكون انطباعية والإنسان بطبيعته عدو ما يجهل، فمسألة إقناع الرافضين بقبول هذا التقارب تحتاج إلى مجهودات على الجانب المعلوماتي وزيادة الوعي، فعلى سبيل حين  تؤسس الدولة المشروعات الإستراتيجية الكبرى، نرى البعض يبدون تحفظ منها ويمكن استغلالهم ضد تلك المشروعات، ومن هنا يأتي دور الإعلام والثقافة والمؤسسات بصفة عامة لشرح الأبعاد الإيجابية لتلك المشروعات، الحديث ذاته ينطبق عن هذا التقارب الكنسي لابد من المكاشفة وإتاحة الفرصة للمعلومات الصحيحة للوصول إليهم خاصة ونحن نعيش عصر المعلومات.