التدريب وغلق الزوايا وتفعيل «المسجد الجامع».. أسلحة «الأوقاف» في مواجهة التطرف

صورة موضوعية
صورة موضوعية

أعلنت وزارة الأوقاف مرارًا وتكرارًا أن عصر الزوايا غير المرخصة انتهى، خصوصًا وأنها لا تسخدم للصلاة فقط وإنما في الأغلب يكون لها أهداف أخرى من جانب الجماعات المتشددة والمتطرفة.


ومن جانبه، صرح الدكتور جابر طايع، وكيل أول وزارة الأوقاف ورئيس القطاع الديني، لـ«بوابة أخبار اليوم»، بأن الوزارة تتعامل بشكل صارم مع ظاهرة الزوايا، وتقوم على غلق غير المرخص منها للقضاء على العشوائية، وحفاظًا على الخطاب الديني من الجماعات المتطرفة.


وأكد «طايع»، أن وزير الأوقاف يولي هذه المسألة اهتمامًا كبيرًا كما كلف مديري مديريات الأوقاف بإعادة حصر الزوايا الموجودة فى كل مديرية على مستوى مصر، وبالفعل تم حصرها خلال شهر مارس الماضي، لتوضع معايير لتقنينها مثل القرب المكاني بينها وبين المساجد وكذلك الكثافة السكانية فى المنطقة المتواجد بها الزاوية، وعلى سبيل المثال لا يعقل فتح زاوية للصلاة وعلى بعد 500 متر منها مسجد.


وأشار إلى أن الزوايا كانت تعمل بطريقة «دس السم في العسل»، حيث فكانت بعض الجماعات تقوم على تحفيظ القرىن الكريم داخل الزوايا، مع العمل على نشر الفكر التكفيري والسيطرة على الخطاب الديني في القرى والنجوع وبث السموم والأفكار المتشدّدة، لذا سيطرت الوزارة خلال الفترة الماضية على مراكز التحفيظ.


ولتوضيح الدور الذي قدمته «الأوقاف» لمحاربة الجماعات المتطرفة والحفظ على الخطاب الديني، أجابتنا الوزارة على 5 أسئلة جاءت كالتالي:

 

هل سيطرت وزارة الأوقاف على المساجد التابعة للجماعات الإرهابية وغيرها من الجماعات ؟

 

نعم سيطرت الوزارة على جميع المساجد التي كانت تابعة للجماعات والجمعيات والتي كان كثير منها مجالا لنشر الفكر المتطرف والمتشدد، نذكر منها على سبيل المثال: مسجد أسد بن الفرات بالدقي الذي كان يسيطر عليه جماعة «حازمون»، ومسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، ومسجد العزيز بالله بالزيتون، ومسجد المراغي بحلوان، ومسجد الحمد بالتجمع، وسائر معاقل الإخوان والسلفيين والجمعية الشرعية وأنصار السنة على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى تغيير أسماء المساجد التي تحمل مسميات جمعيات وجماعات متطرفة، والتي وصلت حتى الآن 516 مسجدًا كدفعة أولى، وذلك لأن المساجد لله وحده، ولا ينبغي أن تحمل أسماء أى جماعات أو جمعيات أو دلالات فكرية أو أيدولوجية لأي جماعة أو فصيل، وأن الولاية على المساجد من الولايات العامة التي هي من شأن الدول وليست بأية حال من شأن الجماعات أو الجمعيات.

وتم منع غير المتخصصين من صعود المنابر، مما أغلق الباب أمام المتشددين وغير المؤهلين من المنتمين لتيارات التشدد وجماعات الإسلام السياسي من نشر أفكارهم المتشددة، أو توظيف المساجد لأغراضهم السياسية والانتخابية، كما تم القيام بحملة موسعة لتطهير مكتبات المساجد من جميع الكتب والمطبوعات والأشرطة والأقراص المدمجة التي تحمل فكرًا متشددًا .


- ماذا عن قضية الزوايا والعمل بها ؟


تم التنبيه على أن تكون خطبة الجمعة بالمساجد الجامعة دون الزوايا والمصليات، أما ما بنى لله مسجدًا فيظل على صفته المسجدية لا يجوز تغيير هذه الصفة إلى أي صفة أخرى أو استخدام آخر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بحيث تبقى هذه الزوايا لإقامة الشعائر دون الخطب والدروس وتحت إشراف كامل من الوزارة، ولا تقام بها الجمعة إلا للضرورة وبتصريح من الأوقاف وإمام أوخطيب مكافأة منها.


وماذا عن المسجد الجامع والكتاتيب العصرية ومراكز الثقافة؟


تقققوم الوزارة على تفعيل فكرة المسجد الجامع والكتاتيب العصرية بكل المحافظات، والمسجد الجامع هو المركز للدعوة ومنارة للعلم يكون بكل منها كتّاب عصري، وفصل محو أمية، وعقد الملتقيات الفكرية، والأمسيات الدينية ودروس للسيدات،  بنخبة من الأئمة الأكفاء للقيام بإمامة الصلاة وإلقاء الدروس، والإشراف على الندوات والأمسيات، بحيث يصبح للمسجد دور هام فى التواصل المجتمعي، واشترطنا لمن يرغب فى العمل بهذه الكتاتيب أن يكون مؤهلا وكفء حافظا للقرآن باتقان وألا يكون منتميا إلى أي تيار متشدد أو سياسي، بالإضافة إلى ذلك نزيد من المراكز الثقافية الإسلامية لتحصين الشباب من الفكر المتطرف.


كيف يتم إعداد وتطوير الأئمة والوعاظ والوعاظ ؟ 


تقدم الوزارة برامج تدريبية متنوعة مستمرة، تهدف لرفع المستوى المهني والثقافي للأئمة حتى يتمكنوا من أداء رسالتهم على الوجه الأكمل، وراعت الوزارة أيضا أن يكون التدريب نوعيًا وتراكميًّا مستمرًا، وهو ما جعلنا نضع عددًا من البرامج والمسابقات، ابتداءً من مسابقة وبرنامج إمام المسجد الجامع، فالإمام المتميز، وانتهاء بمسابقة وبرنامج الإمام المجدد لتجديد الخطاب الديني.


 ويتم أيضًا تدريس اللغة الأجنبية بالمستويين الأول والثاني، إضافة إلى التدريب الميداني والإعلامي والتواصل المؤسسي وبرامج التخطيط وإدارة الوقت، وبروتوكولات التعامل مع كبار المسئولين، من خلال التعاون مع الجهات والمؤسسات المتخصصة في التدريب على هذه البرامج كل فيما يخصه، ومن ثم فإن الإنسان لا يمكن أن يكون واعظا أو مفتيًا حقيقيًّا ما لم يكن عالمًا بأدوات العصر وقضاياه ومستجداته، فما لم يكن العالم أو المفتي أو الخطيب متابعًا للمستجدات ملمًا بفقه الواقع وقضاياه، فإنه لا يمكن التعامل معه أو التأثير فيه على الوجه الأمثل .


هل نجحت الوزارة في القضاء على الخطاب التكفيري للجماعات المتطرفة ؟

تم بنجاح كبير، بفضل العمل والتدريب والتأهيل المستمر لكل أبناء الوزارة، وبإقرار قانون الخطابة رقم 51 لسنة 2014م وما تبعه من قرارات منظمة وخطوات إجرائية على أرض الواقع، فقد استطعنا استعادة مساجدنا التي كانت مختطفة، كما استعدنا الخطاب الدعوي الذي كانت تختطفه هذه الجماعات الضالة المضلة وبعض جمعياتها التابعة.


ما الدور الذي تقدمه الواعظات في حرب الوزارة ضد التطرف؟


مشاركة الواعظات في العمل الدعوي يسهم في نشر الفهم الصحيح للدين، وتبصير المجتمع بقضاياه، ويساعد تصحيح الأفكار المغلوطة ونشر ثقافة السلم، والتعايش مع الآخر، ولا سيما بين النشء والسيدات، ويساهمن بشكل كبير في مساعدة النساء على تغيير حياتهن للأفضل، وتبادل أطراف الحوار معهن دون حرج أو خجل كان يحدث عندما يصعب على بعض النساء طرح مشكلة أمام أحد الأئمة أو الوعاظ.