«أنا وأنطوني».. سر علاقة «الأزهر والفسيخ» بالجنسية المصرية

صورة مجمعة
صورة مجمعة

«باكل كشري وفسيخ ورنجة.. ومحصليش حاجة اعتبروني مصري» هكذا فاجئني شاب بريطاني داخل أروقة الجامع الأزهر الشريف في احتفاله بمرور 1097 سنة هجرية على تأسيسه.


بوجهه البشوش وشعره الأشقر ولهجته الخواجاتي ووقفته المميزة، استحوذ على اهتمام الواقفين، بشكل استفز فضولي لاكتشاف سر تواجده في هذا اليوم.

 


وبسؤاله عن سر وجوده، أجابني بابتسامة عريضة «نعم أنا أنطوني من بريطانيا»، ما لمحت فيه نوعًا من الفخر لديه بأنه قادم من بلاد الغرب إلى الشرق الأوسط للوقوف على أرض مصر وبالأخص داخل هذا الصرح والأثر «الجامع الأزهر».

 


«الأزهر مكان الإسلام الحقيقي»


واستكمل حديثه بحاجبين مرتفعين وصوت يملؤه الثقة والفخر، «جئت لمنحة دراسة قدمها لي الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، الصيف الماضي عندما قابلته في بريطانيا، لدراسة الإسلام الحقيقي في جامعة الأزهر، مدتها شهر ونصف».

 

                                                              «الغرب لم يعرفوا حقيقة الإسلام»


وبانسيابية في الحوار، ردد: «في الغرب هناك تشويش كبير على صورة الإسلام الحقيقية، والتي اكتشفتها في الأزهر- قلب الإسلام- وأسعى لأن أنقل هذه الصورة إلى بريطانيا للمسلمين والمسيحيين، فلدي الكثير من الأصدقاء في الأردن وبريطانيا وكثيرًا ما نتحدث عن الإسلام».

 

 

 

 

«طريقة أنطوني لنشر الإسلام الوسطي»


«وكيف تصحح أفكارهم عن الإسلام؟!» قاطعته بهذا السؤال، فأخبرني أنه بالفعل بدأ بالسير نحوه هذا الهدف، «في البداية أحاول أن أعرف رأيهم عن الإسلام، ثم أحاول خلال خطوات أن أكشف لهم بالمصادر الأصلية للإسلام وهي القرآن الكريم والسنة المعاني الحقيقية، وخطوة تلو الأخرى أغير ما لديهم من أفكار صعبة عن الدين، وأجعلهم يتساءلون لماذا فكروا بهذا الشكل».

 


 

«رمضان المصريين حلو كتير»


دراستي «فرصة» كبيرة لمعرفة مصر أيضًا وليس الإسلام فقط، فهذا هو رمضان الثاني لي وبسببه تعلمت الكثير من الأمور والتي منها أنه «لا فرق بين فقير وغني» وأن تذكر الله في كل أفعالنا هو أساس الحياة.. «رمضان المصريين حلو كتير».


«نفسي أروح الصعيد»


مصر كلها جميلة، وأنا حريص على زيارة أماكن كثيرة فيها، فزرت الإسكندرية والقاهرة والغردقة، وربما أكثر مكان أعجبني حديقة الأزهر والمتحف المصري والنيل، مازالت هناك الكثير من الأماكن التي أرغب في زيارتها خصوصًا في الجنوب مثل الأقصر وأسوان ومحافظات الصعيد.


«الشعب المصري لطيف دمه خفيف»


أكثر ما لفت انتباهي في مصر هو شعبها اللطيف بخفة ظله، ووجدت ترحابًا من المصريين ما لم أجده بنفس الشكل في أي بلد آخر، وربما المشكلة الوحيدة التي واجهتها «الزحمة»، ولكن من المؤكد أنها مشكلتنا جميعًا ليس بمصر فقط وإنما في معظم البلاد.


«عاوز الجنسية المصرية»


تعرفت على الكثير من الأكلات المصرية، ومنها الكشري، وربما كنت مرتعبًا من تجربة «الفسيخ والرنجة» ولكن وقعت في غرام معهما بعد تذوقهما، «الحمدلله محصليش حاجة من المفروض يدوني الجنسية المصرية».


«ربما أتزوج من مصرية»


لم أتزوج حتى الآن، ولا أعرف إن كانت زوجتي ستكون مصرية أو من أي جنسية أخرى لأنه ليس لنا سلطان على قلوبنا، فلدي الفرصة لأدرس في مصر حاليا، وأخطط إلى العودة إلى بريطانيا أولا، ومن بعدها سأعود إلى الشرق الأوسط في مصر لقضاء مدة طويلة لم أحددها بعد.


«رسالة لشباب بريطانيا»


وفي نهاية حوار لم أتمنى أن ينتهي، وجه «أنطوني» رسالة للشباب البريطاني، قائلا: «أتمنى أن تزوروا مصر والأزهر الشريف، وأن تعرفوا الإسلام الحقيقي الوسطي دين التسامح والرحمة والأخوة والكثير من المعاني التي لن يدركها من لم يعرف الأزهر، حتى نتمكن من الوقوف سويًا لأجل نقديم أدياننا بشكل صحيح».