بمناسبة اليوم العالمي للثلاسيميا..

خبراء: السيطرة على أنيميا البحر المتوسط ممكنة رغم مخاطر المرض

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

انطلقت فعلايات المؤتمر الدولي العشرين للجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط "الثلاسيميا"، في القاهرة، بمشاركة 7 دول عربية وأفريقية، بالإضافة إلى مشاركة علماء من إنجلترا وأمريكا، بالتعاون مع إحدى شركات الأدوية العالمية.

 

تضمن المؤتمر العديد من المناقشات حول مرض الثلاسيميا، حيث كان من أهم الموضوعات التي تناولها المؤتمر كيفية تجنب حدوث المرض والعلاجات الحديثة بجانب العلاج الجيني، وتوسيع الآفاق العلمية وتطوير السياسات المتبعة لرعاية مرضى الثلاسيميا، وذلك بمشاركة نخبة من كبار الأساتذة والعلماء الدوليين والمحليين.

 

 حضر المؤتمر أستاذ أمراض الدم والأورام بقسم الأمراض الباطنة بالمركز الطبي بالجامعة الأمريكية في بيروت د.علي طاهر، وأستاذ طب الأطفال بجامعة بنسلفانيا، وكبير العلماء وخبير أمراض الدم، ومدير مركز فقر الدم المنجلي بمستشفى الأطفال في فيلاديلفيا د.أوهينيفريمبونج، وعالمة أمراض الدم الوراثية والعلاج الجيني بجامعة أكسفورد بلندن د.نويمي روي، وأستاذ  علم الأدوية بكلية الصيدلة والعلوم الصحية بجامعة ولاية نيويورك، ومدير مركز أبحاث الدواء بالولايات المتحدة الأمريكية د.شاكر موسى، والذي تحدث عن دور النانو تكنولوجي في علاج الأمراض واكتشافه الحديث لعلاج مرض الأنيميا المنجلية.

 

في البداية، تحدثت أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بمستشفى أبو الريش الجامعي ورئيس الجمعية د.آمال البشلاوي، عن ماهية المرض، قائلة: "يعتبر مرض الثلاسيميا نوعًا من الأنيميا الوراثية، لأن احتمالات ولادة طفل مصاب به تصل إلى 25% إذا كان الأب والأم حاملين للمرض، وتصل نسبة حاملي المرض في مصر إلى 9%، وهي واحدة من أعلى النسب على مستوى العالم، وتتراوح نسبة المصابين بالثلاسيميا في الشرق الأوسط ما بين 2% إلى 8%؛ حيث تصل عدد الحالات التي تم تشخيصها في مصر والشرق الأوسط إلى آلاف الحالات".

 

وأضافت: "يحتاج مرضى الثلاسيميا إلى عمليات نقل دم بصورة دورية لتعويض كرات الدم الحمراء التي تقل بسبب المرض، حيث ينتج عن ذلك ارتفاع في مستويات الحديد في الجسم بعد حوالي 10-20 عملية نقل دم وذلك للحفاظ على مستويات مقبولة من الهيموجلوبين بالدم، الأمر الذي قد ينتج عنه مضاعفات صحية أخرى نتيجة لزيادة وتراكم الحديد بالأجهزة الهامة في الجسم مثل القلب والكبد".


ومن جانبه، قال رئيس شركة الأدوية الراعية للمؤتمر في مصر وليبيا وتونس والمغرب د. شريف أمين: "من ضمن التطورات العلاجية الأخيرة لأمراض الدم، ظهور أدوية جديدة لخفض الحديد، تؤخذ عن طريق الفم للتيسير على المرضى وضمان التزامهم بالعلاج".

وتوجه "أمين" بشكر خاص لوزارة الصحة وهيئة التأمين الصحي على تعاونهما المثمر مع الشركة لتوفير علاجات شاملة فائقة الجودة لمرضى الثلاسيميا، حيث كان نتيجة هذا التعاون المشترك مع التأمين الصحي ووزارة الصحة هو توفير أحدث علاج لخفض الحديد لمرضى أنيميا البحر المتوسط.

 

وأضافت د. آمال البشلاوي، التي تشغل منصب ممثل جمعية أنيميا البحر المتوسط ومندوبها العلمي في مصر، أن الجمعية انشأت في مصر عام 1991 وسُجِّلَتْ ضمن أعضاء مجلس إدارة الجمعية الدولية بعد ذلك عام 1992، وتخدم كل أمراض الأنيميا، بما يشمل أنيميا البحر المتوسط والأنيميا المنجلية والهيموفيليا، وتشكل مجلس إدارة الجمعية من أساتذة بكلية الطب قسم الأطفال وأمراض الدم بقصر العيني، وعددًا من المرضى وذويهم، وتقوم الجمعية بالتوعية حول المرض وصرف العلاج لغير القادرين وإجراء أبحاث دولية، بالإضافة إلى المشاركة في كافة الأحداث الدولية للوقوف على أحدث ما توصل إليه العلم في علاج الثلاسيميا بوجه خاص وكافة أمراض الدم بوجه عام، بما يشمل استعمال العقاقير دون الحاجة إلى نقل الدم.

 

بدورها صرحت أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بكلية طب قصر العيني، ومديرة مستشفى أبو الريش المنيرة للأطفال د. منى الغمراوي، أنه على الرغم من مخاطر مرض الثلاسيميا، فقد أصبحت السيطرة عليه ممكنة في ضوء التطورات العلاجية الأخيرة لأمراض الدم، خاصة مع نجاح دول كثيرة في مساعيها نحو الحد من انتشار المرض وانتقاله من المرضى إلى الأطفال.

 

 وأضافت: "كما شهدت العلاجات تطورات كبيرة، على وجه التحديد مع ظهور أدوية جديدة لخفض الحديد، على شكل أقراص تؤخذ عن طريق الفم، والتي تتميز بسهولة هضمها، وارتفاع فاعليتها، وقلة أعراضها الجانبية، حيث يتناولها المريض مرة واحدة يوميًا بعد وجبة فطار خفيفة، ويواصل حياته بصورة طبيعية بعد ذلك، مشيرة إلى أنه بحسب دراسة ECLIPSE فإن تناول العلاج عن طريق الفم يساعد المرضى على الالتزام تجاه الدواء، مما يساهم في تحسين نتائج العلاج".

 

وتابعت الغمراوي: "يتمثل أحد أهم التحديات في مصر في ضعف الوعي باضطرابات الهيموجلوبين والإخفاق في رصد هذه الاضطرابات. ولذلك، وبمناسبة اليوم العالمي للثلاسيميا، وفي ضوء احتياج آلاف المرضى للدعم الطبي والنفسي، وبمساعدة خبراء أمراض الدم في مستشفى أبو الريش والجمعية المصرية لمرضى الثلاسيميا، شهدت مستشفى أبو الريش انطلاق يوم تثقيفي لدعم مرضى الثلاسيميا بهدف التوعية بطبيعة المرض وأهمية الالتزام بنقل الدم وأدوية خفض الحديد، بالإضافة إلى الإجراءات الوقائية التي ينبغي اتخاذها". 

 

وأكدت على أن مستشفى أبو الريش يقدم العلاج لأعداد كبيرة من المصابين بأمراض الدم سنوياً، لافتةً إلى أن جزءً كبيراً من دورة العمل بالمستشفى قائمة على التبرعات، ورغم ذلك مازال المستشفى بحاجة للمزيد من التبرع والدعم.