حوار| وكيل إعلام الأزهر: طلابنا «مش معقدين».. والتدريب سر النجاح

وكيل إعلام بنين بجامعة الأزهر مع محررة بوابة أخبار اليوم
وكيل إعلام بنين بجامعة الأزهر مع محررة بوابة أخبار اليوم

- نحرص على تمييز الخريجين ومساعدتهم على إيجاد فرص عمل بالتدريب

- كلية الإعلام بدون استديوهات لا تساوي شيئًا

- توفير التدريب لطلابنا على يد نخبة من الخبراء بالمؤسسات الصحفية

- جامعة الأزهر تضم ما يزيد عن 40 ألف طالب وافد من نحو 100 دولة

- ندرب طلابنا على قواعد الإتيكيت والبروتوكول

- طلابنا «مش معقدين» ولدينا تعليم مختلط

 

نجحت كلية الإعلام بنين بجامعة الأزهر، في لفت الانتباه إليها بما تبثه إلى المجتمع من معاني اختفت بشكل كبير، مثل القدوة الحسنة، والتسامح، والعطاء، والتفاني، خلال هذا العام.


واستحوذت مشاريع تخرج الطلاب هذا العام على إعجاب وإشادة الكثيرين، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفعنا لاكتشاف سر هذا النجاح من خلال حوار مع الدكتور محمود الصاوي، وكيل كلية إعلام بنين بجامعة الأزهر.. وإلى نص الحوار:

- في البداية.. ما هي أول القضايا التي أولياتها الاهتمام بعد توليكم منصب «وكيل الكلية»؟

تولينا مسئولية كلية الإعلام شهر سبتمبر 2018، وكان أول ملف ينتظرنا ضرورة الانتباه لاستكمال النقص الحاصل في البنية التحتية بالكلية، وهذا يشمل الاستديوهات والتدريب، حيث أن التدريب في كلية الإعلام هو روح الكلية سواء داخليًا أو خارجيًا لتمييز الخريج ومساعدته على إيجاد فرص العمل بسهولة فور تخرجه، من خلال تكوينه وإعداده بشكل جيد في ظل التنافس الشرس، ولدينا حوالي 35 قسم إعلام داخل جمهورية مصر العربية، ولابد أن يكون الخريج لديه ما يؤهله للمنافسة في سوق العمل.

- رغم حداثة الكلية إلا أنها تضم عددًا من غرف التسجيل والاستديوهات وقاعات التدريب.. فكيف كانت بدايتها؟

ربما كان لدينا عدد من الأجهزة إلا أن بعض الإكسسوارات والمعدات كانت تنقصنا وكان من الصعب تشغيل الاستديوهات بدونها، وبتبرعات ذاتية وجهود أخرى استطعنا استكمال النقص الحاصل، لتوفير بيئة تعليمية متكاملة ليست فقط في الكليات كمحاضرات وإنما بتوفير مناخ كامل.

- هل يشترط حضور الطلاب المحاضرات للحصول على درجاتهم كاملة؟

بالطبع، فطالب كلية الإعلام بالأخص يحتاج إلى الكثير من التدريب، وضعف التدريب أو قلته لا تساعده على إيجاد مؤسسة تقبله ولو كمتدرب، لذا كان الاهتمام بالاستديوهات والغرف المختلفة التي تُعد وسيلة جذب لحضور الطلاب ولتطوير مهاراته بالكامل، حتى يتمكن من التفاعل مع مؤسسات الإعلام المختلفة والحصول على فرص وظيفية فيها، فكلية الإعلام بدون استديوهات لا تساوي شيئًا.


كان لدينا بعض المعدات غير المستغلة في كراتين مغلقة، وبدأنا استخدامها وفقًا لإمكانياتنا حتى جهزنا غرفًا للتسجيل، كما قمنا بالاتفاق مع نخبة من الخبراء والأساتذة من المؤسسات الصحفية المختلفة لتدريب الطلاب داخل الكلية، وهو ما حقق هدفنا في إعادة حرص الطلاب على الحضور إلى الكلية.


- «القدوة» من الأمور المفتقدة في الكليات.. كيف يتم مراعتها في كلية الإعلام؟

يصعب على البعض فهم معنى أن يكون قدوة، ربما الكل يتحدث عن القدوة ولكن الكلام أسهل بكثير من الفعل، وهذه مسألة هامة نوليها اهتمامًا بالغًا في كلية الإعلام، فعندما قررت وعميد الكلية الدكتور غانم السعيد أن نخصص يومًا للخدمة العامة ارتدينا ملابس وأحذية رياضية وجئنا بها إلى الجامعة، وحرصنا على العمل مع الطلاب في تزيين أسوار الكلية وتلوين الأرصفة والكنس والترتيب دون خجل من الطلبة، ما كون لديهم شعورًا بالمسئولية وفهم القدوة بدون ترديد للكثير من الكلام أو الشعارات.


- يحتاج طالب الإعلام إلى طريقة إعداد مختلفة.. كيف تتم في جامعة الأزهر؟

نحن نخرج إعلاميين قادة رأي عام وحراس بوابات يعملون بالصحافة والإعلام يسهمون في صياغة العقل المصري بعد 4 أو 5 سنوات، فلابد أن تكون الكلية مناخًا كاملاً يعيش فيه الطالب ليتخرج مستوعبًا مسئولياته في التواصل مع المجتمع، ويعي معنى كل كلمة، فكلما تم إعداده بشكل جيد مع زرع القيم الإيجابية والتكافل الاجتماعي، ونحرص خلال التعامل مع طلابنا أنا وعميد الكلية الدكتور غانم السعيد، على أن نكون أصدقاء نتناقش ونفكر جميعًا سويًا ونساعدهم على تنفيذ أفكارهم على أرض الواقع، وربما مشاريع التخرج التي تعرض الآن هي أقوى مثال على هذا، كما أن أبناء كليتنا شاركوا في العديد من المسابقات وحصلوا على المراكز الأولى.

- كيف يتم إعداد طلاب إعلام على فهم ثقافات الشعوب الأخرى والتعايش معها برغم اختلافها؟

جامعة الأزهر تضم ما يزيد عن 40 ألف طالب وافد من أكثر من 100 دولة، ففكرة التعايش مع الثقافات المختلفة وفهم عادات وتقاليد الشعوب لم تُعد أزمة، ولا توجد جامعة مصرية بها هذا الحجم من الوافدين، فلدينا طلاب من الأمم المتحدة بجنسياتهم وعاداتهم وثقافتهم وهذا يوفر قدرًا كبيرًا من فهم الآخرين.

- الإعلام يلزمه «إتيكيت» خاص في طريقة التعامل أو حتى ارتداء الملابس.. ماذا عن تنمية ذلك لدى طلاب إعلام الأزهر؟

هذه مسألة منوط بها قسم العلاقات العامة داخل كلية الإعلام، للتدرب على قواعد الإتيكيت والبروتوكول وطريقة ارتداء الملابس واللغة، ويقوم عليه الزملاء ويبذلون جزءًا كبيرًا فيه، من التدريب وتحقيق هذه المستهدفات المطلوبة لخريجي كلية الإعلام، والحمد لله طلابنا متميزون وعندما يدخلون مسابقات يثبتون جدارتهم.


- يرى البعض أن عدم الاختلاط داخل أروقة جامعة الأزهر يضع الطلاب في مأزق عند الخروج للحياة العملية.. كيف ترى ذلك؟

طلابنا «مش معقدين» فلدينا في كلية الدراسات العليا التعليم مختلط يدرس فيها البنين والبنات معا، وأدرس أيضًا لـ31 طالبة من الصف الأول، وبيننا «جروب» محادثات لمناقشة الأنشطة المختلفة مع بعض الطلبة ويكون هناك تكليفات وتدريبات تجمع بينهما، وكلية الهندسة بنات أصبحت داخل سور البنين، وفي الكثير من الفعاليات يتشاركون تحت إشرافنا دون وجود رهبة من التعامل أو إساءة، فليس لدينا أي تخوف من مستقبلهم، بل على العكس معظمهم يتدرب والبعض يعمل في المؤسسات الصحفية والإعلامية المختلفة.

 

- وفي نهاية الحوار.. ما رسالتك لطلاب الكلية؟

أؤكد لهم أنني أثق بهم وفي قدرتهم على بذل المزيد من الجهد، وأوجه الشكر لرئيس الجامعة الدكتور محمد المحرصاوي، على دعمه المستمر للكلية ومشاركته في معظم الفعاليات الخاصة بالطلبة كأب قبل أي شيء آخر، وهذه الروح تزيد من حماس الطلاب وتجعلهم يبذلون طاقتهم بكل أكبر وأفضل.