مدير مرصد الأزهر الشريف: مسئوليتنا إنقاذ الشباب من براثن مستغلي الدين

د. طارق شعبان خلال حواره مع «الأخبار»
د. طارق شعبان خلال حواره مع «الأخبار»

د. طارق شعبان:


كشفنا خطورة «العائدين من داعش».. وتقارير يومية عن الجماعات المتطرفة


قوافل دولية للسلام.. وحملة «طرق الأبواب» للتوعية المجتمعية


يعود إنشاء مرصد الأزهر الشريف إلى الثالث من شهر يونيو 2015م، وكان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر صاحب الفكرة فى إنشائه ليكون أحد أهم الدعائم الحديثة لمؤسسة الأزهر العريقة لمواجهة الأفكار المغلوطة والآراء الإرهابية، فى إطار رسالة الأزهر العالمية ورسالته الإنسانية فى نشر الإسلام الوسيط بعيدًا عن الغلو والتطرف.

 

وكان هذا الحوار مع د. طارق شعبان، المدير الجديد للمرصد:

 

> ما أهم القضايا التى يعمل عليها مرصد الأزهر الآن؟


- المرصد يتناول رصد كل رسائل التطرف والإرهاب التى تبثها الجماعات المتطرفة أيا كانت أيديولوجيتها، والعمل على تفنيدها ومكافحتها وبيان صحيح الدين، وكذلك الإسلاموفوبيا وخطاب الكراهية المنتشرة فى الكثير من بعض وسائل الإعلام العالمية، وقضية اللاجئين، ورصد أحوال المسلمين فى بلدان العالم، وكذلك الحال بالنسبة لغير المسلمين فى البلدان الإسلامية.


دراسة التطرف

 

> وكيف يتعامل المرصد مع قضايا التطرف والإرهاب التى تحدث بالعالم؟


- إن الأحداث المأساوية التى يعيشها عالمنا المعاصر، وما خلفه التطرف والإرهاب من ضحايا أبرياء، وتدنيس للمقدسات، واستغلال للدين وتشويه صورته السمحة، وتأجيج الفتن والاختلاف بين الناس، جعلت من دراسة التطرف والإرهاب ضرورة مُلحة، وكما أن هناك مَن يتبنى مثل هذه الأفكار المغلوطة ويعبث بعقول الآخرين، كان من الضرورى على المؤسسات المختلفة أن تأخذ هى الأخرى دورها فى مكافحة هذا التطرف ومحاربة هذا الإرهاب، وتحصين الشباب من براثن هذه الأفكار المغلوطة التى لا تقود إلا إلى الهلاك.

 

ومن هنا كان دور الأزهر الشريف وعينه الناظرة على العالم «مرصد الأزهر لمكافحة التطرف»، كما يطلق عليه فضيلة الإمام الأكبر، فى دراسة ظواهر التطرف والإرهاب.

 

> ما أبرز الأدوات التى يستخدمها المرصد للرد على الجماعات المتطرفة؟


- حاول مرصد الأزهر معالجة الفكر المتطرف والرد على الجماعات المتطرفة من خلال ترجمة وتحليل مئات الأخبار والتقارير، وهو المرصد الوحيد فى الشرق الأوسط الذى يقوم بترجمة وتحليل ما يصدر عن الجماعات الإرهابية باللغات الأجنبية من المجلات التى تصدر بالإنجليزية والفرنسية والألمانية والسواحيلية، ثم يقوم بتحويل ماجاء فيها من آراء دينية شاذة إلى القسم المعنى بالردود الشرعية للرد عليها.

 

كما يقوم بمتابعة ما يصدر عن مراكز الأبحاث المعنية بدراسة التطرف، كما أننا المكان الوحيد الذى  اعتنى بالحصول على مناهج داعش التى تقوم بتدريسها فى المدارس الابتدائية والإعدادية، وقام بالرد عليها، ومن أفضل التقارير التى قدمها المرصد للقراء والمتابعين تقريره عن «استراتيجية داعش فى استقطاب الشباب»، وتقرير عن «العائدين من داعش»، وهو التقرير الوحيد الذى اعتمد على شهادات حية وليس على اجتهادات صحفية أومجرد وجهات نظر حول التنظيم.

 

> وماذا تقدمون لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا المنتشرة فى الدول الغربية الآن؟


- الإسلامُوفوبيا، أو الخوف من الإسلام، ظاهرة قديمة حديثة تشير إلى خوف ورهبة المجتمع الغربى أو غير المسلم من الإسلام والمسلمين.. كما أن أزمة فلسفة الخوف على العموم وظاهرة الإسلامُوفوبيا على الخصوص من الأمور التى تتربع على عرش القضايا الشائكة فى عالم ما بعد الحداثة، فالخوف ظاهرة إنسانية طبيعية فى نفس كل فرد، يستثمرها بعض المنتفعين لجلب مصالح اقتصادية أو سياسية أو إعلامية متجاهلين الدور الأخلاقى المنوط برسالتهم الإعلامية والسياسية والاقتصادية.

 

ولذلك كان للمرصد دوره المهم فى تفنيد هذه الظاهرة، ومن أبرز ما أصدره كتاب «مسلمو العالم»، الذى يتناول فيه قضايا اللاجئين والحالة الدينية للمسلمين حول العالم، وذلك فى إطار متابعة المرصد لمستجدات تلك القضايا المهمة، ورصده لما يثار من أفكار عدائية ودعوات للكراهية والتعصب والتمييز خاصة ضد الإسلام والمسلمين. 

 

دور مجتمعي


> ولكن، هل يقف دوركم عند الجانب البحثى فقط، أم أن هناك دورا مجتمعيا موازيًا؟


-بالطبع لدينا دور مجتمعى مهم، وهناك على المستوى المحلى حملة «طرق الأبواب» وهى حملة ممتدة تستهدف إقامة فعاليات فى الجامعات والمدارس والمكتبات فى مصر، وتُعد ورشة عمل «اسمع واتكلم» والتى ننظمها بالتعاون مع مركز الفتوى الإلكترونية ومركز الأزهر للترجمة محطة مهمة ضمن هذه الحملة.

 

كما نظم مرصد الأزهر العديد من الفعاليات والندوات داخل ‏مصر لتوعية الشباب وتصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة ‏لديهم عن ‏الإسلام، وذلك فى إطار حرصه على نشر تعاليم ‏الإسلام الصحيحة التى من شأنها أن تنأى بهم عن الوقوع فى ‏براثن الأفكار المتطرفة.


حملات التوعية


> وما أهم الوسائل التى ترتكز عليها حملات التوعية الشبابية؟


- لدينا موقع «حملات التوعية»، وهى مجموعة من الرسائل الموجهة للشباب والتى تهدف إلى توعيتهم بأهم القضايا المعاصرة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التى تروج لها الجماعات المتطرفة، بالإضافة إلى حملات تهدف إلى إحياء القيم المجتمعية والأخلاقية.

 

ويقوم المرصد بنشر وترجمة هذه الحملات على صفحات التواصل الاجتماعي، كما كان للمرصد دور عالمى من خلال مشاركاته فى العديد من ‏المحافل الدولية، بالإضافة إلى تنظيم قوافل سلام دولية بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، للتعريف بالإسلام وسماحته واحترامه للآخر ومد جسور التواصل مع كل ‏المؤسسات الدينية حول العالم.