الكرة الإنجليزية تتوج ملكة على عرش البطولات الأوروبية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 

 

تعيش الكرة الإنجليزية حاليا أبهى عصورها على مر التاريخ، بعد وصول 4 أندية إنجليزية إلى المباراة النهائية لبطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي لكرة القدم للموسم الحالي، وذلك للمرة الأولى في تاريخ البطولات الأوروبية، لتسطر الكرة الإنجليزية فصلا جديدا في تاريخ اللعبة التي شكلت بريطانيا مهدها.

 

ففي نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا، وعلى ملعب "واندا ميتروبوليتانو" بالعاصمة الإسبانية مدريد، يلتقي فريقا ليفربول وتوتنهام يوم الأول من يونيو المقبل، فيما يواجه فريق تشيلسي غريمه اللندني آرسنال يوم 29 مايو الجاري على ملعب "باكو الأولمبي" بالعاصمة الأذربيجانية باكو.

 

فريق توتنهام تحت قيادة مدربه الأرجنتيني ماوريسو بوكيتينو (47 عاما)، حقق معجزة بكل المقاييس بتأهله للمرة الأولى في تاريخ النادي اللندني إلى نهائي "الشامبيونزليج"، بعد مشوار شاق طوال مراحل البطولة، حيث تأهل بصعوبة عن المجموعة الثانية والتي كانت واحدة من أقوى المجموعات حل فيها ثانيا، خلفا لبرشلونة المتصدر، بعد أن كان قد تساوى في النقاط وفارق الأهداف مع إنتر ميلان الإيطالي، إلا أن المواجهات المباشرة هي التي حسمت تأهل "السبيرز" لدور الـ16 التي أقصى منها فريق بوروسيا دورتموند الألماني؛ ليواجه مواطنه مانشستر سيتي في دور الـ8 ويطيح بأبناء المدرب الإسباني بيب جوارديولا، ليلتقي فريق أياكس أمستردام الهولندي، حيث خسر "السبيرز" على أرضه في لندن بهدف نظيف، وتأخر في الشوط الأول في مباراة الإياب بمعقل أياكس بهدفين دون رد، ليعود ويحقق "ريمونتادا" تاريخية ويسجل نجمه البرازيلي لوكاس مورا ثلاثة أهداف "هاتريك" جاء الثالث منها في الثواني الأخيرة من عمر المباراة بعد أن كانت مدرجات أنصار أياكس تحتفل بتأهل فريقها للنهائي.

 

أما فريق ليفربول فتأهل للمرة الثانية على التوالي تحت قيادة مدربه الألماني يورجن كلوب إلى نهائي دوري الأبطال، بعد أن أقصى فريق برشلونة الإسباني من المربع الذهبي للبطولة، حيث خسر في "كامب نو" معقل "البارسا" بثلاثة أهدا ف دون رد، قبل أن يقلب الطاولة على برشلونة ويحقق "ريمونتادا" تاريخية في ملعب "الأنفيلد" بالفوز برباعية نظيفة في غياب أبرز نجومه المصري محمد صلاح والبرازيلي روبرتو فيرمينو والغيني نابي كيتا.

 

وكان مشوار ليفربول صعبا، حيث تأهل إلى دور الـ16 بعد أن حل ثانيا في مجموعته خلف باريس سان جيرمان الفرنسي المتصدر بفارق الأهداف عن فريق نابولي الإيطالي، ليقصي فريق بايرن ميونخ الألماني من ثمن النهائي، قبل أن يطيح بفريق بورتو البرتغالي من دور الـ8.

 

فريق تشيلسي فقد تأهل إلى نهائي الدوري الأوروبي، بعد أن أقصى فريق آينتراخت فرانكفورت الألماني بركلات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء مباراتي الذهاب والإياب بالنتيجة ذاتها (1 - 1)، وقبلها أطاح بفريق سلافيا براج التشيكي من دور الـ8، وبفريق دينامو كييف الأوكراني من دور الـ16، وفريق مالمو السويدي من دور الـ32، وذلك بعد أن تأهل أول مجموعته برصيد 16 نقطة من 5 انتصارات وتعادل واحد.

 

ويسعى أبناء المدرب الإيطالي ماوريسيو ساري للتتويج باللقب الثاني لـ"البلوز" بعد أن حققوا البطولة موسم (2012 - 2013) بعد الفوز على بنفيكا البرتغالي بهدفين مقابل هدف.

 

فيما تأهل فريق آرسنال لنهائي الدوري الأوروبي بعد الفوز على فالنسيا الإسباني ذهابا وإيابا بنتيجة (7 - 3) بمجموع المباراتين، قبل أن يطيح بفريق نابولي الإيطالي من دور الـ8، وبفريق رين الفرنسي من الدور ثمن النهائي، وفريق باتي بوريسوف من روسيا البيضاء من دور الـ32، وذلك بعد أن تأهل أول مجموعته برصيد 16 نقطة من 5 انتصارات وتعادل واحد.

 

ويسعى المدرب الإسباني أوناي إيمري لتحقيق إنجاز شخصي له بالفوز بـ"اليوروباليج" للمرة الرابعة في تاريخه بعد تحقيق البطولة مع نادي إشبيلية الإسباني 3 مرات متتالية مواسم (2013 - 2014) و(2014 - 2015) و(2015 - 2016).

 

فبعد مرور نحو عام على وصول منتخب إنجلترا إلى المربع الذهبي لبطولة كأس العالم الأخيرة (روسيا 2018)، يواصل الإنجليز تألقهم في الموسم الحالي بالبطولات الأوروبية من خلال إحكام قبضتهم وفرض هيمنتهم على عرش القارة العجوز.

 

وما يدل على قوة الكرة الإنجليزية، هو تأجيل حسم لقب بطولة الدوري الممتاز "البريمييرليج" إلى الجولة الأخيرة المقررة غدا الأحد، حيث تشهد البطولة منافسة شرسة بين فريقي مانشستر سيتي المتصدر بـ95 نقطة وليفربول الوصيف بـ94 نقطة، في صراع محتدم بين "السيتي" حامل اللقب و"الريدز" الغائب عن التتويج منذ 29 عاما، بينما تم حسم ألقاب الدوري في الدوريات الإيطالي والإسباني والفرنسي، وقرب تتويج بايرن ميونخ بلقب الدوري الألماني؛ ليبقى "البريمييرليج" الدوري الأقوى والأمتع في العالم خلال السنوات الأخيرة.