خشية «الحرب التجارية».. مباحثات مؤجلة وتطلعات لرأب الصدع بين أمريكا والصين

علما البلدين
علما البلدين

لم تنعم الأسواق التجارية في الولايات المتحدة والصين بالهدوء والاستقرار بعد، في ظل تعرض المفاوضات بين واشنطن وبكين لانتكاسةٍ مطلع شهر مايو الجاري، وهو ما أنذر بعودة رياح الحرب التجارية العاتية لتهب من جديدٍ.

وأوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج الحرب التجارة لفترةٍ مؤقتةٍ مطلع ديسمبر الماضي، بعد أن اتفقا على تطبيق هدنةٍ لمدة تسعين يومًا تنتهي مطلع مارس، علقت على إثرها الولايات المتحدة فرض الرسوم الإضافية على الصين، مفسحةً المجال لإجراء مباحثاتٍ تجاريةٍ بين البلدين تفضي إلى اتفاق يخدم مصالح الجانبين.

ورغم انقضاء أجل الهدنة في مارس المنصرم، إلا أن إدارة ترامب أعطت الفرصة لمزيدٍ من الوقت لإجراء مباحثاتٍ، قبل أن تشرع في إعادة فرض الرسوم الجمركية على السلع الصينية.

وقبل أن يتم الاتفاق على الهدنة في ديسمبر، كانت واشنطن تفرض رسومًا على الواردات الصينية تبلغ 10%، وتوعدت واشنطن بمضاعفة الرسوم لتصل إلى حد 25% حال لم يتم التوصل لاتفاقٍ بين الجانبين، وهو ما حدث إلى حد اللحظة.

إعادة فرض الرسوم

وفي هذه الأيام، تستعد الولايات المتحدة لإعادة فرض الرسوم الجمركية على السلع الصينية بدءًا من اليوم الجمعة 10 مايو، وفقًا لإشعار نُشر في السجل الاتحادي الأمريكي يوم الأربعاء الماضي. وبدورها، ردت وزارة التجارة الصينية في نفس اليوم وقالت إنها سترد.

الأمر الذي يؤشر على عودة الحرب التجارية من جديدٍ، وهي التي تمثل هاجسًا للأسواق المالية في العالم بأسره، وفي أمريكا والصين على وجه الخصوص، لذا بعث الرئيس الأمريكي ترامب اليوم الجمعة برسالةٍ مفادها أن محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين ستستمر في المستقبل، وأن إلغاء أو الإبقاء على الرسوم الجمركية الأمريكية يعتمد على نتيجة المفاوضات.

ويريد ترامب أن يظهر بأن فشل المحادثات التي عُقدت في واشنطن قبل أسبوعٍ ليست نهاية المطاف، وأن تلك المحادثات لم تؤد إلى انهيارٍ كاملٍ، وقد أثنى في رسالته التي كتبها عبر "تويتر" على علاقته الجيدة بالرئيس الصيني شي جين بينج.

وفور تغريدة ترامب حدث انتعاش في سوق البورصة الأمريكية، وأغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في بورصة وول ستريت على ارتفاعٍ في ختام تعاملات اليوم الجمعة، وتعافى من خسائره الأولية التي لحقت في مستهل تعاملات اليوم.

ولكن إعادة فرض الولايات المتحدة الرسوم الجمركية وبصورة تزيد عن الضعف، قد تؤدي إلى اتخاذ بكين إجراءاتٍ من شأنها تأجيج الصراع التجاري بين أكبر اقتصاديين في العالم.