حكايات| «نادي بيلا» في الممتاز «ب».. حلم كبير لمدينة صغيرة

جماهير نادي بيلا الرياضي
جماهير نادي بيلا الرياضي

"هنا بدأ حسام غالي، وغيره من اللاعبين أصحاب الموهبة، لكن بعضهم لم يحصل على فرصة".. جملة تلخص حال نادي بيلا الرياضي ممثل المدينة الصغيرة الهادئة بمحافظة كفر الشيخ في شمال الدلتا، والذي استطاع العودة إلى الممتاز (ب) بعد غياب 13 سنة كاملة في الدرجة الثالثة.

 

يظل اسم نادي بيلا مرتبطًا بحسام غالي، قائد منتخب مصر والنادي الأهلي السابق ومدير الكرة الحالي بنادي الجونة، كونه أبرز الأسماء من أبناء المدينة الذين صنعوا المجد في مسيرتهم مع كرة القدم، ولكن على العشب الأخضر لملعب هذا النادي حكايات كثيرة للاعبين ما قبل زمن السوشال ميديا، وهي محاولة للتأريخ مع طبقة المهمشين كرويًا.

 

 

قصة التأسيس

 

تأسس نادي بيلا في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات وتحديدًا في العام 1976 ليخدم سكان المدينة الهادئة، ومنذ هذا التاريخ بدأت قصة عشق أهل بيلا لكرة القدم.

 

ولم تمض 4 سنوات حتى خرج من نادي بيلا أول لاعب يظهر في الدوري المصري الممتاز وهو فتّوح المرسي الذي انضم لنادي إسكو موسم 1980-1981، ولعب لنادي الترسانة أيضًا حتى اعتزاله في منتصف الثمانينات، وأصبح أول لاعب دولي من أبناء بيلا في منتخب مصر حين شارك مع الفراعنة في مباراة دولية ودية أمام منتخب زامبيا عام 1982.

وبعد اعتزال فتوح المرسي اتجه إلى التدريب، وعمل مديرًا فنيًا لأندية عديدة في مصر منها كفر الشيخ، والحمام، كما عمل مديرًا فنيًا لنادي الظفرة الإماراتي في العام 2011 بدوري المحترفين وحقق نتائج طيبة.

 

ولكن نادي بيلا ظل ينافس في دوري القسم الثالث بسبب الإمكانيات المادية المتواضعة وصعوبة المنافسة مع أندية القسم الثاني، الذي أصبح حلمًا لجماهيره.

 

جمال الصيرفي

 

لعب جمال الصيرفي، مهاجم نادي بيلا مطلع الثمانينيات، لنادي غزل المحلة بعد إصرار الراحل محمد حبيب، رئيس نادي غزل المحلة آنذاك، على ضمه من نادي بيلا مطلع الموسم 1982-1983، واستمر في قلعة الفلاحين لموسمين.

ويقول جمال الصيرفي لـ«بوابة أخبار اليوم» :"كان لدينا جيلاً من اللاعبين في نادي بيلا مطلع الثمانينيات، وعندما طلبني نادي غزل المحلة أصر حبيب على ضمي، وبالفعل لعبت مع جيل رائع قوامه شوقي غريب وحسام عبد الغني وخالد عيد وصابر عيد وغيرهم".

 

وأضاف: "الكرة الآن تساوي الأموال، وصعود نادي بيلا إلى الممتاز (ب) أمر رائع، لكنني أخبرتهم بأن الاستمرار في المنافسة يحتاج لأموال وإنفاق على الفريق".

 

وعن أبرز ذكرياته مع غزل المحلة قال :"سجلت هدفًا في مرمى الزمالك بالدوري الممتاز، كما سجلت في مرمى المحرق البحريني، والأولمبي وكانت فترة رائعة في مشواري".

 

يوسف خليفة والشحات غنيم

 

في بداية التسعينات انتقل الثنائي يوسف خليفة والشحات غنيم من نادي بيلا إلى غزل دمياط المنافس في الدوري الممتاز، في امتداد لما قدمه فتوح المرسي وجمال الصيرفي.

 

ولعب يوسف خليفة للمريخ البورسعيدي، وكذلك منتخب مصر العسكري لكرة القدم قبل أن يعتزل اللعب في نهاية التسعينات ويتجه للعمل الإداري.

 

حسام غالي

 

في منتصف التسعينات أصر النادي الأهلي على ضم حسام غالي، لاعب وسط نادي بيلا، رغم صغر سنه، بعد توصية ميمي الشربيني الذي جاء إلى المدينة الصغيرة خصيصًا لإتمام الصفقة.

 

أصبح حسام غالي رمزًا لكرة القدم في نادي بيلا وارتبط اسمه باسم مدينته التي عاش فيها طفولته قبل أن يخطفه الاحتراف بدءًا من الأهلي مرورًا بفينورد روتردام الهولندي وتوتنهام وديربي كاونتي في الدوري الإنجليزي والنصر السعودي ولييرس البلجيكي والعودة للاعتزال بقميص النادي الأهلي.

 

والي الموافي

 

في بداية الألفية ظهر لاعب جديد من أبناء نادي بيلا وهو والي الموافي الذي انتقل صغيرًا إلى المقاولون العرب، وبعد تصعيده للفريق الأول انضم لنادي كفر الشيخ ثم المنصورة، وصعد بالأخير إلى الدوري الممتاز في الموسم 2008-2009.

 

سجل الموافي 7 أهداف في موسم 2009-2010 بالدوري الممتاز مع المنصورة وانتقل إلى الجونة، قبل أن يلعب لحرس الحدود والنصر القاهري والشمس ويعلن اعتزاله بعد فشل انضمامه للإسماعيلي.

 

كما لعب الثنائي عمرو رمضان وعلي بسيوني لغزل المحلة بعد انتقالهما إلى قلعة الفلاحين من نادي بيلا بناءً على توصية من شريف الخشاب، المدير الفني للغزل آنذاك.

 

وشارك الثنائي رمضان وبسيوني مع غزل المحلة في البطولة العربية للأندية موسم 2004-2005.

 

الإطاحة ببتروجت من كأس مصر

 

نسخة العام 2006 لبطولة كأس مصر شهدت مباراة تاريخية لنادي بيلا نجح خلالها على أرضه ووسط جماهيره في الإطاحة ببتروجت من الدور التمهيدي الأول للبطولة الأعرق في تاريخ مصر.

 

ونجح جيل 2006 بنادي بيلا في التفوق على نجوم الكرة المصرية وليد سليمان وعلاء إبراهيم وأسامة محمد وأحمد شعبان ومدربهم المخضرم مختار مختار وأطاحوا ببتروجت من كأس مصر، بعد مباراة صعبة تفوق فيها بيلا بهدفين سجلهما شريف أنس وأحمد العشري، وسجل علاء إبراهيم هدف بتروجت الوحيد.

 

حسن الشامي

 

أصبح حسن الشامي، ظهير أيسر المقاولون العرب الحالي، أحد أبرز الأسماء في الدوري الممتاز منذ صعوده مع نادي سموحة لدوري الأضواء والشهرة في الموسم 2010-2011، ولكن خطوة اللعب لبيلا كانت الأهم في مشواره.

لعب حسن الشامي لنادي بيلا في الممتاز (ب) موسم 2005-2006، ولفت الأنظار بشدة بعدما تألق في أكثر من مباراة وسجل أهدافًا رائعة، حتى انتقل إلى سموحة وصعد به إلى الممتاز ومنه إلى وادي دجلة وخاض تجربة احترافية في ترن أوت البلجيكي.

 

انتقل الشامي إلى الجونة ومنه إلى الإنتاج الحربي ثم المقاولون العرب وأصبح أحد الركائز الأساسية لذئاب الجبل ومازال يؤدي بشكل مميز حتى الآن.

 

حلم كبير لمدينة صغيرة

 

قاد أمير المشرفي، مدافع وقائد نادي بيلا، كتيبة من المقاتلين تحت إشراف المدير الفني عبد اللطيف الدوماني للصعود وتحقيق حلم المدينة الصغيرة الكبير بالعودة للممتاز (ب) هذا الموسم.

 

أمير المشرفي الذي لعب لنادي بيلا في بداية مشواره قبل أن ينتقل لسموحة والداخلية والحامول ويعود مجددًا لنادي مدينته، أصبح الآن القائد الأول للفريق وصاحب بصمة كبرى في مشوار الصعود رغم إصابته بقطع في الرباط الصليبي خلال دورة الترقي.

 

ومازالت جماهير بيلا تحلم بفريقها مناطحًا للأندية الشعبية ذات التاريخ والاسم الكبير في دوري المظاليم مثل المنصورة وغزل المحلة وبلدية المحلة في الموسم المُقبل، ولكن هل ينجح نادي بيلا في البقاء بين الكبار؟ أم يعود للمنافسة في دوري الحرافيش الموسم المُقبل؟