لم يهدأ بال الديمقراطيين بعد لما يتعلق بتحقيق روبرت مولر حول شبهة تورط الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في التنسيق مع روسيا إبان حملته الانتخابية لتولي رئاسة الولايات المتحدة عام 2016.
ويكشف التقرير الذي أشرف عليه المحقق الفيدرالي روبرت مولر ما إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو حملته الانتخابية قد تواطأت مع روسيا أثناء الانتخابات الرئاسية 2016، والتي جاءت بترامب رئيسًا للولايات المتحدة.
وينفي ترامب وجود أي تواطؤ مع موسكو. وبدورها تتنصل الأخيرة من عملية قرصنة على حسابات أعضاء كبار في الحزب الديمقراطي، وإحداث تسريبات تقول هيلاري كلينتون، منافسة ترامب في تلك الانتخابات، إنها لعبت دورًا كبيرًا في تحويل مجرى الانتخابات، وإنه لولا تلك التسريبات لكانت هي "رئيسة الولايات المتحدة وليس ترامب".
براءة ترامب الناقصة
تحقيق روبرت مولر، الذي تم كشف النقاب عن بعض تفاصيله، شهر مارس الماضي، أظهر على ما يبدو براءة الرئيس الأمريكي من تلك المزاعم، ليتنفس معه ترامب الصعداء بعد حملةٍ شرسةٍ من الديمقراطيين تجاه مسألة احتمالية تواطؤ الرئيس الجمهوري مع موسكو.
وبخصوص من كشف جزءًا من تفاصيل التقرير كان وزير العدل وليام بار أواخر شهر مارس المنصرم، بعد أن قدم مولر له التقرير في الثالث والعشرين من ذلك الشهر، بعد تحقيقاتٍ استمرت 22 شهرًا حول هذه القضية.
لكن روبرت مولر أدلى بتصريحٍ كان بمثابة تجديد إشعال النيران في الرماد المتبقي لهذه القضية، بعد أن قال أول أمس إن النتائج التي توصل إليها من التحقيقات لا تمكنه من تبرئة ترامب، منتقدًا وزير العدل، ومعتبرًا إياه قد نقح التقرير الذي سلمه إياه والمكون من 448 صفحة، ولم يظهر تحقيقاته التي تناولت عدة محاولات من الرئيس الأمريكي لعرقلة سير العدالة في هذه القضية.
إنذار أخير
وعلى ضوء هذه التصريحات الفجائية من مولر، أمهل رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي جيرولد نادلر، المنتمي للديمقراطيين، وزير العدل وليام بار حتى صباح يوم الاثنين المقبل لإطلاع النواب في الكونجرس على النسخة الكاملة غير المنقحة لتقرير المحقق الخاص روبرت مولر بشأن روسيا.
وأبلغ نادلر وزير العدل بالموعد النهائي المحدد في التاسعة صباح الاثنين في رسالة أرسلها اليوم الجمعة 3 مايو بعدما تخلف بار عن حضور جلسة للجنة أمس الخميس.
ويواجه وزير العدل موجة من الغضب الشديد في الكونجرس الأمريكي بعد تخلفه عن جلسة الأمس، كما اتهمته رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، زعيمة الديمقراطيين، بالكذب على الكونجرس، قائلةً إن "هذه جريمة".
وعلى ما يبدو، فإن الرئيس الأمريكي ربما لن يهنئ بانتصاره المعنوي على الديمقراطيين بمرور تقرير مولر مرور الكرام من دون إدانته شخصيًا أو الدائرة المقربة منه في مسألة مزاعم التورط مع موسكو أثناء الانتخابات الرئاسية، بعد أن ألقى روبرت مولر قبل يومين بكرة من النار على هشيم قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.
