بين «التفاوض والانقلاب»..سيناريوهات مفتوحة لإنهاء الصراع في فنزويلا

مادورو وجوايدو
مادورو وجوايدو

يبدو أن الحكومة والمعارضة في فنزويلا وصلا إلى نقطة التعادل، فلدى كل فريق نقاط قوة وضعف، وليس بوسع أي طرف تحقيق نصر واضح.

في هذا الإطار نشر موقع البي بي سي البريطاني بنسخته الإسبانية، تقرير صرحت من خلاله جنيفر ماكوي، الخبيرة في شؤون أمريكا اللاتينية بجامعة جورجيا الأمريكية، قائلة «إن الحكومة تسيطر على السلاح ولديهما حلفاء دوليين مهمين، لكنها تفتقد للتأييد الشعبي».

وتناول موقع البي بي سي السيناريوهات الخمس لحل الأزمة على النحو التالي:

التفاوض

يؤكد بعض المحللين على ضرورة أن تحقق فنزويلا تفاهما سياسيا من خلال التفاوض.

ومن أبرز النماذج الناجحة في المنطقة مجموعة كونتادورا، وهي مبادرة دولية ساعدت في إنهاء النزاعات العسكرية في أمريكا الوسطى منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وفي فنزويلا، يمكن أن يشمل التفاوض عددا من القضايا الرئيسية، مثل إجراء انتخابات تحت إشراف دولي، وتجديد السلطات القضائية والانتخابية، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وحتى قضايا أكثر إلحاحا مثل سبل التعامل مع انقطاع الكهرباء.

لكن نجاح المفاوضات يعتمد على إرادة الجانبين في التوصل إلى تسوية وتقديم تنازلات.

وتشعر المعارضة بأنها تعرضت للخداع خلال عمليات التفاوض في الماضي، كما لا تشعر بالثقة تجاه فريق مادورو.

ويقول بعض المحللين إن محاولات التفاوض فشلت في عامي 2014 و2017 لأن الحكومة لم يكن لديها ما تربحه من المحادثات، فقد كان لديها السلطة والدعم الدولي.

لكن الوضع مختلف حاليا، فالعديد من المسؤولين الفنزويليين يخضعون لعقوبات أمريكية وأوروبية. كما أن شركاء تجاريين لفنزويلا قالوا إنهم لا يعترفون بمادورو رئيسا شرعيا.

ويقول ديميتريس بانتولاس، المحلل السياسي في كاراكاس: "يجب أن يكون هناك تفاوض بين الجانبين، ثم يجب إجراء انتخابات عامة يستطيع الجميع التنافس فيها، مع توافر ضمانات سياسية وقانونية من أجل المستقبل."

انهيار التشافيزمية

جاء إطلاق سراح ليوبولدو لوبيز، والذي يبدو أنه حدث بمساعدة نفس ضباط الاستخبارات الذين احتجزوه، كدليل قوي على انشقاق في صفوف قوات الأمن.

فخلال الأشهر القليلة الماضية، أدار عدد من أبرز التشافيزيين (نسبة للرئيس السابق هوجو شافيز) ظهورهم لمادورو، ومنهم المدعي العام السابق ووزراء وضباط.

وتقول ماكوي: "إن وجوها بارزة في حاشيته يمكن أن تتركه من أجل حكومة انتقالية تمثل الجميع وتؤدي إلى انتخابات وإصلاح المؤسسات."

لكن الانهيار الخارج عن السيطرة للتشافيزمية قد يؤدي إلى العنف، فهناك جماعات مسلحة من المدنيين الذين أعربوا عن عدم رضاهم عن مادورو، ويعانون من الأزمة الاقتصادية، وهم مستعدون لقتال المعارضة. ويُنظر إلى هذه المجموعات على أنها يمينية متشددة ومدعومة من الولايات المتحدة.

انهيار المعارضة

يعتقد البعض بإمكانية تكرار ما حدث في عامي 2014 و2017 عندما انقسمت المعارضة على نفسها وفقدت الزخم.

ففي حياتهم اليومية، يخشى الفنزويليون من الجريمة ويعانون أزمة اقتصادية.

ويقول بانتولاس: "إذا تم وضع غوايدو في السجن، ولم يكن هناك دعم محلي أو دولي له، فإن مادورو يمكن أن يستمر رغم مشاكله، ويؤسس لنظام شمولي.

انقلاب

لدى فنزويلا تاريخ طويل من الانقلابات، آخرها عام 2002 عندما أُطيح بهوجو تشافيز من السلطة لمدة 48 ساعة.

ودعت المعارضةُ الجيش مؤخرا لدعمها والتدخل للإطاحة بمادورو، وكان ذلك هدف غوايدو لحلحلة نظام مادورو.

وجدد دعوته الثلاثاء وهو محاط بمجموعة من الجنود.

ومن الصعب تقييم مدى عدم رضا الضباط عن مادورو، وكم منهم مستعد للتحرك ضده.

لكن لا يعني التمرد في هذه الحالة دعم المعارضة بالضرورة.

فالقوات المسلحة في فنزويلا تعتبر نفسها بوليفارية معادية للإمبريالية، والكثير من أعضائها لا يثقون في معارضة متحالفة مع واشنطن.

وبالتالي، فإن انقلابا عسكريا لن يحل بالضررورة المشكلة السياسية، بل قد يؤدي إلى مزيد من هشاشة الوضع.

التدخل الأجنبي

تكرر المعارضة دعوتها لتدخل عسكري أجنبي على غرار ذلك الذي حدث في بنما عام 1989، عندما أطاحت القوات الأمريكية بالديكتاتور مانويل نورييجا.

لكن فنزويلا بلد أكثر تعقيدا، فلديها جيش كبير، وميليشيا مدنية منتشرة في أنحاء البلاد، كما أنها مدعومة من قوى كبرى مثل روسيا والصين.

ويحد دور هذه القوى من فرص نجاح أي تدخل في وقت يؤكد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن حكومته تعتقد بأن "كل الخيارات مطروحة" تجاه فنزويلا. كما يعتقد البعض أن الأزمة الفنزويلية قد تعزز فرص إعادة انتخابه عام 2020.

لكن من غير المرجح أن يؤيد مجلس الأمن الدولي أي تدخل عسكري، بسبب استخدام روسيا والصين حق الفيتو.

وإذا لم ينطبق أي من السيناريوهات الخمسة على فنزويلا، فإن بعض المحللين يرون أنها ستظل في "مأزق كارثي" بين الحكومة والمعارضة.