السيسي في الصين| قمم ثنائية مع قادة العالم

الرئيس السيسي وبوتين
الرئيس السيسي وبوتين

أعدت الهيئة العامة للاستعلامات، تقريراً عن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الصين للمشاركة  في قمة المنتدى الثاني للحزام والطريق للتعاون العالمي

يقول تقرير "هيئة الاستعلامات" إنه إلى جانب مشاركة الرئيس السيسى فى الجلسات الرئيسية للمنتدى وإلقاء كلمة مصر فى الجلسة الأولى، وكذلك حديثه فى قمة المائدة المستديرة، وبالإضافة الى لقاءات سيادته ذات الطابع الاقتصادي مع الشركات ورجال الأعمال الصينيين،فقد عقد الرئيس السيسي العديد من لقاءات القمة مع عدد من قادة وزعماء العالم، تم خلالها بحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية المختلفة.
القمة السابعة مع شى جين بينج
بدأ الرئيس السيسى نشاطه فى العاصمة الصينية بكين، بعقد قمة ثنائية، هى السابعة، مع الرئيس الصينى شى جين بينجبقاعة الشعب الكبرى، حيث أكد الرئيس السيسى على «المشاركة فى قمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى، أخذاً فى الاعتبار ما تمثله المبادرة من أهمية فى ظل أنها تهدف إلى تعزيز التنمية الشاملة، وتحقيق تطلعات شعوبنا فى الاستقرار والرخاء»، مشيراً إلى أن زيارته للصين -التى تعد السادسة خلال 5 سنوات- تعكس الحرص على استمرار وتعزيز علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
بعد حديثه عن أهمية التعاون مع الصين من أجل التنمية فى أفريقيا، قال الرئيس السيسى: «حريصون على الاستفادة من التجربة الصينية لتحقيق نهضة اقتصادية وتنموية شاملة على غرارها»، متطلعاً لتشجيع مزيد من الشركات الصينية على العمل والاستثمار بمصر، والمشاركة فى شتى المشروعات الجارى تنفيذها، خاصة لما تحظى به المشروعات والاستثمارات الصينية القائمة من رعاية وحرص من الدولة على مساندتها.
وأعرب الرئيس عن تطلعه لاتخاذ الحكومة الصينية مزيداً من الخطوات لتشجيع الصادرات المصرية، خاصة «غير البترولية»، إليها، وتسهيل إجراءات نفاذها إلى السوق المحلية، بما يساهم فى تقليل العجز فى الميزان التجارى بين البلدين، معرباً عن تقديره لحسن الاستقبال وكرم الضيافة، مقدماً التهنئة بمناسبة قرب حلول الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية فى أكتوبر المقبل.
ورحب الرئيس الصين شى جين بينج بالرئيس موجهاً الشكر له لتلبية الدعوة للمشاركة فى القمة، مهنئاً إياه بمناسبة عيد تحرير سيناء، مؤكداً ما تحظى به مصر وحضارتها العريقة من تقدير لدى الشعب الصينى، مشيداً بما حققته على صعيد التنمية ونجاحها فى تحقيق إنجازات واضحة على صعيد الإصلاح الاقتصادى، فضلاً عن تحقيق الأمن والاستقرار، وتنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى، وهو ما ساهم فى تحفيز الشركات الصينية للعمل فى مصر للاستفادة مما تتيحه من فرص استثمارية واعدة، مؤكداً دعم الحكومة الصينية لعملية التنمية بمصر.
وأكد الرئيس الصينى ترحيبه بالتطورات الإيجابية التى تشهدها العلاقات المشتركة على الأصعدة كافة، مؤكداً حرصه على تعزيز التعاون والشراكة وتشجيع الشركات الصينية على زيادة العمل بمصر، فضلاً عن مواصلة تطوير العلاقات المتميزة والوثيقة بين البلدين، معرباً عن دعمه لجهود مصر فى مكافحة الإرهاب واقتلاع التطرف من الشرق الأوسط.
وقد شهد  اللقاء استعراضاً لسبل دعم وتفعيل مبادرة الحزام والطريق، وشمل أيضاً عدداً من الملفات ذات الصلة بالتعاون الثنائى فى مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والأمنية.
كما تطرقت  المباحثات  كذلك إلى عدد من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت وجهات النظر بين البلدين إزاء أهمية العمل على التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، واتفقا على استمرار التشاور والتنسيق بينهما فى الأُطر والمحافل الدولية. 
مع رئيس المجلس الاستشارى الصينى
والتقى الرئيس أيضاً مع «وانج يانج»، رئيس المجلس الوطنى الاستشارى السياسى الصينى، وأكد الرئيس السيسى خلال اللقاء على سياسة مصر الثابتة بالتفاعل الإيجابى البناء مع جميع دول الجوار وكذلك العالم وفق مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية وتحقيق المصلحة المشتركة للبناء والتنمية وللمضى نحو مستقبل وواقع أفضل لصالح جميع الشعوب والأجيال المقبلة.
تقدير إماراتى لمصر
ضمن نشاط الرئيس خلال زيارة العاصمة الصينية بكين استقبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي.
وأكد الرئيس، خلال اللقاء، على ما يشهده التعاون الثنائي من تطور ملحوظ في مختلف المجالات مع دولة الإمارات العربية الشقيقة، وطلب نقل تحياته للشيخ خليفة بن زيد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، مشيراً إلى ما تحظي به الإمارات قيادة وشعباً من مكانة خاصة لدى الشعب المصري، وما تمثله علاقات البلدين من نموذج يحتذي به بين الأشقاء العرب.
من ناحيته، أكد الشيخ محمد بن راشد، ما يربط البلدين من محبة وأخوة، مشيدا بالدور القومى التاريخي لمصر وحرصها على صون المصالح العربية وتعزيز أسس السلام والاستقرار فى المنطقة، ومؤكداً حرص الإمارات على تعزيز التعاون والتكاتف مع مصر من أجل ترسيخ قيم السلام والتسامح والاستقرار في المنطقة، كما أشاد سمو الشيخ محمد بن راشد بالخطوات الناجحة التي انتهجتها مصر في مسار الإصلاح الاقتصادي والنقدي والنتائج الواضحة التي تحققت في هذا الإطار والمنعكسة علي مجمل مؤشرات الاقتصاد المصري.
وتناول اللقاء أوجه التعاون بين الدولتين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات، فضلاً عن مواصلة التنسيق على مختلف المستويات بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين.
وفي هذا الإطار، أشاد الرئيس السيسي بالتطور الكبير الذي تشهده دولة الإمارات، والدور المتميز الذي تلعبه إمارة دبي في ظل القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن راشد في مجالات الاستثمار والتكنولوجيا والمجالات المستحدثة، كالمعرفة والتميز وعلوم المستقبل، إذ أصبحت مثالاً رائداً في مجال التنمية في المنطقة بل والعالم.
كما شهد اللقاء تباحثاُ حول مجمل التطورات السياسة في المنطقة، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من القضايا والموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك
القمة العاشرة مع بوتين 
فى قمة هى" العاشرة" بينهما، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في بكين، حيث أشاد الرئيس يوتين بتطور العلاقات الروسية المصرية، والنمو المطرد لتبادل البلدين التجاري.
وقال الرئيس بوتين، خلال اللقاء، إن علاقات روسيا ومصر تتطور اليوم بقوة، ووصف مصر بالشريك الموثوق لبلاده، وفق ما نقلت قناة "روسيا اليوم".
وذكّر بوتين، بأن البلدين احتفلا العام الماضي بمرور 75 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، مضيفا: "نحن نعمل على تطوير علاقتنا اليوم وبحيوية بالغة للغاية... مصر وبلا أدنى شك، شريك موثوق لروسيا على الساحة الدولية وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص".
وتابع: "اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي الموقعة خلال زيارة الرئيس المصري إلى روسيا في أكتوبر الماضي، تتيح لنا الارتقاء بعلاقات البلدين إلى مستوى جديد".
وأكد: "نحن ننسق جهودنا على الساحة الدولية وفي هذا الصدد، أود أن أشكركم على موافقتكم لتصبحوا معنا الرئيس المشارك لقمة روسيا أفريقيا الأولى، التي ستعقد في أكتوبر من هذا العام".
وأشار الرئيس بوتين، إلى أن حجم التجارة بين البلدين ينمو باطّراد وأنه ارتفع العام الماضي بنسبة 14%، ووصل إلى 8 مليارات دولار، وفي الفترة من يناير إلى فبراير حقق زيادة إضافية قدرها 25%.
وفى وقت لاحق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مؤتمر صحفي عقده في بكين، أنه بحث مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، الوضع في المنطقة والتعاون الثنائي بين مصر وروسيا.
مع رئيسي البرتغال وسويسرا
التقى الرئيس السيسي أيضاً، على هامش العشاء الذى أقامه الرئيس الصينى، بعددٍ من القادة ورؤساء الدول، منهم الرئيس البرتغالي مارسيلو دي سوزا، ورئيس الاتحاد السويسرى أوَلي ماورَر، حيث تباحث الرئيس معهما بشأن بعض الموضوعات الخاصة بالعلاقات الثنائية، ومنها المتعلق بالمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في مصر، وما توفره من إمكانات ضخمة استثمارية تفتح الباب أمام التعاون التجاري والاستثماري المشترك.
مع رئيس وزراء إيطاليا
فى لقاء آخر له أهمية كبيرة، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى بمقر إقامته بالعاصمة الصينية بكين، رئيس الوزراء الإيطالى جوسيبى كونتى.
وأكد الرئيس عمق العلاقات المتميزة والتاريخية التى تجمع البلدين فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، فضلاً عن التنسيق والتعاون القائم بينهما للتصدى للعديد من التحديات فى منطقة المتوسط، وأشار إلى الحرص على تكثيف وتعزيز التعاون الثنائى فى المرحلة المقبلة بما يلبى طموحات الشعبين الصديقين ويحقق مصالحهما المشتركة.
من جانبه أعرب رئيس الوزراء الإيطالى عن تقديره للرئيس وللدور المحورى الذى تقوم به مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط، مؤكداً الحرص على تعميق أواصر التعاون الثنائى مع مصر فى شتى المجالات، ومثمناً فى هذا الإطار ما تشهده العلاقات بين البلدين من تطورات إيجابية خلال الفترة الأخيرة.
شهد اللقاء استعراضاً لعدد من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تطرق الجانبان إلى آخر تطورات التحقيقات الجارية فى قضية الطالب الإيطالى "ريجينى"، وقد أعرب الرئيس عن دعمه الكامل للتعاون المشترك بين الأجهزة المختصة في كل من مصر وإيطاليا للكشف عن ملابسات القضية والوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة.
كما تم التطرق إلى سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أخذاً فى الاعتبار التجارب الناجحة للشركات الإيطالية العاملة فى مصر، فضلاً عما توفره المشروعات القومية الكبري من فرص واعدة يمكن للشركات الإيطالية استغلالها للاستثمار فيها أو التوسع فى مشروعاتها الجارية بمصر.
وتباحث الجانبان كذلك حول تنسيق الجهود فى مجال مكافحة ظاهرتى الإرهاب والهجرة غير الشرعية، حيث أكد الرئيس فى هذا الصدد أن جهود الحكومة المصرية فى التعامل مع هاتين الظاهرتين تأتى انطلاقاً من مسئوليتها تجاه أمن واستقرار الشعب المصرى وأيضاً استقرار المنطقة، موضحاً أهمية تكاتف الجهود الدولية للتعامل مع الأسباب الجذرية لهاتين الظاهرتين من خلال استراتيجية شاملة تتناول جميع الأبعاد والأسباب.
كما تطرق اللقاء كذلك إلى عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الأزمة الليبية، حيث أكد الرئيس ثوابت الموقف المصرى القائم على ضرورة التوصل لتسوية سياسية شاملة فى ليبيا بما يحافظ على وحدة ليبيا وسلامتها الإقليمية ويساعد على استعادة دور مؤسسات الدولة الوطنية فيها، ويساهم فى القضاء على الإرهاب فى هذا البلد الشقيق.