خبراء صينيون يشيدون بدور مصر والعلاقات الثنائية

الرئيس السيسي والرئيس الصيني
الرئيس السيسي والرئيس الصيني

تنطلق النسخة الثانية من منتدى الحزام والطريق فى الفترة بين 25 وحتى 27 أبريل، وتوقع دوان جيو تشو الباحث فى كلية الدراسات الدولية والاقليمية شينخوا ان النسخة الثانية للمنتدى ستسفر عن اتفاقات وتفاهمات بحجم أكبر وسيكون لها فوائد أكبر وأعم حيث هناك 37 رئيس وقائد دولة وممثلون لأكثر من 100 دولة سيحضرون النسخة الثانية من المنتدى هذا العام. لافتا إلى أن مبادرة الحزام والطريق تلقى قبولا لدى أكثر من 140 دولة وقعت على اتفاق مبادرة الحزام والطريق مع الصين، وقد تم تسجيل مبادرة الحزام والطريق فى وثائق المنظمات الدولية المتعددة بما فيها الأمم المتحدة.

دوان جيو تشو الباحث بجامعة شينخوا: الرئيس السيسي دعم تطوير العلاقات

< ما تقييمكم لأهمية مبادرة الحزام والطريق؟

- منذ انطلاقها عام 2013، ساهمت مبادرة الحزام والطريق فى التنمية الاقتصادية لتحسين معيشة العديد من شعوب دول المبادرة حيث خلقت 300 ألف فرصة عمل ونجحت في إنشاء محاور للصناعات المتعددة فى الدول المعنية.

ويمكن لتلك المبادرة ان تدعم تحسين البنية التحتية فى الدول العربية التى تحتاج الى إعادة اعمار بعد الحروب مثل سوريا والعراق، او الدول التى تحتاج الى تجديد المرافق العامة وتدعيم مسيرة التصنيع لديها مثل مصر والمغرب. وبالنسبة لمصر بشكل خاص، يمكنها ان تلعب دورا محوريا فى الربط بين دول الحزام والطريق من خلال موقعها المتميز والعابر للقارات. ولا ننسى ان لمصر استثمارات مشتركة مع الصين فى افريقيا، كما ان هناك تركيزا للاستثمار الصينى فى الصناعات المصرية من اجل التصدير الى أوروبا.

< على مدار السنوات القليلة الماضية تحولت الصين إلى واحدة من أكثر الدول غير العربية التى يزورها الرئيس السيسى.. بما تفسر ذلك؟

- من الواضح جدا ان الرئيس السيسى يعطى أهمية كبيرة للعلاقات بين مصر والصين، كما ان رئيسى الدولتين يتشاركان فى افكار التنمية الاقتصادية وكثير من القضايا السياسية. وأظن ان الجانب الصينى يستشعر التقدير العالى للرئيس السيسى ودعمه المستمر لتوطيد العلاقات الثنائية.

< ما تقييمك لمسار العلاقات المصرية الصينية فى مجال التعاون الاقتصادى والتجارى.. وهل هذه العلاقات مرشحة لمزيد من التحسن؟

- لقد أصبحت مصر واحدة من أهم الدول الجاذبة للاستثمار الصينى فى العالم، فالمستثمرون الصينيون يفضلون مصر لأن هناك نقاط تشابه كثيرة بين البلدين، منها الثقافة والحضارة القديمة والكثافة العددية السكانية، بالاضافة الى السياسة التنموية التى تنتهجها حكومتا الدولتين. فمن التأكيد ان الصين ومصر تستفيدان من هذا التقارب وستتقاربان أكثر فى المستقبل. وعلى الصعيد السياسي، يسعى الجانبان لإصلاح النظام العالمى وتحقيق العدالة وخلق نوع من التوازن،: كما ان الجانبين يتفقان على تحويل المنطقة تجاه التنمية بدلا من النزاعات.

< القيمة الاستثمارية للاتفاقيات التى وقعتها مصر مع شركات صينية تبلغ حوالى 18.3 مليار دولار، ماذا يعكس هذا الرقم فى رأيكم وهل يتناسب مع حجم البلدين.. وثقلهما الاقتصادى كل فى محيطه؟

- من وجهة نظر الصين، لدى مصر إمكانيات كبيرة تؤهلها لأن تصبح دولة نموذجية من الناحية الاقتصادية، واعتقد ان قيمة الاستثمارات المذكورة تعكس ثقة الصين فى الاقتصاد المصرى. وأتوقع ان تتزايد فى الاعوام القادمة خصوصا مع كل تقدم تشهده مبادرة الحزام والطريق.

 

أما يو ماى الأستاذ بجامعة بكين: مصر بموقعها شريك طبيعى لـ «الحزام والطريق»

< ماذا ستضيف المبادرة إلى التجارة العالمية؟ وما الجدوى الاقتصادية التى ستعود منها على الدول العربية ومصر؟

- تركز مبادرة «الحزام والطريق» الاهتمام على إحداث توازن فى البنية التحتية فى دول العالم وهو مغزى ذو تأثير، لأن عدم التوازن هذا أعاق تطوير التجارة المتبادلة بين البلدان. من هنا تلعب المبادرة دورا أهمّ فى الاقتصاد العالمى وتتحول من مبادرة إقليمية إلى عالمية. وعلى المدى الطويل ستعمل البنية الأساسية الجديدة على تقليل الاختناقات اللوجستية، وتقليل تكلفة إنتاج المواد الخام، بما يؤدى إلى الزيادة الإنتاجية ونمو عالمى أسرع. وقد أظهرت الدراسات الحديثة التى أجرتها مؤسسات دولية مثل البنك الدولى أن «الحزام والطريق» سوف تقلل تكاليف التجارة العالمية بنسبة 1.1 ٪ إلى 2.2 ٪، وسترفع معدل النمو الاقتصاد العالمى فى عام 2019 بنسبة 0.1 نقطة مئوية على الأقل.. وقد كشف الرئيس شى جين بينج فى يونيو 2014، فى اجتماع بكين الوزارى لمنتدى التعاون الصينى العربى عن اقامة نمط تعاون «1 + 2 + 3»، وهو ما يعنى التعاون فى مجالات الطاقة، والبنية التحتية وتيسير التجارة والاستثمار، والتعاون فى مجالات الأقمار الصناعية الفضائية والطاقة المتجددة.

وبالنسبة لمصر، فإنها تقع فى ملتقى الطرف الغربى لـ «الحزام والطريق»، وتتمتع بميزة جغرافية فريدة ومحورية، فهى شريك طبيعى فى بناء «الحزام والطريق». إلى جانب ذلك، فإن «خطة التنشيط» و«رؤية 2030» التى طرحتها الحكومة المصرية تتوافق مع مبادرة «الحزام والطريق» إلى حد كبير، حيث تتضمن فرصا جيدة للتعاون والتنمية المشتركة فى مجالات عدة مثل خطة تطوير ممر قناة السويس والعاصمة الجديدة وغيرها.

كما ان مصر بلد تعداده السكانى كبير ويتمتع بقدرة سوقية كبيرة ووفرة فى العمالة، ولديها قناة السويس، وهى قناة ذهبية للتجارة العالمية، ولديها مزايا واضحة فى الموقع وقدرات تنموية قوية. فى السنوات الأخيرة بذلت الحكومة المصرية جهودًا كبيرة لتحسين بيئة الاستثمار وتنشيط الاقتصاد الوطني، ونحن على ثقة بأن مصر ستشهد تطورا كبيراً مع الجهود المبذولة من حكومتها وشعبها.

< كيف ترين تطور العلاقات بين مصر والصين، خاصة ان هناك توافقاً واضحاً بين رئيسى البلدين تمثّل فى دعوة الرئيس لزيارة الصين أكثر من مرة؟

- العلاقات بين مصر والصين وثيقة وقائمة على أساس قوى، فمصر كانت أول دولة عربية وافريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع بكين، وهى أيضا من أوائل الدول فى افريقيا والدول العربية التى أقامت شراكة إستراتيجية شاملة مع الصين. كما أن أساس التعاون فى التبادل التجارى والثقافى بين الجانبين قوى للغاية. فى الوقت نفسه كانت الصين دائماً داعمة لمصر فى مسار تنميتها الخاص. وقد شهدت العلاقات دفعة قوية مع تولى الرئيس السيسى منصبه.

وقد ظلت الصين احد اكبر الشركاء التجاريين لمصر وأكبر مصدّر لها. ووفقًا للبيانات الصادرة عن المكتب الاقتصادى والتجارى للسفارة الصينية فى مصر، انتعشت التجارة الثنائية بين الصين ومصر بشكل ملحوظ فى الأشهر التسعة الأولى من عام 2018، ونمت كل من الواردات والصادرات، وما زالت الصين تحتفظ بهذا الوضع. وهذا يدل على أن هناك مجالا واسعا فى التعاون والتكامل بين الصين ومصر.

< إلى أى مدى تتفق الرؤيتان المصرية والصينية حول أزمات الشرق الأوسط؟

- كما ورد فى «وثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية»، الصين تدعو إلى تطبيق مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاونى والمستدام فى الشرق الأوسط، ودعم قيام الدول العربية وسائر دول المنطقة ببناء آلية للأمن الإقليمى تقوم على التعاون الجماعى وتتسم بالتشارك والتقاسم، بما يحقق الأمن والأمان