إمبراطور وإمبراطورة اليابان القادمان يمثلان تجربة مختلفة

ولي العهد الياباني ناروهيتو وزوجته ماساكو
ولي العهد الياباني ناروهيتو وزوجته ماساكو

تمثل حياة ولي العهد الياباني ناروهيتو وزوجته ماساكو العديد من الأشياء التي تحدث لأول مرة لزوجين من العائلة الإمبراطورية، فهما حاصلان على شهادات جامعية وعاشا سنوات في الخارج حتى أن ناروهيتو كان يغسل خلالها ملابسه بنفسه.

ومع استعدادهما لأن يصبحا إمبراطور وإمبراطورة اليابان تتزايد الآمال في أن يجعلا المنصب أكثر انفتاحا على العالم الخارجي وأوثق ارتباطا بحياة المواطن الياباني العادي.

وقالت المحللة شيهوكو جوتو من مركز ويلسون "اعتقد بأن هناك فرصا لأن يتبنى هذا الجيل الأحدث من العائلة الإمبراطورية قضايا توسع بعض الشيء حدود المسموح والممكن" مشيرة إلى تجربة ماساكو في السلك الدبلوماسي.

وأضافت "لديهما تجربة فريدة وأعتقد بأن لديهما الاهتمام، ومن المفترض أن لديهما المهارات التي تجعلهما أكثر انخراطا" مشيرة إلى التحول الكبير الذي طرأ على العائلة منذ الحرب العالمية الثانية عندما كان ينظر إلى الإمبراطور هيروهيتو على أنه إله.

وسعى الإمبراطور أكيهيتو والإمبراطورة ميتشيكو إلى التقارب مع المواطنين العاديين، خاصة بمواساتهم في أوقات الكوارث. لكن أكيهيتو تنحي في الخطوة الأولى من نوعها منذ نحو 200 عام مما أثار نقاشا بشأن دوره.

وقال مسؤول سابق بالقصر الإمبراطوري "كانت هناك وجهتا نظر. واحدة تقول إن الإمبراطور، مثل أكيهيتو، يجب أن يكون نشيطا ومتفاعلا مع الناس وأخرى تقول إن كل ما عليه هو أن يكثر من الصلاة". وأضاف "لكن بالنظر إلى المستقبل، فلا أعتقد بأن وجهتي النظر قائمتان، فالإمبراطور الذي يكتفي بمجرد وجوده لن يكسب ثقة الشعب وتعاطفه".

ويعتزم ناروهيتو الاضطلاع بمسؤوليات والديه لكنه يقول كذلك إن الإمبراطورية تحتاج للتكيف. ويقول المراقبون إن ذلك قد يعني المصارحة والانفتاح على الناس والاستفادة من قيم العائلة كجزء من الهوية اليابانية.

وقالت ريكا كاياما الطبيبة النفسية ومؤلفة كتاب عن نساء الأسرة الإمبراطورية "بالنظر للأوضاع هذه الأيام، يتعين على الأسرة الإمبراطورية الاستعانة بشبكات التواصل الاجتماعي لإبداء الآراء بدرجة معينة".

وأضافت "إن لم يكن بالكلام فبالصور على إنستجرام" مشيرة إلى أن ناروهيتو وقف لتُلتقط له صور مع الناس في الخارج وإن ماساكو ربما يكون لديها ما تريد التعبير عنه.

ويدرك الجميع معاناة ماساكو الطويلة مما وصفه مسؤولو القصر بأنه "خلل في التكيف" خاصة لأن ذلك أبقاها بعيدة عن الأنظار لنحو عشر سنوات، وذلك على عكس ميتشيكو التي كان يقال إن التزامها "لا تشوبه شائبه".

وقال هيديا كوانيشي أستاذ التاريخ المساعد بجامعة ناجويا "عندما تزور ماساكو ضحايا الكوارث يشعرون أنها مرت بأوقات عصيبة مثلهم... هذا أكثر من مجرد الشعور بالعرفان بالجميل الذي يحسونه تجاه الإمبراطورة ميتشيكو.. إحساس بالتعاطف فتبدو أقرب إليهم".