اللواء حسن فريد: استعادة الأرض جاء بإصرار وعزيمة أبطال قواتنا المسلحة

اللواء طيار حسن فريد
اللواء طيار حسن فريد

تاريخ سيناء حافل بالحروب والحملات منذ عهد الفراعنة إلى العصر الحديث، فهي البوابة الشرقية لمصر وبها طريق حورس الذي يمتد من قناة السويس غرباً حتى رفح على الحدود مع فلسطين شرقاً.

 

وتمر اليوم الذكرى الـ37 لتحرير سيناء، والذي يحتفل به المصريون كل عام، ففي الخامس والعشرين من إبريل لعام 1982، تم رفع العلم المصري فوق شبه جزيرة سيناء، بعد استعادتها من إسرائيل بدماء ووطنية جنودنا البواسل، بعد أن أثبت المصريون للعالم أنهم لا يفرطون في شبر من أرضهم .

 

بهذه المناسبة تحدث اللواء طيار حسن فريد لـ «بوابة أخبار اليوم» أحد أبطال القوات الجوية الباسلة، الذي أوضح أنه أنهى دراسته أواخر 1968، وكانت الحالة المعنوية في أعقاب حرب الاستنزاف يسيطر عليها الإحباط واليأس إلا أنه سرعان ما تبدل الحال وأصبحت الحافز الرئيسي لجميع الأبطال، وبفضل التدريب الجيد والمتواصل والمكثف كان الجميع على أهبة الاستعداد لتلقين العدو درسا لن ينساه أبدا.

 

وأشار اللواء حسن فريد إلى أنه كان ملازما بسلاح القوات الجوية بقاعدة المنصورة الجوية خلال حرب أكتوبر 1973، وكانت هي القاعدة الرئيسية لتوفير الحماية للقوات المسلحة ومعاونة الجيش الثاني والثالث، مشيرا إلى أن كافة الأبطال كانوا في حالة استعداد دائم حتى انطلقت ساعة الصفر، واستشهد عدد من زملائه وتولى قيادة السرب المكلف بتأمين الجبهة بدءًا من بورسعيد مرورا بالسويس ودمياط، كما عاد جميع الطيارين الذين قاموا بالطلعة الجوية الأولي إلي قواعدهم بعد تنفيذهم كافة المهام التي كلفوا بها ودمروا جميع الأهداف بدقة شديدة.

 

وكشف «فريد» أنه تم نفذ 86 طلعة جوية خلال حرب أكتوبر دخل خلالها 19 اشتباكا ونجح في إسقاط 3 طائرات للعدو، مشيرا إلى أن هدفه الأساسي كان حماية الطائرات التي قامت بالضربات الجوية، وحماية الحدود المصرية وضرب الذراع الطولى لإسرائيل "قواتها الجوية" لاعتمادها عليها.

 

وأشار إلى أن كافة زملائه بالسرب الجوي كانوا خلال أعمال تأمين عودة مقاتلاتنا الجوية، يتمنون الاشتباك مع الأهداف الإسرائيلية الجوية لتدميرها فوق مواقعهم، موضحا أنه بعد نجاح العمليات، حصل على "نجمة الشرف"، وهى أعلى وسام عسكري، وكان عمره حينها 21 عاما ولقبه زملائه "بصقر السماء".

 

وأرجع اللواء حسن فريد النجاح الذي حققته القوات الجوية إلى دهاء قادتنا في العديد من الأمور أولها التدريبات الشاقة التي رفعت معنويات المقاتلين، وخداع العدو أثناء الهجمات الجوية فالطيارين المصريين نزلوا إلى أقل ارتفاع منخفض عن سطح الأرض وهو عشرة أمتار لتفادى دفاعات العدو، وأصبحت الطائرات تسير في الجو، مثل السيارات في الأرض وكذلك مهارة المقاتل الجوي المصري تفوقت على السلاح الجوى الإسرائيلي فكان الجندي المصري يحارب الزمن للقضاء على العدو ويظهر ذلك جليا خلال فترة تجهيز الطائرات علي الأرض فمن المعتاد أن تستغرق الفترة ساعة إلا ربع ولكننا استطعنا تقليصها لدقائق معدودة وكذلك مضاعفة الطلعات الجوية للطائرة الواحدة لأكتر من 7 طلعات.

 

وأضاف أن كل هذه العوامل أربكت حسابات العدو ولقنه سلاح الجوي المصري درسا قاسيا وأظهر ضعف سلاحه الجوي الذي تكبد خسائر كبيرة في الأرواح وتم تدمير أسطوله الجوي.

 

وأوضح أن نجاح أبطال القوات المسلحة في معركة رد الكرامة واستعادة الأرض لم يأت من فراغ و إنما جاء بناءًا على إصرار وعزيمة واستشهاد الآلاف من خيرة الأبطال.

 

ووجه اللواء حسن فريد رسالة إلى الشعب المصري في ختام حديثه، يطالبهم بالوقف إلى جانب القوات المسلحة في دحر الإرهاب والحفاظ على أرض الوطن.