حوار| اللواء علي حفظي: ثورة 30 يونيو أفسدت مخطط التنازل عن سيناء 

اللواء علي حفظي
اللواء علي حفظي

كيف يري خطة التنمية الحالية علي أرض سيناء؟ ولماذا تأخرت التنمية في العهود السابقة؟ وما مستقبل سيناء؟

أسئلة عديدة طرحتها «‬الأخبار» علي اللواء علي حفظي محافظ شمال سيناء الأسبق  الذي اكد ان أراضي سيناء تشهد خطة تنمية تعد هي الأضخم تاريخيا فأصبحنا الآن نري طرقا وكباري وغاز وكهرباء ومشروعات المياه واقامة تجمعات بدوية ومدارس ومستشفيات ووحدات صحية ومحطات تحلية لمياه الشرب ومشاريع خدمية كالمزارع السمكية والأراضي الزراعية وحفر الآبار لم نكن نراها مسبقا.

 وأضاف ان مشروع انفاق سيناء انهي عزلة سيناء الي الأبد، وأوضح ان ثورة 30 يونيو أفسدت مخطط بيع الاخوان لــ 50 كيلو من أرض سيناء، واشار إلي ان التنمية تأخرت كثيرا في العهود السابقة بسبب المعارك والحروب.. والتفاصيل في السطور القادمة.

تطوير الإقليم الشرقي يمثل المستقبل الاقتصادي لمصر
 كيف تقرأ المشهد التنموي الحالي في شمال سيناء؟

- رغم التحديات والمخاطر والتهديدات الداخلية والأقليمية والخارجية الا ان الرئيس السيسي رزقه الله بالرؤية والبصيرة وهو ما يعد درعا واقية لكل المطامع، فحاليا تواجه مصر حروب الجيل الرابع التي تريد اسقاط العقول وشل خطط التنمية والعودة الي عصر التبعية لاستنزاف الخيرات والثروات الطبيعية لتفكيك الدول في المنطقة وعلي رأسها مصر، ومع ذلك وضع  الرئيس السيسي  خطة لتنمية سيناء تعد هي الأضخم تاريخيا وبدأ في تنفيذها علي ارض الواقع فخصص 225 مليار جنيه وهو رقم كبير لانشاء البنية التحتية وأصبحنا الآن نري طرقا وكباري وغازا وكهرباء ومشروعات المياه واقامة تجمعات بدوية ومدارس ومستشفيات والوحدات الصحية ومحطات تحلية لمياه الشرب ومشاريع خدمية كالمزارع السمكية والأراضي الزراعية وحفر الآبار وإعادة بناء المساكن التي تضررت بفعل الإرهاب لم نكن نراها مسبقا.

أرض سيناء عاشت سنوات صعبة للغاية فلم نجد في فترة من الفترات »‬شوية ميه لعمل كوباية شاي»، وكنا نرسل سيارات لشراء مياه من الإسماعيلية أو السويس الآن المياه متوافرة طوال اليوم، وكانت الطرق عبارة عن »‬مدقات جبلية» فأصبح لدينا ما يزيد علي 8 كيلو طرقا، والكهرباء كانت »‬منقطعة» ونعتمد علي المولد الكهربي الذي يعمل لعدة ساعات ثم نعيش في الظلام فانتهت هذه الظاهرة   تماما، الآن لدينا آلاف الخطوط الهاتفية بعدما كنا نتوجه الي سنترال العريش ونقطع مسافة 100 كيلو حتي نقوم باجراء مكالمة.

مكافحة الإرهاب والتنمية كيف يسيران في خطين متوازيين بسيناء؟
- المشروعات التي تتم في مشروع قناة السويس الجديدة تعد المدخل لاعادة تنمية سيناء من الخارج الي الداخل من الغرب الي الشرق ثم بحفر الانفاق التي سيتم افتتاحها مع احتفالات تحرير سيناء والتي سهلت العبور الي دقائق قليلة بعدما كنا ننتظر ما يقرب من أربع  ساعات ليعلن انتهاء عزلة سيناء الي الأبد، فهذا المشروع العظيم يستحق »‬تعظيم سلام» من كل المصريين للرئيس السيسي والأجمل ان المشروع شيد بأيادي وسواعد العمال المصريين في ملحمة وطنية عظيمة، بالاضافة الي تطهير أراضيها من خلال العملية الشاملة سيناء 2018 التي دمرت البنية الهندسية للارهاب ونجحت في عزل الارهاب في مصر عن الخارج.

 لماذا تأخرت التنمية في سيناء ؟ 
- سيناء علي مر التاريخ كانت بوابة التصدي لحلم الغزاة الذين كانوا يأتون دائما من الشرق حتي وصلت نسبة المعارك علي أراضيها الي 80% من حروب مصر، وبالتالي سيناء صنفت بأنها الدرع التي تحمي مصر من غزوات الطامعين وهو ما يؤكد انها كانت ومازالت مسرح العمليات الحربية، ولهذا تأخرت كثيرا عملية التنمية علي أراضيها ولأن أرض الحرب والقتال ظلت لسنوات تشهد معارك وحروبا تاخرت التنمية حتي جاء نصر اكتوبر المجيد الذي أطاح بأوهام أعدائنا وتوصلنا الي اتفاقية سلام في عام 79 وهنا تغيرت النظرة الاستراتيجية للدولة لسيناء من مسرح حرب الي أرض خير وتنمية وعمران.

وبعد توقيع الاتفاقية ظل الجانب الاسرائيلي يعرقل استكمال تحقيق اتفاقية السلام من خلال اثارة مشكلة طابا لعدم الانسحاب من مصر حتي عام 82، وتطرقنا للنزاع القانوني والسياسي لاسترداد طابا حتي عام 89 ونجحنا في ذلك ولم نفرط في حبة رمل واحدة علي مدار 22 عاما في صراع متنوع مع الجانب الاسرائيلي وما يدعمه حتي استرداد »‬آخر شبر» من طابا في مارس 89، ثم مع بداية عام 90 بدأت الدولة المشروع القومي لتنمية سيناء بمشاركة علماء مصر في كافة التخصصات ووضعوا نظرة مستقبلية تمتد لــ 20 عاما حيث تقوم الدولة بتمهيد البنية الأساسية والتحتية من مشروعات طرق وصرف صحي ومياه شرب ويقوم القطاع الخاص المتمثل في رجال الاعمال في انشاء المشروعات التنموية في منتصف التسعينيات.

وعندما كلفت محافظا لشمال سيناء في منتصف عام 97 لم أجتمع مع الرئيس الأسبق حسني مبارك ولم أتلق  اي توجيهات منه بخصوص سيناء وكذلك رئيس الحكومة بل كنا نعمل من خلال المشروع القومي لتنمية سيناء وبذلنا جهدا جبارا، كنت اقاتل من اجل معركة التنمية بزي مدني في انشاء خطوط سكة حديد وادخال المرافق من مياه وكهرباء وطرق وتليفونات الا اننا في عام 2000 مع رحيل الحكومة وقدوم حكومة د.عاطف عبيد توقفت كل المشروعات وقل الاهتمام بسبب الضغوط علي مصر ولم تعد الا مع تولي الرئيس السيسي رئاسة مصر الذي حقق طفرة لم تشهدها سيناء علي مر تاريخها.

هل انقذت ثورة 30 يونيو بيع سيناء اثناء حكم الاخوان؟
- بالفعل فمع التغيير الداخلي في مصر بعد رحيل الرئيس الاسبق حسني مبارك أتي الإخوان لسدة الحكم أعلنوا بوضوح عن رغبتهم في التنازل عن 50 كيلو من أرض سيناء وبيعها لاقامة الدولة الفلسطينية وحل الصراع الاسرائيلي العربي الا ان قواتنا المسلحة كانت لهم بالمرصاد وشعبنا العظيم خرج واطاح بهم في ثورة 30 يونيو العظيمة وأفسد المخطط.

ماذا ينقص مخطط تطوير اقليم سيناء ؟
- في وجهة نظري الشخصية لا بد من التنمية البشرية قبل التنمية العمرانية من زراعة وصناعة وتعدين، مع تحقيق تكامل بين شمال وجنوب سيناء لما يمتلكه الشمال من أرض صالحة للزراعة والصناعة مع قصر التمليك علي المصريين فقط، والجنوب لما يمتلكه من آثار سياحية فهي جنة الله علي الأرض، حتي نطور الإقليم الشرقي الذي يمثل المستقبل الاقتصادي مع ربطهما بالدلتا، مع تعيين قيادة محددة الأختصاصات تدير ـ  فلا مشاع للمسئولية ـ  من خلال تعيين نائب رئيس وزراء لأن الأعباء والمسئوليات صعبة للغاية، حتي نتحول بشكل تدريجي نحو الحكم المحلي للقضاء علي الروتين التقليدي.