استفتاء 2019.. عبقرية شعب

طوابير الشباب في الاستفتاء على التعديلات الدستورية
طوابير الشباب في الاستفتاء على التعديلات الدستورية

- الخبراء: رواية جديدة تضاف إلى سجل الوطنية..و كل أطراف عملية التصويت على قدر المسئولية
- الشباب يعود بقوة.. وتصدر المرأة وكبار السن مشهد مألوف

 

استفتاء 2019.. مشهد سياسى أعاد الى الأذهان ذكريات ثورة 30 يونيو الذى التف فيها المصريون على قلب رجل واحد..ليلبوا نداء الوطن..خروج المصريين بهذه الحشود التى امتدت من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب على مدار 72 ساعة كاملة رسالة الى العالم اجمع بأن المصريين مقتنعون بمبادىء ثورة 30 يونيو وانهم على العهد جاهزون فى الموعد حين يناديهم وطنهم.

 

مشهد الاستفتاء يستحق التقييم والرصد لما فيه من ايجابيات عديدة.. فالمراقب يرى كيف نجح الشعب المصرى وسطر رواية جديدة تضاف الى روايات الوطنية.. على لسان شيوخه ونسائه وشبابه فلم يتخلف أحد.. وايضا كيف نجحت الهيئة الوطنية للانتخابات فى تخطى هذا الاختبار فى وقت قياسى.. فمن كان يصدق أن يتم تنظيم عملية استفتاء تشمل كل ربوع الوطن وتمتد الى خارجه فى اسبوع واحد وان يتم التنظيم دون أخطاء تذكر؟.. وكيف نجح الجيش والشرطة فى تأمين عملية الاستفتاء دون حادثة واحدة.. وكيف تعامل البرلمان مع الاستحقاق الدستورى وفقا للآليات التى رسمها له الدستور؟.


رسالة العالم
فى البداية يقول د معتز بالله عبدالفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن المصريين وجهوا رسالة الى العالم مفادها أن مصر محرمة على غير المصريين وان مصيرها فى يد ابنائها واننا لا نقبل التدخل فى شئونها وأن حزام الأزمات فى المنطقة يجعلنا نتمسك بمؤسسات الدولة وبقياداتها الى أن تستقر أوضاع الدولة والمنطقة.. وحول رؤيته للمشهد وعملية التصويت فى الاستفتاء يقول: كانت المراة كعادتها سباقة الى تصدر المشهد سواء بسبب حرصها على بلدها أو بسبب اهتمام القيادة السياسية ومؤسسات الدولة بها.

 

وحول الشباب يضيف أستاذ العلوم السياسية: كان هناك تواجد لقطاع من الشباب أملا منهم فى أن تفضى التعديلات الدستورية الى مزيد من التمكين فى الحياة النيابية والمواقع التنفيذية.. وعن دور الهيئة الوطنية للانتخابات يؤكد د.معتز بالله عبدالفتاح أن وجود الهيئة بصفة عامة كان أحد مطالب الحركة الديمقراطية بأن يكون هناك هيئة مستقلة للاشراف على الانتخابات بحيث تكون بعيدة عن أى تأثير لأى جهة على العملية الانتخابية بمختلف اشكالها وبالفعل تحقق المطلب وقد أبلت الهيئة بلاء حسنا وقام القضاة بما هو متوقع منهم بتحقيق أقصى معدلات الشفافية والنزاهة.. وحول دور الجيش والشرطة فى تأمين عملية الاستفتاء يقول د معتز بالله عبدالفتاح هذه مهام أوكلت لهما بالاضافة الى مهامهم الأصلية وكانوا درعاً للوطن ضد أعدائه وكانوا سيفا للحفاظ على سلامة عملية الاستفتاء.. 


روح ٣٠ يونيو
ويقول د صبحى عسيلة خبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام أرى أن مشهد الاستفتاء تأكيد على روح 30 يونيو وأن خروج طوائف الشعب كان للتأكيد على بقاء الدولة الوطنية وأن خيارهم فى 30 يونيو كان عن قناعة ويهدم ما يحاول البعض ترديده بان احساس الاحباط قد تسلل للمصريين فهذا الاستفتاء سيظل علامة فارقة ويؤكد أن المصريين جاهزون فى الموعد لتلبية نداء الوطن.. ويؤكد أن المشهد فى عملية التصويت يوضح أن كل القطاعات كانت موجودة وكان هناك تفوق واضح للمرأة وكبار السن لاستيعابهما للمخاطر والحالة التى تمر بها البلاد وهذا لا ينفى تمثيل القطاعات الأخرى وربما يكون هناك قطاع أقل من الآخر.

 

وتشير الى أن مشهد الشباب فى هذا الاستفتاء بدا على غير المعتاد حيث كانت مشاركاتهم فى الاستفتاءات او الانتخابات المنقضية تسجل عزوفا واضحا بخلاف هذا الاستفتاء فمشاركاتهم كانت واضحة جدا.

 

وهذا يؤكد ان الاهتمام بالشباب فى الفترة الماضية وعقد مؤتمرات الشباب وتعيين عدد من الشباب فى مواقع تنفيذية لاسيما نوابا ومساعدين للوزراء بالاضافة الى توسيع قاعدة التمثيل للشباب بالبرلمان وتقليل الشرط العمرى للتمثيل البرلمانى كان محفزاً للشباب.. وقدم عسيلة تقييماً لاطراف عملية الاستفتاء ومنح العلامة الكاملة للهيئة الوطنية للانتخابات التى اتمت عملية الاستفتاء على اكمل وجه وفى وقت قياسى فنجحت فى اخراج المشهد ببراعة وبتنظيم منقطع النظير وهذا بسبب استمرارية عمل الهيئة بدلا من تشكيلها وقت اجراء الاستفتاء او الانتخابات فقط..

 

وحول تقييمه لدور البرلمان يقول ان البرلمان قام بدوره الذى اوكله له الدستور على اكمل وجه وكان مثالا للديمقراطية والشفافية فى اجراء الحوار المجتمعى الذى اسفر عن تعديلات توافقية حظيت بترحيب من كل فئات المجتمع.. وحول دور الاحزاب فى الاستفتاء يشير إلى ان اجمالى الاحزاب لم يكن لهم دور فاعل للتواصل بخلاف بعض الاحزاب التى لعبت دورا كبيرا وهذا مجهود تشكر عليه هذه الاحزاب ومنها حزب مستقبل وطن والوفد.. ويؤكد د طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن مشهد الاستفتاء بصفة عامة يؤكد أننا نجحنا فى التأكيد على فعالية المؤسسات.

 

واذا تطرقنا الى ما قام به مجلس النواب يرى أنه قام بدور ايجابى لاسيما من خلال الحوار المجتمعى والذى شهد تبادلاً لوجهات النظر واسفر عن تغيير فى القناعات وتعديل فى الصياغات لبعض المواد محل التعديل.. وأضاف أن مجلس النواب بدأ فى لحظة الضرورة بصورة مشرفة وأدار المشهد بصورة جيدة وبناء عليه فاننا اصبحنا امام فرص واعدة لتفعيل المؤسسات ومحاولة اجراء حوار مجتمعى مرتقب فى كل ما يدور فى الشأن السياسى.


يقظة أمنية
 وحول مشاركة الأجهزة الأمنية والشرطية يؤكد أنهم كانوا على قدر المسئولية ونحمد الله على حماية الوطن خلال ايام الاستفتاء..وهذا دليل على يقظة الاجهزة الأمنية.. ويضيف أن الحكومة قامت بدورها على أكمل وجه من خلال تيسير كل ما يلزم لتهيئة الأجواء لعملية الاستفتاء.. ويشير إلى أن المرأة وكبار السن تصدروا المشهد فى التصويت وهذا مشهد متكرر.. والشباب شاركوا بايجابية وهذا كان بمثابة تصويت على المستقبل وأنهم شعب ينظر إلى المستقبل ولا علاقة له بالماضى الذى تدفعه جماعات الشر للعودة لخياراتها الفاشلة. ولم ينجح إعلام الإخوان ولا تصريحاتهم ومواقفهم فى فعل شىء لأن المصريين لديهم الحنكة والخبرة الكبيرة فى التعامل مع تجربة الانتخابات ولذلك كانت المشاركة كبيرة.