رسالة من معتقل «مرشح نوبل للسلام».. أردوغان «مستبد» سيدفع الثمن باهظًا

صلاح الدين دمرداش رجب طيب أردوغان
صلاح الدين دمرداش رجب طيب أردوغان

من سجن إدرنة، بعث المعتقل صلاح الدين دمرداش برسالةٍ للشعب التركي، دعا خلالها لنبذ استبداد الرئيس رجب طيب أردوغان، قائلًا: إن الرئيس التركي سيدفع ثمناً سياسياً باهظاً بسبب "غطرسته"، حسب وصفه.

 

ولمن لا يعرف صلاح الدين دمرداش فهو النائب السابق بالبرلمان التركي، والزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، والقابع في السجون التركية منذ أكتوبر عام 2016 بعد أشهرٍ قليلةٍ من المحاولة الانقلابية في منتصف يوليو من العام ذاته، والتي كادت تطيح بحكم أردوغان.

 

وترشح دمرداش من محبسه للانتخابات الرئاسية التركية التي جرت في 24 يونيو من العام الماضي، وباشر حملته الانتخابية من المعتقل، وحلّ ثالثًا في الانتخابات خلف الرئيس رجب طيب أردوغان ومرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، محرم إينجه.

 

وصلاح الدين دمراش، المُلقب بأوباما الأكراد، هو عدوٌ لدودٌ للرئيس أردوغان، وينعته الأخير بالإرهابيٌ، لكن دمرداش وقع عليه الاختيار مطلع فبراير الماضي، ليكون مرشحًا للفوز بجائزة نوبل للسلام لهذا العام.

 

رسالة شديدة اللهجة

وفي رسالته للشعب التركي، الذي جاءت خلال مقالٍ نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، يقول دمرداش: "في السنوات الأخيرة، لم يقتصر ابتعاد حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي يتزعمه أردوغان، عن الديمقراطية فحسب، بل وعن القيم والأخلاق الإسلامية الحقيقية أيضًا. لقد تجاهل الرئيس انتقادات الفساد والظلم والطغيان، التي أصبحت عنوانا لحزبه".

 

ويضيف زعيم الشعوب الديمقراطي السابق، "يوجد الآلاف من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي، الذين يجب أن يشاركوا حاليًا في السياسة - بمن فيهم أنا - الموجود في السجن لأسباب سياسية، فيما تواصل قوات الأمن عمليات مضايقة وعرقلة لأعضاء الحزب، الذين ما زالوا أحرارًا".

 

وأردف قائلًا: "لقد تم تجريم الكثير منا واعتبارهم "إرهابيين" من قبل المسؤولين الحكوميين. ومع ذلك، فإن حزبي، الذي شاركت في رئاسته لسنوات عديدة، لا يزال يظهر قوته في الانتخابات الأخيرة".

 

وحول الانتخابات المحلية الأخيرة، رأى دمرداش أن الانتخابات المحلية الأخيرة في تركيا بعثت برسائل مهمة إلى النخبة الحاكمة في تركيا، وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان، معتبرًا أن أردوغان تعرض لهزيمةٍ مذلةٍ في الانتخابات التي كانت بمثابة استفتاء على حكمه.

 

وتكبد حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان خسائر عدة في الانتخابات المحلية، وفقد السيطرة على 5 من أكبر المدن في البلاد، وعلى رأسها مدينة اسطنبول، معقل الحزب الحاكم، إضافةً إلى بلدية العاصمة أنقرة وإزمير وأنطاليا وضنة.