شيماء سيف: نفسي أبكى الناس !

شيماء سيف
شيماء سيف

طالب المشاركون في ندوة الفنانة الكوميدية شيماء سيف، على هامش "مهرجان الشارقة القرائي للطفل" بأن تتراجع عن فكرة  دخول مجال الأعمال " التراجيدية " ، وأن تخصص كل جهدها الفني المستقبلي لرسم البسمة على وجوه متابعيها ، جاء الطلب ردا على قول الفنانة أنها تفكر في أن تقتحم مجال "التراجيديا" لكي تبكي الناس كما أسعدتهم، ولتثبت أنها فنانة قادرة على تجسيد كل الأدوار التي تسند إليها.

وفي حوار مفتوح مع الجمهور قدمت الفنانة الأردنية القديرة قمر الصفدي مداخلة، أوضحت فيها أن العمل في المجال الكوميدي أصعب بكثير من الأعمال الدرامية والتراجيدية، مشيرة إلى أن الكوميديا تدخل مباشرة إلى القلوب وتحدث تأثيراً طيباً في نفوس الأطفال وينعكس على واقع حياتهم.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية أدارتها الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، ضمن فعاليات الدورة الـ11 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، خلال الفترة من 17 أبريل الجاري وحتى 27 من الشهر ذاته في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار "استكشف المعرفة".

وتناولت الجلسة التي شهدت تفاعلاً كبيراً من الحضور، تجربة الفنانة وانطلاقة مشوارها في عالم الفن والتمثيل، حيث بينت أنها قدمت العديد من الأعمال ذات الأطياف الفنية المتنوعة، غير أنها وجدت نفسها أكثر قرباً من البرامج الكوميدية التي تعنى بالطفل.

وأكدت الفنانة أنها سلكت طريق الفن المخصص للأطفال، نظراً للعفوية التي يمتلكها الصغار، والتي تجعلهم يتحدثون على سجيتهم، فضلاً عن شح المنتج الإعلامي الهادف الذي يحمل مضامين توعوية وتربوية للأطفال، في إطار كوميدي يتيح للصغار فرصة التعبير عن الذات دون قيود.

وحول برنامج "مس أندرستاند " أوضحت سيف أن البرنامج لا يستند إلى سيناريو ونصوص مسبقة، حيث يرتكز العمل على عدد من الأفكار التوعوية التي يتم التوافق عليها، بهدف إتاحة الفرصة للأطفال المشاركين التصرف على طبيعتهم، وعدم تقييد حريتهم بالنصوص، بغية إحداث التأثير المطلوب.

وبينت سيف أن الفقرات التي قدمتها خلال البرنامج أخرجت الطفلة بداخلها، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على الجو للبرنامج، وكذلك بين الجمهور الذي بات يتابعه بشغف، نظراً لتفرد فكرته التي تقوم على عدم تقييد الأطفال بنصوص أو أدوار معينة، سوى تلك التي تحتاج إلى بعض المهارات الخاصة.

وفي ردها على سؤال مديرة الجلسة حول رغبتها أو تفكيرها بالكتابة المتخصصة للأطفال، اعترفت الفنانة أنها لا تمتلك الملكة اللازمة من أجل التأليف، وتكتفي بقدرتها على إسعاد الأطفال والأسر، ورفع مستوى الوعي لديهم من خلال أعمالها الفنية المتميزة، التي تهدف إلى تقديم نصائح ومعلومات مفيدة للأطفال في قالب كوميدي.

 وألهبت إحدى الطفلات المشاركات عبر مداخلتها حماس الحضور، وزادت من تفاعلهم حين توجهت إلى الفنانة بسؤال تبدي فيه رغبتها بأن يمتلك كل الأهالي القدرة على التعامل مع أطفالهم كما تمتلك الفنانة، الأمر الذي أضفى على الجلسة مزيداً من التفاعل الفكاهي.

وفي تعليقه على هذه المداخلة أشار أحد المشاركين من الحضور إلى أن جملة هذه الطفلة تختصر مسيرة الفنانة المصرية الكوميدية، التي اتفقت معه بتأكيدها أن هذه المداخلة واحدة من بين أكثر الكلمات تأثيراً في حياتها، مما يدفعها إلى الحرص على انتقاء أعمالها النوعية والهادفة، بغية إطالة عمرها الفني، وتقديم الأفضل والأجود من البرامج للأطفال.

وحول المحتويات التي تقدم للأطفال في شتى أرجاء العالم العربي، أوضحت سيف أنها فقيرة مقارنة مع المجتمعات الغربية، مشددة على ضرورة إثراء المحتويات المقدمة للطفل العربي، وزيادة إنتاجها، مشيدة بالتجربة التي قدمتها إمارة الشارقة عبر معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، ومهرجان الشارقة السينمائي، وغيره من الفعاليات التي تفتح الباب على مصراعيه للتخصص في الأعمال والمحتويات التي تعنى بالطفل.

وقبيل اختتام الجلسة وجهت الفنانة شيماء سيف رسالة إلى الأسر، بضرورة مصادقة الأبناء في إطار لا يتجاوز الاحترام، بالإضافة إلى تحديد فترات استخدام الأجهزة الذكية، محذرة من المحتويات التي تعرضها هذه الأجهزة، كما طالبت الأطفال بضرورة مواصلة المراحل التعليمية، والتوجه نحو التخصص الذين يجدون لديهم شغفاً اتجاهه، مشيرة إلى أن الطفل الذي لديه رغبة في احتراف العمل الفني عليه التوجه إلى المسرح باعتباره بوابة الفنون.