أبو الغيط: العلاقات العربية الروسية شهدت تطوراً كبيراً خلال السنوات العشر الماضية

 أحمد أبو الغيط
أحمد أبو الغيط

أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، أن العلاقات العربية-الروسية شهدت تطوراً كبيراً خلال هذه السنوات العشر الماضية، على كافة الأصعدة، وقال: "وها نحن نجتمع اليوم لنؤسس لشراكة استراتيجية كاملة تشمل مختلف المجالات، وتُحقق المصلحة المتبادلة للجانبين".

جاء ذلك خلال كلمته باجتماع الدورة الخامسة لمنتدى التعاون العربى الروسى، الذى انطلق اليوم فى العاصمة الروسية موسكو بحضور سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى، ووزراء الخارجية العرب.

وأكد أبو الغيط أن آفاق التعاون العربي-الروسي تبدو واعدة ومبشرة، فهي علاقة تقف على أساس بين كتلتين حضاريتين غنيتين، لديهما من التجربة التاريخية والعمق الثقافي والإنساني ما يؤهلهما لبناء شراكة أوسع ونسج أوصر صداقة أكثر رسوخاً وامتداداً، والحق أنه يجمعنا بموسكو تاريخ طويل من التعاون والرؤى المشتركة، ولروسيا، رصيدٌ كبير لدى الشعوب العربي.


وقال: "إننا نُثمن المواقف الروسية من القضية الفلسطينية التي تواجه تحديات غير مسبوقة تستهدف مقوماتها الرئيسية، ومحدداتها التي تحظى بإجماع دولي، وتمثل كافة الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية في العامين الأخيرين، وعلى رأسها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتبتعد بنا عن حل الدولتين، الذي يُمثل الصيغة الوحيدة المعقولة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية، ومن هنا فإننا نطلب من روسيا أن تستمر في دعمها للمواقف الفلسطينية والعربية، خاصة في مجلس الأمن، للتعامل مع هذه الهجمة الشرسة التي يواجهها الفلسطينيون، والتي تتواصل فصولها بصورة تُهدد القليل الذي تحقق منذ بدء مسيرة العملية السلمية.


كما أشاد أبو الغيط بالموقف الروسي والرافض للإعلان الأمريكي الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وأكد على أهمية أن يبقى هذا الموقف الأمريكي وحيداً على الصعيد الدولي، لما ينطوي عليه من سابقة خطيرة تضرب المبدأ الرئيسي الذي تأسست عليه مختلف جولات التفاوض بين الدول العربية وإسرائيل، وهو الأرض مقابل السلام، وقال: "إننا نعول على الاتحاد الروسي، العضو في مجلس الأمن، الاستمرار في مساندة ودعم هذا الموقف المبدئي".  

وأكد أبو الغيط أن واقع الأزمة ما زال يُخيم على بعض دول المنطقة العربية، ولا تزال كُلفة الصراعات والحروب في كل من اليمن وسوريا وليبيا تفوق قدرة هذه المجتمعات على الاحتمال، بل وتمتد تبعات هذه الأزمات إلى محيطها بصور مختلفة، وإن كان هناك من قاسم مشترك بين هذه الأزمات الثلاث، فهو استحالة تسويتها من دون الاحتكام إلى حل سياسي شامل، يحفظ للأوطان وحدتها واستقرارها وسيادتها وسلامة مؤسساتها، ويحقق للشعوب رغباتها وتطلعاتها، ويبعد عن البلاد شبح التفكك أو السقوط في هوة الفوضى.

وقال: "لقد رأينا جميعاً أن البلدان التي تُعاني فراغاً في السلطة، واحتراباً داخلياً ممتداً، تصبح لقمة سائغة لجماعات الإرهاب ودعاة الخراب..وهناك تطابق في الرؤى بين الجانبين العربي والروسي حول أهمية تضافر كافة الجهود لمواجهة الإرهاب، ممارسة وفكرا ًوتنظيمات، باعتباره أخطر تهديد يواجه تماسك المجتمعات المعاصرة، ويضرب أسس استقرارها".

وأضاف: "أننا نتابع الجهود الروسية من أجل الوصول الى تسوية للأزمة في سوريا، وجلب الاستقرار إلى هذا البلد.. ونؤكد أن صراع الأجندات على الأراضي السورية لن يُساعد في تحقيق مثل هذا الاستقرار، بل يُطيل الأزمة، ويُسهم في تعقيدها.. ونشدد على أن الافتئات على السيادة السورية أو محاولة اكتساب مواطئ أقدام على أرض هذا البلد العربي سواءبتغيير الديموغرافيا أو إعادة ترسيم الجغرافيا، لن يكتب لها النجاح، ولن تُخرج البلاد من دائرة الفوضى والصراع الدامي".

وشدد أبو الغيط على أن العلاقات العربية الروسية لا تقتصر على الأبعاد السياسية والاستراتيجية، فالعلاقات الاقتصادية العربية الروسية تشهد نمواً كبيراً ومتواصلاً، وكان حجم التبادل التجاري بين الجانبين وقت توقيع مذكرة التعاون عام 2009 حوالي8 مليار دولار، ارتفع إلى 14 مليار دولار عام 2013 مع إطلاق الدورة الأولى للمنتدى، وصولاً إلى 21.7 مليار دولار عام 2018.

وأوضح أن تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين يتطلب منا دعم مجلس الأعمال العربي الروسي، ومشاركة القطاع الخاص ورجال الأعمال والمستثمرين العرب والروس في استكشاف فرص الاستثمار على الجانبين وتذليل ما يواجهونه من عقبات.

كما أشار إلى أهمية  تنفيذ مقترح إقامة مركز ثقافي عربي في موسكو ، والذي جرى اعتماده في اجتماع الدورة الثالثة للمنتدى، والذى سيمثل نقطة التقاء وجسراً لا غنى عنه للتواصل بين ثقافتين غنيتين لدى كل منهما ما تقدمه للأخرى، بل لدى كل منها شغفٌ واهتمام بالثقافة الأخرى.