احتفالاً بـ «مئوية نقابة المحامين»| الرئيس اللبناني "العدل أساس الملك"

الرئيس اللبناني ميشال عون
الرئيس اللبناني ميشال عون

احتفل الرئيس اللبناني ميشيل عون، بمئوية نقابة المحامين اللبنانية بكتابة عدة تغريدات على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، موجهاً رسالة إلى المحامين تنص على أن «العد أساس الملك والمحاميين أهم مداميك العدل». 


وجاءت أول تغريدات عون قائلاً :" في احتفال مئوية نقابة المحامين: "العدل أساس الملك".. وإذا كان العدل الركيزة الأساس للحكم فأنتم أيها المحامون أحد أهم مداميك العدل وجناح من أجنحته، تجدّون وتتعبون من أجل إحقاقه، ولعل تعبكم الأكبر هو في إرساء التوازن بين حقوق موكلكم وبين تحقيق العدالة". 


وأضاف عون :" حق الدفاع المقدس يدخل ضمن مفهوم ضمانات المتقاضي المنصوص عنها في المادة 20 من الدستور اللبناني، وهو يتساوى مع ضمانة القاضي كي يستقيم ميزان العدالة". 


وأشار في تغردية أخرى :" قليلة هي المهن التي تفرض قسم يمين قبل المباشرة بها؛ في الجندية تُقسم يمين الذود عن الوطن، في الطب تُقسم يمين صون حياة الإنسان والعناية بالصديق كما بالعدو، أما في المحاماة فأنتم تقسمون يمين المحافظة على سر المهنة والعمل بأمانة والتقيد بالقوانين والأنظمة والالتزام بالأخلاق". 


وقال الرئيس اللبناني :" القسم ليس مجرد كلمات تتلى وتُنسى في ما بعد، بل هو حارس الضمير وهو التزام يرافق صاحبه على الدوام ويرسم طريقه، وقسمكم الذي تؤدونه يرسم لكم الطريق الصحيح للنجاح المهني وأيضاً الأخلاقي، وهو حصانتكم ولا أعني الحصانة القانونية بل تلك الأخلاقية التي تحمي وتصون من كل أنواع الفساد".


وأكد الرئيس اللبناني على :" المحاماة هي أقرب الى الرسالة منها الى المهنة، وهذا ليس بكلام شاعري بل واقعي، لأن السعي الى إظهار الحقيقة وإحقاق العدالة قد يكون مكلفاً، وهو جوهر عملكم". 


وأسرد عون :" إن سيرة لبنان مع الحقوق طويلة تعود إلى القرن الثاني حيث احتضنت بيروت أول وأهم مدرسة للحقوق وأضحت بحق أم الشرائع ونقابتكم التي تأسست عام 1919 يمكن أيضا أن نسميها وبحق، أم النقابات. ولعله من أهم ومضاتها تبنيها الدائم للقضايا الوطنية الكبرى والدفاع عن الحريات العامة". 


وأكمل كلمته في عدة تغريدات أخرى كالتالي :" إن أركان القضاء ثلاثة من أرباب الحقوق، يكمّلون بعضهم البعض لإجلاء الحقيقة بكل جوانبها، وأعني القاضي والمدّعي العام والمحامي، ولا يكتمل إحقاق الحق بدونهم أو إذا أصاب الخلل أي ركن منهم". 


وأضاف :" إن القضاء هو الحجر الأساس لقيام دولة الحق والقانون، فلا دولة بدون سلطة قضائية مستقلة نظيفة تـنـشـد العدالة والحقيقة، وأعيد التذكير هنا بما قاله ونستون تشرشل إبان الحرب الثانية وعندما كانت لندن تحت قصف الطائرات: "طالما القضاء لم يزل بخير فإن بريطانيا بألف خير".


وقال أيضاً :" تطهير الجسم القضائي كان أولى أولويات حربنا على الفساد، فالقضاء يجب أن يبقى فوق الشبهات، كامرأة قيصر، كالملح الذي لا يجوز أن يفسد. قضاء يتصدى لكافة أشكال الفساد ويقف سداً منيعا بوجهه، وباستقلاله يحرس العدالة ويحميها فيطمئن له المواطنون، إذ كيف يمكننا أن نحتكم إلى من لا ثقة لنا به؟". 


وأوضح الرئيس اللبناني قائلاً :" القضاء - السلطة الذي نرنو إليه ليس حتما قضاء السلطة السياسية، أي القضاء المستتبع سياسياً والذي يصبح فيه القاضي أسير المرجعيات، في حين  أن القضاء يجب أن يكون سلطة دستورية مستقلة بمفهوم المادة 20 من الدستور، تنقي ذاتها بذاتها وفق الآليات المعتمدة قانوناً، من دون تشهير أو ابتزاز". 


وأكد عون :" إيماناً مني بأن القضاء هو ركن من أركان الدولة التي إن فقدت ركنا أصابها الوهن والاندثار، دعوت لمؤتمر يبحث شؤون القضاء في لبنان، ويجري الإعداد له حالياً وسيعقد قريبا في القصر الجمهوري تحت عنوان "من أجل عدالة أفضل".


وفي نهاية كلمته أكد الرئيس البناني على :" إن الهدف من هذا المؤتمر هو إطلاق حوار وطني صريح بين جميع المكونات المعنيّة بالعدل والعدالة، للإضاءة على مكامن الخلل في الوضع القضائي الحالي وأسبابه وكيفية استنهاض السلطة القضائية المستقلة وفقاً لمفهوم المادة 20 من الدستور اللبناني، إن ضياع العدالة يدمّر الفرد والمجتمعات؛ فالظلم حليف الباطل، ومهما كان ثمن العدل مرتفعاً فإنه يبقى أقل كلفة من الظلم". 


ختاماً وتقديراً لجهود نقابة المحامين المستمرة منذ مئة عام في ميدان إحقاق العدالة، أمنحها وسام الاستحقاق اللبناني المذهب من الدرجة الأولى، كما أمنح النقيب اندريه الشدياق وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط تقديراً لتفانيه في خدمة الوطن والعمل النقابي.