يزينها «أبو الهول» المغربي.. إفران «سويسرا العرب» على قمة الأطلسي

إفران «العالمية»
إفران «العالمية»

بلد عربي حولته الطبيعة إلى بؤرة أوروبية، وجعلت منه موقعا سياحيا بل ومركزا لتصوير مشاهد هوليودية.. هنا في مدينة إفران المغربية، بدا كل شيء مختلفاً فالتراب عربي لكنها «سويسرية» الهوى، فوسط الصحراء تظهر تلك البقعة لا يخلو منها شبر إلا وتبتلعه المناظر الخلابة وجمال الطبيعة، ونظافة الشوارع ونقاء الهواء، والأهم الهدوء.

 

في 2018، اعتلت «إفران» قمة هرم المدن على الخريطة السياحية العالمية، مستندة إلى موقعها غير العادي على قمم جبال الأطلس المتوسط، لتصبح ثاني أنقى وأنظف مدينة على الكرة الأرضية، بعد مدينة «كالغاري» الكندية، مُتقدّمة على مُدن شهيرة، حسب تصنيف موقع «إم بي سي تايمز»، ما جعل المغاربة يطلقون عليها «سويسرا العرب».

 

تأسيس مدينة «إفران»

 

على ارتفاع 2640 مترًا تقع مدينة إفران فوق مستوى سطح البحر الأبيض المتوسط، حيث بنيت على يد الفرنسيين في ثلاثينات القرن الماضي، وتحديدًا خلال سنوات الاحتلال.

 

حينها كان الاحتلال الفرنسي يستخدم مدينة إفران كـ«محطة التل»، ولعل ما جذب الفرنسيون إلى هذه المدينة ولا يزال يجذب المغاربة الأثرياء إليها، هو المناخ البارد خلال فصل الصيف.

 

نظافة بـ«القلم والمسطرة»

 

مستوى عالٍ من النظافة تشهده مدينة إفران المغربية، حيث تمتلئ جنبات شوارع المدينة بصناديق قمامة خشبية لا يفصل بين الواحد والآخر أكثر من 50 مترا، ونادرا ما تصادف ورقة ملقاة في الشارع.

 

إضافة إلى النظافة، تتميّز المدينة بالأمن، ففيها من الصعب أن يسمع سكانها عن وقوع جريمة، وهنا يقول أحد المواطنين: «يمكنك أن تنام في الشارع مُطمئّنا، وبدون خوف».

 

ليس هذا فحسب؛ بل تتميز إفران بالهدوء، ومن النادر سماع منبهات «كلاكسات» السيارات، بالإضافة إلى منظومة إشارات مرور صُممت ليكون المشاة المترجلون في المدينة لهم حق الأولوية في المرور عن السيارات.

 

إجراءات مشددة وضعت للحفاظ على نظافة بيئة «إفران» كانت على رأسها عدم إقامة أي محطة وقود داخل المدينة نهائيًا.

 

جامعة الأخويين

 

أنشأ الملك الحسن الثاني، سنة 1995 جامعة الأخوين بمدينة إفران، بتمويلٍ من المملكة العربية السعودية، وسميت بهذا الاسم كناية للمحبة بين ملك المغرب الحسن الثاني والعاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز.

ويدرس في الجامعة ما يزيد على 2000 طالب وطالبة، وتتجاوز مصاريف الدراسة بها 10 آلاف دولار سنويًا،  في الوقت الراهن، وكان للجامعة دور كبير في تنشيط الدورة الاقتصادية في المدينة الصغيرة.

 

شجر الأرز

 

لمئات السنوات ظل عالق في أذهان العرب أن شجر الأرز يعني لبنان فقط؛ لكن المفاجأة أن مدينة إفران المغربية، أزاحت الستار عن موقع عربي يحتوي على أكبر غابات شجر الأرز في العالم، حيث تتزين تتزين المدينة بغابات الأرز بفصل الربيع.

 

أما شجرة الأرز فتتميز بمقاومتها للأمراض مما جعلها من الأشجار العتيقة والمعمرة حيث يمكن لتلك الشجرة أن تعيش ما يقارب الـ 3000 سنة، والغالبية منها اليوم ترقى أعمارها إلى ألف سنة تقريباً.

 

ولكن أشهر أنواع شجر الأرز هو اللبناني وهو حالياً مهدد بالانقراض، وأرز بيروت من أقدم أنواع تلك الأشجار، وبعضها يعتبر الأقدم في العالم.

 

أقدم شجرة أرز في المغرب توجد في مدينة إفران وتدعى شجرة «كورو»، وهي أيضاً أقدم أشجار الأرز في القارة الأفريقية إذ يفوق عمرها 800 سنة، ولقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى مكتشفها الجنرال الفرنسي هنري جوزيف كورو، الذي كان مندوبا لسلطات الاحتلال الفرنسي في المنطقة.

 

أسد أطلس المغربي 

 

بجسد يشبه تمثال أبو الهول المصري، وإن كان بحجم صغير، إلا أن أسد أطلس المغربي يمتزج بفصل الشتاء، ليصبح قبلة غير عادية للزائرين؛ إذ تنخفض درجات الحرارة في إفران إلى ما دون الصفر وتغطي الثلوج سفح الجبال المحيطة بها.

 

مع بداية فصْل الصيف تبدأ ثلوج إفران في الذوبان ويغزو اللون الأخضر كافة الولاية التي تكتسي بالأشجارُ والحدائق، والتي يتسم طقسها بالاعتدال نهارا، وتنخفض درجة الحرارة مع نسمات البرد على المدينة.