نبض السطور

خالد ميري يكتب من واشنطن: علم مصر في قلب أمريكا

خالد ميري
خالد ميري

الساعة الواحدة ظهرًا بتوقيت أمريكا.. السابعة مساء بتوقيت القاهرة.. وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي «الإثنين» إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، وسط حفاوة بالغة من الجالية المصرية ورجال الإدارة الأمريكية، قبل أن تجمعه ظهر «الثلاثاء» القمة السادسة المرتقبة مع الرئيس الأمريكي ترامب.

في قلب واشنطن وأمام البيت الأبيض رفرف العلم المصري عاليًا في يد أبناء الجالية، الذين تجمعوا من كل الولايات للترحيب بزعيم مصر وهم يرفعون صوره عالية.. ويؤكدون تأييدهم الكامل لخطواته القوية السريعة الناجحة لبناء مصر الحديثة، وأيضا رفضهم الكامل للممارسات الإرهابية لجماعة الإخوان ومعهم كل من باع ضميره ووطنيته مقابل حفنة من الدولارات، والأجمل أن أعضاء الجالية أصروا على ارتداء شعار مصر ٢٠٣٠ في إشارة لخطة استكمال البناء والتعمير وتحقيق الانطلاقة الكبرى والتنمية المستدامة وتوفير الحياة الكريمة التي يستحقها شعب مصر. 

فور وصول الرئيس إلى مقر إقامته بقصر بلير هاوس بجوار البيت الأبيض، استقبل في مقر إقامته وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريدكوشنر، حيث كانت الحفاوة الأمريكية واضحة بزيارة الرئيس، وأكد بومبيو وكوشنر أن مصر هى مركز الثقل بالشرق الأوسط، وأن الشراكة الإستراتيجية بين البلدين فى منتهى الأهمية للحفاظ على أمن واستقرار الشرق الأوسط، وأكد وزير الخارجية الأمريكي أن محادثات السيسي - ترامب هدفها دعم مسيرة التعاون بين البلدين، وأن الإدارة الأمريكية ملتزمة بتعزيز كل أشكال التعاون مع مصر خاصة بعد النجاح المصري الكبير في الحرب على الإرهاب، وجهود زعيم مصر الملموسة لتحقيق التنمية المستدامة، كما كانت قضية فلسطين حاضرة في المحادثات لتؤكد مصر من جديد على لسان رئيسها دعمها لأي جهد مخلص يهدف لتحقيق السلام الشامل والعادل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كما أكدت مصر أنه لا حل لقضايا ليبيا وسوريا واليمن إلا الحل السياسي الذي يحافظ على كيانات الدول الوطنية.

الثقل السياسي الكبير لمصر كان عنوانا للبداية الناجحة للزيارة الثانية للرئيس السيسي إلى واشنطن، فكبار المسئولين بالإدارة الأمريكية أكدوا أن مصر ركيزة أساسية للحفاظ على أمن واستقرار الشرق الأوسط، وحرصهم على تعزيز العلاقات القوية التي تجمع البلدين في كل المجالات سياسيًا واقتصاديًا وتجاريًا وعسكريًا وأمنيًا.

وتواصل النجاح خلال القمة التي جمعت الزعيمين السيسي وترامب بالبيت الأبيض، والتي بدأت ظهر «الثلاثاء» بتوقيت أمريكا، وتواصلت على مأدبة غداء أقامها الرئيس الأمريكي للتعبير عن الحفاوة والسعادة الكبيرة بزيارة رئيس مصر، والإصرار على فتح كل آفاق التعاون في كل المجالات.

بعد ثورة ٣٠ يونيو العظيمة ظلت الإدارة الأمريكية في عهد أوباما تصر على عدم فهم حقيقة ما حدث، وكيف شارك ٣٠ مليون مصري في واحدة من أكبر وأهم الثورات في تاريخ العالم، ومنذ وصول ترامب إلى الحكم عادت العلاقات قوية وانطلقت إلى الأمام على خطى ثابتة للشراكة الإستراتيجية، علاقات أساسها الاحترام والثقة وتحقيق المصالح المشتركة وعدم محاولة فرض إرادة أو رؤية، فمصر - السيسي لا تقبل إلا بعلاقات أساسها الاحترام والمصالح، لا تعرف إملاءات ولا تقبل أي محاولة لفرض أي رأي.

منذ رفرف العلم المصري في قلب واشنطن أول أمس وكل ما ينشر أو يقال عن القمة المصرية - الأمريكية يؤكد النجاح غير المسبوق للزيارة، والتي تنتهي «الأربعاء» بمغادرة الرئيس ولكن نتائجها ستظل تتحقق يوما بعد يوم، لترجمة العلاقات القوية إلى مشروعات تعاون في كل المجالات، مشروعات ترى طريقها إلى النور مع كل إشراقة شمس.