«الكتائب الإلكترونية».. أذرع نشر الشائعات وحروب الجيل الرابع لتخريب الوطن

«الكتائب الإلكترونية».. أذرع نشر الشائعات وحروب الجيل الرابع لتخريب الوطن - صورة مجمعة
«الكتائب الإلكترونية».. أذرع نشر الشائعات وحروب الجيل الرابع لتخريب الوطن - صورة مجمعة

- «الإفتاء» تحرم وتصف مروجي الشائعات بـ«المرجفين».. والعقوبة 3 سنوات

- «عبدالعزيز»: أخطر عيوب السوشيال ميديا وانتشرت بعد الربيع العربي.. وهذه طرق المواجهة

- «صادق»: تهدف لإحباط الجمهور وتشكك في الإنجازات وتستهدف الجيش والشرطة والقضاء

- «علم الدين»: أحد أساليب جماعة الإخوان.. و«عبد المجيد»: الإعلام الوطني عليه هذا الدور

 

باتت الكتائب الإلكترونية على الإنترنت وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا»، أذرعا لنشر الشائعات وحروب الجيل الرابع، بهدف تخريب الوطن وهدم الاستقرار والتشكيك في الإنجازات، وتكمن الخطورة في تصديق بعض مرتادي صفحات «السوشيال ميديا» لهذه الشائعات، ما يتطلب دق ناقوس الخطر حول خطر تلك الكتائب الإلكترونية على المجتمع ومستقبل بناء الوطن.

 

وتناقش «بوابة أخبار اليوم» مع خبراء الإعلام والقانون خطر الكتائب الإلكترونية، وكيفية مواجهتها؟ ودور وسائل الإعلام في توعية الرأي العام ونشر المعلومات الصحيحة، كذا نعرض لموقف الشرع من نشر الشائعات.

 

أخطر عيوب «السوشيال ميديا»

 

في البداية يقول د. ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامي،  إن الكتائب الإلكترونية تعتبر أحد أخطر عيوب السوشيال ميديا، والتى شهدت أوج ازدهارها مع الربيع العربي الذي شهدته المنطقة العربية اعتبارًا من 2011.

 

وأكد «عبدالعزيز»، أن هناك ما يسمى بـ«بوتات» أو أدوات التقنية التي تقوم بالتأثير في مجرى النقاش الدائر على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك من أجل تعزيز أو الإساءة  لطرف أو فكرة، موضحاً أن من أهم الأمثلة اللجان التي تنشأها بعض الحكومات العربية والأجنبية وبعض اللجان التي تنشأها بعض الجماعات مثل داعش وجماعة الإخوان المسلمين.

 

وأضاف أن لوسائل الإعلام دورا هاماً فيما يخص الكتائب الإلكترونية؛ فلابد أن تدرك أن كل ما يظهر على السوشيال ميديا لا يعكس الحقيقة بذاتها، ولكنها تعكس وجهات نظر مصطنعة أو مختلفة لذلك يجب التعامل معها بحرص وحذر، ويجب على وسائل الإعلام أن تتحرى من وجود هذه اللجان، وأن تكشف للرأي العام طرق عملها، وأن يقوموا بتوعية الجمهور فيما يخص الكتائب الإلكترونية.

 

إحباط المجتمع

 

وفى نفس السياق، أوضح الدكتور سعيد صادق، أستاذ الإعلام السياسي بالجامعة الأمريكية، أنه من المعروف أن الكتائب الإلكترونية تشن حرب إعلامية وإلكترونية وتكون لها التأثير النفسي السياسي والإعلامي، وذلك عن طريق أخبار مُتعمد نشرها لإحباط  الجانب المستهدف والمبالغة فى عرض أوضاع الدولة ونقاط ضعفها وتضخيمها.

 

وأضاف أن فكرة الكتائب الإلكترونية بدأت من عام 1990 عن طريق خيرت الشاطر وكان يترأس مراكز بيع حاسب آلي ويعمل معه شباب وكانوا هؤلاء نواة الكتائب الإخوانية الإلكترونية، بعد ذلك ساعد على انتشارها تطور وسائل التواصل الاجتماعي ومساعدة الحكومة القطرية ومخابرتها وكذلك تركيا ومخابرتها واستخدام بعض القوى الثورية.

 

وأشار «صادق»، إلى أن بعض المواقع تقوم بنشر أخبار بغرض الإحباط أو المبالغة وتحطيم مسئولين، مضيفا أن الخطاب الإعلامي لهذه الكتائب يركز على الجيش والشرطة والقضاء والأوضاع الاقتصادية وحقوق الإنسان، وتلك هي المواضيع التي تتخصص فيها الكتائب، والمواطن المصري يستقي معظم معلوماته الآن من وسائل التواصل الاجتماعي.

 

وأكد أن معظم تلك الكتائب تكون من خارج الدولة المصرية، بالإضافة إلى أن تلك الكتائب تعلم الأخبار التي يقوموا بنشرها عن طريق أجهزة المخابرات القطرية والتركية، أو عن طريق خبر تم نشره في الجرائد المصرية ويقومون بتضخيمه، وقمة نجاح تلك الكتائب عند نشر أخبار في وقت معين تكون فيه الدولة غير مستقرة لأي سبب فيحدث فوضى ويصدق المجتمع تلك الشائعات.

 

واختتم «صادق»، حديثه قائلا: «إنه للتصدي لتلك الكتائب يجب بناء إعلام وطني قوي مؤهل للرد على الشائعات أولا بأول، وقول الحقائق لتكذيب تلك الأخبار، وذلك لاستعادة مصداقية الإعلام، إلى جانب أنه يجب على الإعلام كشف المواقع الإلكترونية لتلك الكتائب لكي يتم معرفتها وتجنب معرفة الأخبار من عليها أو تصديق أي خبر يتم نشره من اتجاهها، وتوعية المجتمع بما تقوم به تلك الكتائب».

 

خراب ودمار

 

أما الدكتور محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، فيرى أن الدعاية التي يمارسها أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية أسلوب من الأساليب العقيمة التي يلجأون إليها بعد فشل كل الطرق التي استخدموها من أجل زعزعة الأمن والاستقرار في مصر، وبعد سقوط أسهمهم في المجتمع المصري وفشلهم في كسب ثقة الشارع المصري.

 

وأشار إلى أن الفوضى والشائعات هي الأسلوب الذي تعتمد عليه جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وأعوانها، ضد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بل ضد القوات المسلحة الحامية للبلاد، وأن يجلبوا الخراب والدمار لكل شوارع مصر.

 

وأضاف «علم الدين»، أن هناك وسائل متعددة يلجأ إليها الإخوان في الترويج لشائعاتهم بداية من نشر أخبار مغلوطة وصور مفبركة، وكلمات محددة يتفقون على نشرها في وقت واحد على شبكات التواصل الاجتماعي، حتى تأخذ صدى أوسع كأنها حقائق ومعلومات مؤكدة، على الرغم من أنهم لا ينشرون أي دليل على صدق ما يدعون، فهم على سبيل المثال يتحدثون عن خسارة في شركات الإنشاءات والبناء الخاصة بمشروعات الطرق والكباري، والخسارة التي يؤكدونها ليست سوى كلمات مرسلة يطلقونها لإثارة الفوضى والبلبلة كنوع من الحرب النفسية، وهذا ينطبق أيضاً على شائعة قناة السويس الجديدة وأنها لن تضيف إلى الاقتصاد المصري، بالإضافة إلى أن القوات المسلحة تحتكر المواد الغذائية، وشائعة ارتفاع أسعار الطاقة وغيرها من الشائعات المغرضة التي تهدف للنيل من الوطن.

 

تنظيمات فاشلة

 

وذكرت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن ألاعيب جماعة الإخوان الإرهابية لا تنتهي، وأنها تحاول الوصول إلى السلطة بكل الوسائل حتى لو كانت هذه الوسائل غير شرعية والتي تنافي تعاليم الدين الذي يدعون أنهم يعرفونه جيداً ويطبقون تعاليمه، وهى من أكثر التنظيمات الفاشلة، خاصةً أنها لم تحقق أي إنجاز طوال تاريخها منذ نشأتها في 1928.

 

الإعلام.. وتشكيل الوعي

 

وترى د. ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقاً، أن الوعي عملية تراكمية ويتكون من منظومة التعليم والإعلام والثقافة، موضحة أن تأثير التعليم والثقافة بعيد شيئًا ما، أما الإعلام فتأثيره يكون بشكل مباشر، لكونه ينقل لنا أحداث كل لحظة وكل يوم، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» والإعلام الإلكتروني.

 

وقالت عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقا،ً إن الوعي الحقيقي يمر بعدة مراحل، أولها توفير المعلومات كافية وصحية ودقيقة عن الحدث أو القضية، وبعد ذلك تقديم فهم واضح من قبل وسائل الإعلام للحقائق والوقائع والأحداث، لكي تكون دقيقة وموثقة، بعد ذلك شرح التداعيات والتفاصيل، ثم تكوين الآراء بالمعلومات والتعرف على الآراء الأخرى، ومن ثم تكوين الاتجاه والرأي السديد.

 

وأكدت أستاذة الإعلام، أنه بالنسبة للوعي الزائف فيتكون من المعلومات المغلوطة بوسائل التواصل الاجتماعي، وتكرارها بشكل مختلف حتى يعتقد الجمهور بها ويصدقها، لافتة إلى أنه يتم بناء عليه مواقف وسلوكيات غير حقيقة، مستطردة: "هذا النوع من الوعي يضر الجمهور والشباب ويدمر المجتمع، كما يهمش الشباب ويحول مسارهم عن أهدافهم، كما يخلق نجوم زائفة مثل بعض الفنانين والراقصات ولاعبي الكرة بعيدًا عن التركيز عن تضحيات شهداءنا وجهود أطبائنا وامتيازات الطلبة المتميزين"، متابعة: "وبالتالي يكون وعي غير حقيقي يبعد المواطن عن أهدافه الحقيقية".

 

وشددت ليلى عبد المجيد، على ضرورة الاهتمام بالإعلام الوطني الذي يبني الوعي الحقيقي ولا يزيفه، مضيفة: «أما شبكات التواصل الاجتماعي زائفة، لكنها إذا قدمت معلومة سليمة فهي بالتأكيد تلعب دورًا مهمًا في بناء الوعي ليست منفصلة عن التعليم والثقافة»، لافتة إلى أهمية الاهتمام بالمنظومة بالكامل وتحديثها لبناء الوعي المجتمعي الحقيقي الذي يعبر عن المجتمع المصري، ويوضح ماذا نريد الوصول إليه مستقبلًا؟

 

تحريم المشاركة في الشائعات

 

وأكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن كافة النصوص الشرعية من الكتاب والسنة حرَّمت المشاركة فيما يعرف بترويج الشائعات وترويج الأكاذيب والأقاويل غير المحققة والظنون الكاذبة، دون تثبت المرء من صحتها بالرجوع إلى المختصين والخبراء بالأمور قبل نشرها؛ لأنه مما يثير الفتن والقلاقل بين الناس.

 

وأوضح مرصد الإفتاء، أن مروجي الشائعات وعناصر الحرب النفسية يصدق عليهم وصف «المرجفين»، الذين يهدفون إلى زعزعة استقرار الأوطان بالأخبار المساهمة في نشر الاضطراب والفوضى في مخالفة صريحة لنهي الشرع الحكيم عن هذه الصفة «الإرجاف» كما جاء في قوله تعالي: «وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ» [المائدة: 41].

 

السجن 3 سنوات

 

من جانبه، يقول الخبير القانوني والدستوري، المستشار خالد القوشي، إن عقوبة إنشاء صفحة وهمية تروج الفتنة وتنشر الأخبار الكاذبة موجودة في قانون الوسائل السمعية والبصرية وقانون الجرائم الإلكترونية، الذي ينص على معاقبة كل من انتحل أو أضاف أو اخترق موقعا ليس ملكه بالسجن من شهر إلى 3 سنوات وغرامة مالية قد تصل إلى 50 ألف جنيه وتعتبر جنحة، ولكن في حالة اعترافه بالجريمة قبل التحقيق معه يتم إعفائه من العقوبة.   

 

ولفت «القوشي»، إلى أنه في حال ثبوت أن الصفحة التي قام المتهم باقتحامها أو أنشأ صفحة مشابهة لها تخص الداخلية أو جهة حكومية، يتم توجيه تهم إليه تتمثل في محاولة إذاعة الفتنة والبلبلة بجانب نشر أخبار كاذبة وانتحال صفة، مما يقع في دائرة الجنايات وتصل العقوبة فيها إلى 7 سنوات، مشيرًا إلى أن الداخلية لديها أجهزة متخصصة في كشف الصفحات الوهمية وتحديد مكانها.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي