«البشعة» .. أقدم جهاز لكشف الكذب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

استخدم بعض القبائل في صحراء مصر الشرقية طريقة «البشعة» لمعرفة الجاني والبريْ من التهم المنسوبة إليهما، وتعتبر البشعة أحد المحاكم العرفية لمعرفة صحة أو إدانة المتهم، وظهرت البشعة في الدراما المصرية، خلال مسلسل حارة اليهود، وكان أحد أبطال المسلسل استخدمت ضده لمعرفة صدقه أو كذبه.


وتعتبر البشعة أقدم وسيلة اخترعها المصريين تحديدًا بدو سيناء لكشف الكذب، فمن المتعارف عليه أن البدوي ينفي الكذب ويأبى أن يتهمه أحد به لذلك ابتكرها البدو.


وتشكل محكمة البشعة عصا من المعدن أو ملعقة كبيرة توضع على الفحم المشتعل لتسخينها حتى تصبح بلون الجمر، ويجتمع مجموعة من أهالي المنطقة وعلى رأسهم "المبشع"، ثم يحضر المتهم بأي.
 ويفرك المشبع العصا المسخنة ثلاث مرات بذراعه لكي يتأكد أن النار لن تضر الأبرياء، ويمد قطعة المعدن أمام المشكوك بهم قائلاً "أبشع"، يمد المتهم لسانه حتى يتأكد الحاضرين أن لسانه سليم ليس به أي علامات ثم يلحس المتهم قطعة المعدن ثلاث مرات وحال كان صادقا فلن يضره شيئًا ويطلق عليه "موغوف" أما إذا كان كاذبًا فيجف لسانه من الاضطراب لتلتصق به البِشعة، و90% من الحالات التي تتعرض للبشعة يتم اعترافها بالجرم قبل تعرضها لتلك العملية.

رأي الإفتاء


ردت دار الإفتاء المصرية على سؤال حول البشعة، قائلا أنها  ليس لها أصل في الشرع الشريف، وإنما يجب أن نعمل بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «البَيِّنةُ على مَنِ ادَّعى واليَمِينُ على مَن أَنكَرَ» رواه البيهقي في السنن الكبرى والدار قطني عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما؛ فهذا الحديث الشريف رسم لنا طريق المطالبة بالحق وإثباته أو نفي الادعاء الباطل، وهذا ما يجب على المسلمين أن يتمسكوا به دون سواه من الطرق السيئة التي لا أصل لها في الشرع؛ بل وتنافي العقائد الثابتة بخصوصية الله تعالى بعلم الغيب؛ قال تعالى: {قُل لا أَملِكُ لنَفسِي نَفعًا ولا ضَرًّا إلاَّ ما شاءَ اللهُ ولو كُنتُ أَعلَمُ الغَيبَ لاستَكثَرتُ مِن الخَيرِ وما مَسَّنِيَ السُّوءُ} (الأعراف:188).