حوار| خبير بالشئون الأوروبية: فرص تركيا لدخول الاتحاد الأوروبي «مُنعدمة»

علما الاتحاد الأوروبي وتركيا
علما الاتحاد الأوروبي وتركيا

-الدول الأوروبية تنظر إلى أردوغان بمثابة ديكتاتور خاصة بعد إجراءات ما بعد الانقلاب

 

-الانتخابات المحلية نتج عنها نوعًا من الخسارة لأردوغان وحزبه

 

-تركيا استوفت فصلًا واحدًا من أصل 50 للانضمام لبروكسل

 

لا تزال تركيا تتوق إلى الآن نحو نيل عضوية الاتحاد الأوروبي، وهو الحلم الذي يراودها منذ نشأة التكتل الأوروبي، زاد الحلم مع وصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للحكم عام 2003.

 

لكن رغم مرور السنوات لم تستظل تركيا إلى الآن بمظلة الاتحاد الأوروبي، إلى أن وصل الأمر إلى طريقٍ مسدودٍ في الآونة الأخيرة.

 

تغييرات في المشهد يُنتظر أن تطرأ مع انتخابات البرلمان الأوروبي في أواخر مايو المقبل، وسط تعهدات من بعض المرشحين لرئاسة المفوضية بالعمل على عدم نيل تركيا عضوية التكتل، وفي المقابل انقاد حزب الرئيس التركي أردوغان "العدالة والتنمية" إلى خسارة مدنٍ رئيسيةٍ في البلاد في الانتخابات المحلية، ما جعل البعض يتحدث عن أنها بداية النهاية للحزب ذي الجذور الإسلامية.

 

وحول المشهد بين تركيا والاتحاد الأوروبي في ضوء المتغيرات الجديدة، أجرينا حوارًا مع الدكتور الأردني رجائي بركات، خبير بالشئون الأوروبية، مقيم في بروكسل وحاصلٌ على الجنسية البلجيكية، ليطلعنا عن مستقبل العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

 

في البداية.. كيف ترى فرص تركيا في الانضمام للاتحاد الأوروبي في ضوء المعطيات الحالية؟

لا أعتقد في الوقت الحالي أن تحظى تركيا بعضوية الاتحاد الأوروبي، سواء على المدى القريب أو المدى المتوسط.

 

ما الأسباب وراء ذلك في رأيك؟

هناك عدة أسباب.. السبب الأول هو أنه منذ أن تقدمت تركيا للحصول على طلب العضوية اشترط عليها الاتحاد الأوروبي احترام معايير معاهدة كوبن هاجن، ومنها احترام دولة القانون وحقوق الإنسان والحريات والصحافة وحريات الاجتماع، وأن يكون اقتصاد البلاد اقتصادًا حرًا.

 

السبب الثاني.. أنه حتى لو احترمت تركيا حقوق الإنسان وغيرها من الشروط، تبقى العقبة الأولى تتمثل في كون تركيا بلدًا مسلمًا ذات أغلبية مسلمة، وهو ما يثير تخوف بعض بلدان الاتحاد الأوروبي من عضوية تركيا.

 

والدليل على ذلك بعض التصريحات التي خرجت من الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، قال فيها إنه لا يمكن قبول تركيا لأنها دولة إسلامية، ولا نريد زيادة عدد المسلمين في أوروبا.

 

السبب الثالث.. هو التطورات الأخيرة باتت تصعب من احتمالية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وذلك منذ محاولة الانقلاب العسكري ضد الرئيس أردوغان، وما تم اتخاذه من إجراءات من قبل أردوغان جراء محاولة هذا الانقلاب الذي أعاق عملية انضمام تركيا للتكتل الأوروبي، كما أن خلافاته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ساهمت في تعقيد الوضع أكثر.

 

ما الشروط التي استوفتها تركيا حتى الآن فيما يتعلق بالانضمام للاتحاد الأوروبي؟

من أصل خمسين فصلًا للتفاوض بين أنقرة وبروكسل، لم يتم إيفاء إلا فصلًا واحدًا يتعلق بالشئون الاقتصادية، وكان قد تم فتح اثني عشر فصلًا للتفاوض من جديد، ثم تم تجميد المفاوضات بعد ذلك.

 

ولكن تركيا عضوٌ في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، المؤلف غالبية أعضائه من الاتحاد الأوروبي، ما الفارق إذًا بين عضوية الناتو وعضوية بروكسل؟

عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي "الناتو" هي عضوية عسكرية وسياسية أيضًا، وتركيا قوة عسكرية في هذا الحلف، ومع ذلك أيضًا هناك بعض التوترات في هذا الحلف بين الولايات المتحدة وتركيا.

كما أن محاولة تركيا الحصول على صفقة أسلحة روسية أدت إلى تأجيج العلاقات بين تركيا وأمريكا، إضافةً إلى أنه بعد المحاولة الانقلابية في تركيا قامت السلطات التركية بعزل ضباط أتراك يعملون في حلف الناتو، وهو ما ألقى بظلاله على التوترات بين تركيا وأعضاء الحلف.

 

مع تحقيق حزب الشعب الجمهوري العلماني تقدمًا في الانتخابات المحلية.. هل ممكن لو وصل الحزب إلى الحكم أن تتغير فرص انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي أم إن الموضوع له علاقة بتركيا نفسها؟

الأمر يتعلق بتركيا نفسها حتى إذا وصل حزب الشعب الجمهوري للحكم يبقى العد الأكبر من سكان تركيا من المسلمين.

تركيا حاليًا أيضًا تعتبر نفسها دولةً علمانية، حتى المسؤولين الأتراك يقولون ذلك فليست هذه هي الأزمة الحقيقية.

 

كيف ترى نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة في تركيا بالنسبة لأردوغان؟

الانتخابات المحلية في تركيا نتج عنها نوعًا من الخسارة لأردوغان وحزبه، ولكن يبقى في النهاية حزبه هو الأكثر حصولًا على المقاعد البلدية في الانتخابات.

 

ختامًا.. كيف تنظر الأوساط الأوروبية للرئيس التركي أردوغان؟

الرأي العام في الاتحاد الأوروبي ينظر في أردوغان على أنه بمثابة ديكتاتور، وذلك منذ محاولة الانقلاب العسكري ضده في يوليو 2016.

 

ولكن حتى قبل محاولة الانقلاب كان هناك تأييدٌ مبطنٌ للمعارضة التركية، وكان هناك أيضًا دعم لفتح الله جولن (المتهم الرئيسي من قبل السلطات التركية بالوقوف وراء الانقلاب العسكري)، وعلى سبيل المثال، يوجد الكثير من المؤسسات في بلجيكا الداعمة لجولن، وأردوغان على علمٍ بذلك.