بريطانيا.. 10 أيام قبل الرحيل عن أوروبا «دون خارطة طريق»

علما الاتحاد الأوروبي وبريطانيا
علما الاتحاد الأوروبي وبريطانيا

ضل مؤشر بوصلة بريطانيا عن الطريق الصحيح في إيجاد حلٍ لمسألة خروجها من الاتحاد الأوروبي، والتي صوّت من أجلها البريطانيون في يونيو عام 2016 بنسبة تأييد بلغت 52% من إجمالي الأصوات الصحيحة.

 

وبعد عشرة أيامٍ من الآن يُفترض أن تقلع طائرة بريطانيا بعيدًا عن مطار بروكسل إيذانًا ببدء مرحلةٍ جديدةٍ في مستقبل البلاد بمنأى عن التكتل الأوروبي الأكبر في القارة العجوز.

 

تأجيل الخروج

 

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان من المفترض أن يتم يوم التاسع والعشرين من شهر مارس الماضي، إلا أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي تمكنت من إقناع نواب مجلس العموم البريطاني (البرلمان) بإرجاء موعد الخروج إلى نهاية يونيو المقبل.

 

لكن الاتحاد الأوروبي ارتأى له قصر المسافات الزمنية، فوافق على تمديد أجل البريكست إلى يوم الثاني والعشرين من مايو المقبل، قبيل إجراء انتخابات البرلمان الأوروبي، المقررة خلال الفترة بين 23-26 مايو المقبل، للتخلص من إشكالية مشاركة بريطانيا في هذه الانتخابات من عدمها.

 

البرلمان البريطاني بدوره قلص مدة البقاء في الاتحاد الأوروبي عن الموعد المحدد سلفًا، ليقرر تحديد يوم الثاني عشر من شهر أبريل الجاري موعدًا لإدارة بريطانيا ظهرها للتكتل الأوروبي.

 

دون اتفاقٍ

 

وإلى غاية الآن، لم يجرى التوصل لأي اتفاقٍ أو خطةٍ حول ماهية خروج بريطانيا من الاتحاد، لتصبح المملكة المتحدة في متاهةٍ تتشبث بخيطٍ أملٍ رفيعٍ ينجدها منها.

 

وأخفق البرلمان أمس الاثنين في الموافقة على أي بديل للاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع بروكسل للخروج من التكتل.

 

وقد رفض البرلمان في ثلاث مناسبات سابقة التصديق على اتفاقات ماي مع القادة الأوروبيين، مشهرًا البطاقة الحمراء في وجه خط ماي نحو تأمين اتفاق الخروج من التكتل الأوروبي.

 

ورفض المشرعون البريطانيون كافة الخيارات البديلة للخروج في جلسة أمس، والخيار الذي اقترب من الحصول على الأغلبية كان مقترحًا بإبقاء بريطانيا في اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي، لكن جرى رفضه بفارق ثلاثة أصوات.

 

وأصبحت الآن فرص التوصل لاتفاقٍ مع بروكسل قبيل مداهمة موعد الثاني عشر من أبريل ضئيلةً، وهو ما يعرض بريطانيا لخطر الانفصال عن الاتحاد الأوروبي من دون اتفاقٍ، وهو ما يخشاه الساسة البريطانيون، ويمثل هاجسًا لمستقبل البلاد المقبل.

 

وقبل شهرين، قال وزير الأعمال البريطاني جريج كلارك في مقابلة صحفية، إن بلاده ستندم للأبد على مغادرة الاتحاد الأوروبي بدون التوصل إلى اتفاق، لكن يبدو أن تحذير الوزير البريطاني بات قريبًا من أن يصبح واقعًا، ما لم تسفر الأيام العشرة المتبقية عن جديدٍ في هذا الإطار.