«انتصار بطعم الهزيمة».. تفاصيل انتكاسة «أردوغان» في الانتخابات المحلية

رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان

"انتصار بطعم الهزيمة لحزب العدالة والتنمية"، هكذا وصفت وكالة "سبوتنيك" الروسية مشهد الانتخابات المحلية التركية ونتائجها التي تلاحقت تباعًا منذ ليلة أمس الأحد وحتى ساعات منتصف النهار اليوم الاثنين 1 أبريل.

وقالت وكالة "سبوتنيك"، إنه على الرغم من تصدر حزب "العدالة والتنمية"، الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الانتخابات المحلية في تركيا التي جرت يوم الأحد 31 مارس، إلا أنه خسر في أكبر ثلاثة مدن تركيا، هي العاصمة أنقرة واسطنبول وأزمير، ليتلقى انتكاسة هي الأكبر في تاريخ الحزب على صعيد الانتخابات.

وأشارت النتائج الأولية للانتخابات المحلية في مجمل أنحاء تركيا إلى حصول حزب العدالة والتنمية الحاكم، ذي الجذور الإسلامية، على نحو 44% من المقاعد في الانتخابات المحلية، في وقتٍ حصل فيه حزب الشعب الجمهوري العلماني، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد على نحو 30.3% من المقاعد في البلديات المختلفة.

لكن حزب أردوغان خسر السيطرة على بلدية العاصمة لأنقرة لأول مرة منذ وصول أردوغان للسلطة قبل 16 عامًا، كما تكرر فشله في مدينة أزمير، التي تُعد معقلًا لحزب الشعب الجمهوري المعارض.

انتكاسات صادمة

وفي غضون ذلك، تقول وكالة "رويترز" البريطانية: "لقد مُني الرئيس التركي أردوغان بانتكاسات صادمة في الانتخابات المحلية بخسارة حزبه الحاكم "العدالة والتنمية" السيطرة على العاصمة أنقرة للمرة الأولى منذ تأسيس الحزب عام 2001، وهو الأمر الذي قد يعقد خططه لمعالجة الركود الاقتصادي".

وتعرض حزب الشعب الجمهوري لضربة موجعةٍ تمثلت في خسارة بن علي يلدرم، رئيس الوزراء السابق، رئاسة بلدية اسطنبول، وإن كان حزب العدالة والتنمية يزعم بأن مرشحه فاز في هذه البلدية، وسط أقاويل عن تقديم الحزب طعونًا انتخابية في أنقرة وكذلك اسطنبول.

ضربة موجعة في اسطنبول

ويقول الكاتب السياسي التركي فراس أوغلو إنه لا يمكن اعتبارها خسارة لحزب العدالة والتنمية، فمن الناحية التصويتية هناك أكثر من 6 ملايين صوت للحزب الحاكم في مجمل تركيا، وهو رقم كبير لصالح العدالة والتنمية، لكن من الناحية السياسية والإعلامية فالحزب تلقى هزيمة، فخسارة أنقرة واسطنبول هي خسارة كبيرة لحزب أردوغان، ونجاح كبير للمعارضة.

ويرى "أوغلو" أن خسارة أنقرة لا تشكل ضربة قوية لأردوغان، لكن تلك الضربة تتمثل في اسطنبول، فهو يعتبرها الخسارة الحقيقية لحزب "العدالة والتنمية".

ويعلل "أوغلو" حديثه بأن أنقرة هي العاصمة السياسية وفيها كل الطوائف والأفكار السياسية، لذلك احتمال الهزيمة فيها وارد جدًا، خصوصا بعد الانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الجمهوري، لكن اسطنبول لها الثقل السياسي الأكبر في صالح أردوغان.

وقبل أن يصعد أردوغان لسدة الحكم ويتولى منصب رئاسة الوزراء عام 2003، كان يتولى منصب عمدة اسطنبول، وهي البلدية التي ساهمت في صعود نجمه سياسيًا، ونجم حزبه "العدالة والتنمية"، الذي تأسس عام 2001.

الأمر الذي يجعل من خسارة اسطنبول ضربةً موجعةً للرئيس التركي بخسارة معقلٍ مهمٍ كان يرتكز عليه في الاستحقاقات الانتخابية، كما أن هذه النتائج ستقوض خطته الاقتصادية لرفع خدمات البلديات الكبرى، ومن بينها اسطنبول وكذلك أنقرة.

تنبؤ بتغييرات

وتوقع مسؤول في حزب العدالة والتنمية ومصدرٌ آخر مقربٌ من الحزب إجراء تعديل وزاري وتغييرات أخرى في الدائرة المحيطة بأردوغان خاصة بعد الخسارة في اسطنبول، وذلك نقلًا عن وكالة "رويترز".

وقال المسؤول -الذي لم تسمِه الوكالة بناءً على طلبه-: "ستحدث تغييرات بكل تأكيد في بعض المواقع مثل الدائرة المقربة من أردوغان في الحزب ومجلس الوزراء.. تتوقع الأسواق حدوث تغيير في مجلس الوزراء.. هذا يجعل التغيير ضروريًا".

مرحلةٌ جديدةٌ سيسعى من خلالها أردوغان لتلافي أخطاء الماضي، وتجنب تفاقمها، فنتيجة الانتخابات البلدية دقت ناقوس الخطر مبكرًا قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2023، التي سيسعى فيها أردوغان لولايته الأخيرة في حكم بلاد الأناضول.