يسرية حامد.. أول باحثة بيئية في مصر «قصة نجاح رغم الصعوبات»

يسرية حامد
يسرية حامد

اعتاد النساء في أيامنا هذه على اقتحام مجالاتٍ لم يكن يقتربن منها في الماضي، وأصبحن ينافسن الرجال في غالبية نواحي الحياة العملية، ومن بين هؤلاء اللاتي جرين بجهدٍ على نفس الدرب، وركضن وراء النجاح، الدكتورة يسرية حامد.

قررت د. يسرية حامد، بعد أن درست الأنثروبولوجيا اجتماعية وثقافية في جامعة الإسكندرية،أن تقتحم مجال البحث البيئي لتكون أول امرأة  في مصر تعمل في هذا المجال بما فيه من تحديات.

بداية عملها

تقول د. يسرية، بدأت باحثة بيئية ثم تدرجت وعملت مديرة لمحمية سيوة، وبعد ذلك مديرة مركز التدريب والحديقة النباتية، وفي عام 2013 بدأت العمل مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ، إلى أن أصبحت مدير مشروع البرنامج البيئي للتعاون المصري الإيطالي المرحلة الثالثة.

وتؤكد يسرية، في حديثها لـ "بوابة أخبار اليوم"، أن دراستها للأنثروبولوجيا ، أهلتها لكي تعمل في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في أماكن مختلفة في مصر، منها جنوب سيناء،وبعض المناطق المختلفة في الدلتا، وارتبط بالعمل مع المجتمع البدوي بجنوب سيناء ودرست كثيرعن عادتهم وتقاليدهم وحياتهم الاجتماعية وارتباطهم بالبيئة الطبيعية.

وتشير يسرية حامد ، إلى أن المحميات الطبيعية في الوقت الذي بدأت العمل بها باحثة بيئية، كانت تتبع جهاز شؤون البيئة وكانت مدعمة من الاتحاد الأوروبي.

 

وذكرت  يسرية، إلى أنه حينما أعلنوا عن وظائف الباحث البيئي كانوا في حاجة لشخص يتعامل مع المجتمع المحلي, مستطردةً بالقول "وكوني كنت أعمل مع هذا المجتمع كون وظيفيتي التابعة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية  كانت في سانت كاترين، فقدمت للوظيفة".

 

اختبارات صعبة

وتتابع يسرية قائلة : «خضعت للاختبارات صعبة متمثلة في عمل لقاء مع ممثلي الاتحاد الأوروبي في القاهرة وعندما نجحت في المقابلة ذهبت للمعايشة 4 أيام في  محمية سانت كاترين كاختبار لنفسي في المكان وكيفيه التفاعل معه ولاكتشاف هل أستطيع أن أعمل هناك أم لا».

 

وتابعت يسرية قائلةً، «كانت  محمية سانت كاترين لها طابع خاص و ظروف بيئية صعبة فهي تقع في منطقة جبلية ، أيضا كان للمحمية ظروف مناخية صعبة وهي انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء والذي قد يصل لتحت الصفر أو درجات الحرارة تكون بالسالب في كثير من الأحيان».

وأردفت قائلةً، «كنت أحب تواجدي في  محمية سانت كاترين كوني عملت به من قبل للتنسيق بين إدارة المحمية والمجتمع المحلي في برامج دعم البدو.. وأثناء تواجدي بالمحمية درست أكثر عن علاقة المجتمع المحلي بالبيئة والطرق الاجتماعية التقليدية في حماية البيئة، وأخذت دراستي وصممت منها برنامج توعية لأطفال البدو».

وتقول أول امرأة تعمل باحث بيئي في مصر، : برنامجي كان يحمي الثقافة التقليدية للمجتمع المحلي ومن ناحية أخرى يحمي الموارد الطبيعية .

وما ميزها عن غيرها من أقرانها، توضح يسرية ، أنها بالفعل كانت أول امرأة تقتحم المجال وتعمل في المحميات الطبيعية وجاء بعدها أخريات، ولكنها  أختلفت عنهن، بأنها انتقلت من الإسكندرية إلى جنوب سيناء ولكن معظم البنات التي تعمل في المحميات تكون في نفس المكان الذين يعشون فيه، فكانت هي أول بنت تقوم بذلك واستمتعت به.

 

دعم الأسرة

وحول دعم أسرتها لها في مسيرتها، تقول يسرية ، في البداية والدتي كانت تشعر بالخوف علي ولكن والدي كان أكبر  محفز لي في مسيرتي الحياتية.

 

وتضيف يسرية أن الدافع في أن أعمل باحثة بيئية لأن دراستي أهلتني لذلك، وسعيدة أني كنت أطبق الدراسة التي تعلمتها في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في مجال البيئة، وارتبط جدا بالمجتمع المحلي بسانت كاترين وعشت معهم حوالي 10 سنوات.

 

المخاطر

ومن المؤكد أن المخاطر كانت تحدق صوبها في كثيرٍ من الأحيان، فتقول أول باحثة بيئية في مصر، إن خلال عملها لم يكن هناك أي مخاطر، سوى البرد الشديد ولكن قد تعودت عليه، وعندما كنت أسير في الجبال أجد الحياة البرية والمجتمعات المحلية تبهرني وتدفعني للاستمرار.

 

وتسرد جزءًا من حياتها في البدو، حيث قالت «كنت أعيش في محمية سانت كاترين داخل بيت بدوي بسيط ، ومن عادات المجتمع البدوي عندما يمرون جوار منزل أو جوار سيدة لا يرفعون أعينهم فكنت أشعر بأمان تام وسطهم. الحياة البرية مسالمة نحن من نذهب إليهم في مكانهم ولذلك يجب أن نكون حريصين على الالتزام بطباعهم».

 

محميات مصر

تؤكد يسرية حامد أن المشاكل التي تعاني منها المحميات في مصر نتيجة احتكاكي تتلخص في نقص الموارد البشرية، ونقص عدد الباحثين المؤهلين للعمل في هذا المجال، نتيجة لسفرهم للبحث عن فرص أفضل ، أيضا موارد وزارة البيئة ليست كبيرة بالقدر الكافي للإنفاق على المحميات الطبيعية بشكل جيد، لكن بالرغم من ذلك الدولة تبذل كثير من الجهد للحفاظ على المحميات الطبيعية الموجودة بمصر والتي تمثل 15 % من مساحة مصر.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا