مدير الصحة العالمية لشرق المتوسط يصدر بيانا مؤثرا حول الأوضاع في اليمن

د.أحمد المنظري خلال زيارته لليمن
د.أحمد المنظري خلال زيارته لليمن

أصدر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط د.أحمد المنظري، بيانا فور عودته من اليمن يصف خلاله الأوضاع الصحية هناك.

وجاء في نص بيان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: «لقد عدت للتو من اليمن، حيث شهدت بنفسي تعرض المدنيين الأبرياء المُحاصرين في هذه الأزمة للمعاناة والمرض والموت».

وأضاف: «خلال زياراتي للمستشفيات في عدن وصنعاء، رأيت أطفالاً ومواليد جدد يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم وأمراض القلب والفشل الكلوي والالتهاب الرئوي وغيرها من الأمراض المهددة للحياة، وأحياناً يتشارك السرير مريضان أو ثلاثة. لقد أخبرني الأطباء بأن البعض قد يفقدون حياتهم في غضون أسبوع».

وتابع البيان: «قابلت أيضاً مرضى الفشل الكلوي الذين يتلقون جلسة واحدة فقط أسبوعياً بدلاً من ثلاث جلسات كأقل تقدير، وذلك بسبب نقص المستلزمات، لقد شاهدت مرضى الكوليرا وهم يتشبثون بالحياة، ويصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة بسبب مرض يمكن علاجه عادة في الظروف الطبيعية، هناك مرضى يعانون من أنواع مختلفة من السرطان يموتون دون داع لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الرعاية الطبية أو ببساطة بسبب انعدام الخدمات الصحية».

واستطرد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: «في وحدة العناية المركزة بمستشفى الثورة في صنعاء، فقد أحد المرضى حياته أمام عيناي فيما كان الأطباء يقفون عاجزي الأيدي وغير قادرين على إنقاذ حياته، وفي الوقت الذي لا تعمل فيه أكثر من نصف المستشفيات في أنحاء البلاد أو أنها بالكاد تعمل بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، فإن العديد من المرضى الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج يفقدون حياتهم داخل بيوتهم أو أنهم يصلون للمرفق الصحي بعد فوات الأوان».

وقال: «لقد التقيت بالعديد من العاملين الصحيين الذين يتحلون بالقوة والشجاعة وهم حقاً العمود الفقري للنظام الصحي، وقد عقدوا العزم على الاستمرار في العمل يومياً في ظل ظروف صعبة لا يمكن تصديقها على الرغم من عدم حصولهم على رواتبهم منذ سنوات».

ويروي د.أحمد المنظري: «أمام هذه المعاناة واليأس الهائلين، رأيت بصيص أمل، قابلت خديجة، وهي فتاة صغيرة كانت تعاني من سوء التغذية الحاد الوخيم وكانت على وشك الموت. سافر والداها لساعات للعثور على مستشفى يمكنه علاجها، بعد أسابيع من دخولها مركز التغذية العلاجي المدعوم من منظمة الصحة العالمية، تحسنت حالتها، وبعد عدة أشهر، تتمتع خديجة بالسعادة والصحة والتغذية الجيدة».

وتابع: «لقد أنقذنا أشخاصاً مثل علي الذي فُجع بعد علمه بإصابة أطفاله الثمانية وزوجته بمرض الكوليرا، وبعد تلقيهم الرعاية الطبية في مستشفى السبعين المدعوم من منظمة الصحة العالمية واليونيسف، نجوا جميعاً، قال علي إنه مُنِح وأسرته حياة جديدة».

ونوه المنظري إلى أنه على الرغم من المأساة التي تجلت للعيان في اليمن، تُظهر قصص علي وخديجة بأن استجابة المنظمة تُحدث فرقاً، في العام الماضي، تلقت منظمة الصحة العالمية ٨١٪ من الدعم المطلوب كجزء من خطة الاستجابة الإنسانية ٢٠١٨، وتمكنت المنظمة من الوصول بنجاح إلى ١٣ مليون شخص، متخطية عدد السكان المستهدفين المُقدر بـ١٠ ملايين شخص.

ووجه المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط رسالة نصها: «أدعو المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم عملنا الفوري المنقذ للحياة في اليمن، في الوقت الذي نضع فيه الأساس لنستثمر في العاملين الصحيين والنظام الصحي».

وأوضح: «هذا العام، تحتاج منظمة الصحة العالمية وشركاء مجموعة الصحة ٦٢٧ مليون دولار كجزء من خطة الاستجابة الإنسانية ٢٠١٩، وسيسمح لنا هذا الدعم بزيادة تحسين فرص الوصول للرعاية الصحية الأولية والثانوية والتخصصية وضمان قدرة المستشفيات في المديريات ذات الأولوية على الاستجابة للأوبئة والفاشيات واستعادة وظائف المرافق الصحية المغلقة أو المتضررة في المديريات ذات الأولوية العالية».

ولفت: «خلال هذا العام، أدرك الشركاء في المجال الإنساني أن تلبية الاحتياجات الصحية هي واحدة من أهم الأولويات في اليمن، يجب السماح لعاملي الإغاثة الشجعان- الذين يعملون لصالح شركائنا الصحيين في اليمن والذين كرسوا حياتهم لتقديم العون للآخرين- بالاستمرار في العمل دون انقطاع».

واختتم المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بيانه، قائلا: «فيما نواصل توسيع نطاق استجابتنا للتصدي لأسوأ أزمة إنسانية في العالم، أدعو جميع أطراف النزاع إلى حماية العاملين الصحيين والمرافق الصحية وضمان الوصول الآمن والدائم للمساعدات الإنسانية، وأتمنى مخلصاً أن تتوصل الأطراف المعنية إلى تسوية سياسية مستدامة، وهي الحل الوحيد المستدام للاحتياجات الإنسانية في اليمن».