قصص وعبر| صرخة زوجة: قضيت شهر عسل أسود.. و «جوزي عدو الصابون»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

فر الصبر من الزوجة هاربا من النافذة، بعدما وقعت المفاجآت على رأسها كالصاعقة خلال شهر العسل حيث اعتقدت بأن زوجها كالأشجار بطيئة النمو لكنها تحمل أفضل الثمار، لكن أيقنت بأنه كالثوم لا يفقد رائحته حتى ولو غسل بماء الورد، وبعد معاناة اتخذت القرار وتوجهت إلى محكمة الأسرة تطلب الخلع قائلة: قضيت شهر عسل أسود، وجوزي عدو الصابون.

 

امتثلت الفتاة لأوامر والديها بعدما أقنعاها وبحسب المثل الشعبي بأن البنت ملهاش غير بيت جوزها، ووافقت على الزواج من أول شخص تقدم إليها فهو ميسور الحال ويعمل ميكانيكي غير أنه جار لهم، حتى اكتشفت بأنه بخيل عندما جاء لاصطحابها من محل الكوافير، علت وجهها حمرة الخجل والدهشة وتمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها بعدما أخبرها بأنه لا يمتلك نقودا لدفع تكاليف فستان الزفاف والميكب قائلا: معملتش حسابي، واعتقدت أن والدك سيقوم بإنهاء ودفع التكاليف، ولم يؤكد علي أحد بأنني سأقوم بدفع تلك الأشياء، شعرت الزوجة بأن حياتها معه انتهت قبل أن تبدأ.

 

وكانت المفاجأة الثانية وغير المتوقعة عندما فوجئت به أثناء تواجد المدعوين لحفل الزفاف يختلق مشكلة ويطلب من والدها محاولا إقتاعه بمنع تقديم الجاتوه والاكتفاء بالمشروبات الغازية والشربات، انتابتها حالة من الذهول والهلع من تصرفه الغريب، لكنه اقترب منها يهمس في أذنيها يخبرها بمفاجأة رسمت البسمة على وجهها العابس وهي بأنهما سيقضيان ٣ أيام شهر عسل بالإسكندرية. تهللت أساريرها، وعلت شفتيها ابتسامة يشوبها حزن، وفجأة أصابها ألم شديد بالبطن، وشعور بالقئ، استغاثت به تطلب منه الذهاب إلى أقرب طبيب أو مستشفى لكنه لم يبال وأوضح لها بأن ذلك حالة عابرة وسوف تمر، وما إن أطلقت صرخات مدوبة من شدة الألم اضطر مجبرا باصطحابها إلى إحدى المستشفيات بالإسكندرية، وبتوقيع الكشف الطبي عليها أكد الطبيب بأنها تحتاج إلى جراحة عاجلة لإصابتها بالتهاب في الزائدة الدودية، فما كان منه إلا أن قام بالاتصال بوالدها للحضور لدفع تكاليف الجراحة أيضا.

 

تماثلت الزوجة للشفاء ومرت الأيام تستقبل خلالها المفاجآتوالتصرفات كأنها جمرات تستقر بين ضلوعها حتى وقعت الطامة الكبرى والأكثر غرابة حيث فوجئت به يطلب منها عدم استهلاك الصابونة ويكفيها استعمال الماء فقط محاولا إقناعها بالتوفير لأنهما في بداية حياتهما، وأنه قبل الزواج منها لعلمه بأنها حريصة في أمور الحياة.

 

انطلقت شرارات الغضب من عين الزوجة، وانفجر الدم في عروقها، وبصوت يشوبه حسرة وندم،وندم تطلب منه أن يطلقها لكنه وببرود شديد رفض قائلا: أنا مابطلقش.

 

مادت بها الأرض، واسودت الدنيا أمام عينيها فلم تجد غير محكمة الأسرة تطلب الخلع منه، وبعد أن روت مأساتها مع زوجها البخيل ووصفته بعدو الصابون، اختتمت حديثها قائلة: لقد قضيت شهر عسل أسود تحليت خلاله بالصبر وذقت مراره أملا في أن تأتي الأيام بجديد لكن دون جدوى ولا أرغب في العيش معه ولا أعلم عن ماذا يخبأ لي من مفاجآت أخرى، وأصرت على الخلع منه.