قصص وعبر| حكاية الأرمل.. وابنة الـ19 عامًا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

باتت الزوجة الصغيرة ابنة الـ19 عامًا تبحث عن الحب في قلوب متحجرة بعد أن سرق زوجها الأول قلبها، وزرع به خيبة ومضى، بينما زوجها الثاني -أرمل- أحرق عمرها، وأصبحت لا تعرف سوى اليأس، وقررت أن تعيش الحياة لنفسها ولا تحتاج إلى من يبادلها مشاعر المحبة أو تتوقف على حبيب فارقته، ولا تنتظر أحدًا يشعرها بقيمة نفسها فهي تعرفها جيدًا، واتخذت القرار وتوجهت إلى محكمة الأسرة تطلب الخلع.

جلست الزوجة أمام أعضاء هيئة مكتب تسوية المنازعات بعين مغرورقة بالدموع، وصوت خافت واهن يشوبه ألم وغصة قائلة: "لو كان الأمر بيدي لأخفيت انهيار دموعي عن الجميع لكن سحقا لتلك الأعين حيث تفضح ما تخفي القلوب".

وأضافت: "لقد كنت ارتدي الثياب السوداء للأناقة لكنني اليوم ارتديها حدادًا على ضمائر قد ماتت، حيث تزوجت قبل سن الـ18 عاما بعد قصة حب، واعتقدت أن الدنيا فتحت ذراعيها لي لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، وانفصلت عن زوجي الأول بهدوء شديد، ولم يكن أمام عائلتي إلا أن وافقوا على أول شخص تقدم لي هربا من لقب مطلقة، إلى أن تقدم لي زوجي الثاني وكان "أرمل" يبلغ ضعف عمري، وبعد الزواج فوجئت به بأنه معقد نفسيا".

وتابعت: "أخذ يسخر مني قائلا: (إيه اللي رماني على واحدة كانت متزوجة من قبل)، فكانت كلماته تذبجني وكأنني ارتكبت ذنبا عظيما، ومع كل مشكلة يكرر تلك المقولة، وما إن طلبت منه الانفصال لم أجد غير الاعتداء عليّ بالضرب وإهانتي أمام شقيقاته ووالدته، لجأت إلى شقيقي أشكو له سوء معاملته ومعايرته لي دائما بأنني قد تزوجت قبله ومعاملته لي كخادمة له ولعائلته، فما كان من شقيقي إلا أن طلب مني التحمل حتى لا أحمل لقب مطلقة مرة أخرى".

انسابت الدموع على وجنتيها كالمطر ورددت قائلة: "لقد أصبحت حياتي جحيمًا رغم سني الذي لم يتجاوز الـ19 عامًا، وأريد التخلص من هذا الزوج الأرمل الذي أصابني بحالة نفسية بسبب عنفه وتزمته غير عش الزوجية الذي أصبح كالسجن، وتمنيت الموت أكثر من مرة وفي كل لحظة، بسبب معاملته السيئة وأسلوبه المستفز، غير شعوري بأنني خادمة يمنحها الطعام والشراب، وأبيت ليلتي ودموعي تغرق وجهي".

واختتمت حديثها قائلة: "هكذا الأيام حرمتني حتى من الأحلام، وعشقت الوحدة، فالأفراح أصبح بيني وبينها حجاب، وتزاحمت الأوجاع في قلبي فلا عاد يهوى ولا نفسي باتت تشتاق، لذا أرجو الخلع من هذا الزوج الأرمل المعقد".

أرسل أعضاء مكتب تسوية المنازعات إلى الزوج لسماع أقواله، ومازالت الدعوى منظورة حتى الآن.