«أبو الغيط»: لم نطلع على «صفقة القرن».. وحل الأزمة السورية يستغرق سنوات

أحمد أبو الغيط - الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال الحوار
أحمد أبو الغيط - الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال الحوار

نفى أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إطلاع الجامعة على ما تسمى بـ«صفقة القرن»، مضيفا أن الخطوات الأمريكية المتمثلة في نقل السفارة من تل أبيب للقدس، ووقف تمويل الأونروا تشكل تراجعا عن المبادئ الدولية المتفق عليها لحل القضية الفلسطينية، وفى مقدمتها حل الدولتين.

وأضاف «أبو الغيط» خلال حوار أجراه معه رئيس تحرير الأهرام العربي، الكاتب الصحفي جمال الكشكي: «منـذ تـــولت الإدارة الأمريكيــة الحاليــة مقاليد الأمور في الولايات المتحدة، ونحن نسمع من وسائل الإعلام بالدرجة الأولى، عن وجود خطة تنتظر اللحظة المناسبة للإعلان عنها، وهو ما أطلق عليها البعض "صفقة القرن"، لكن حقيقة الأمر أننا لم نطلع حتى الآن على تفاصيل محددة لمثل هذه الخطة، وتتواتر إلينا أفكار من هنا وهناك، ونحن على علم بأن ما أثير مع القيادة الفلسطينية حتى الآن لم يرق، بالتأكيد، لأن يكون خطة متكاملة لتسوية فلسطينية ـ إسرائيلية، تشمل آفاقا واضحة للحل النهائي، وتضمن إعمال حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».

 

ما شهدناه من الإدارة الأمريكية كان تراجعا عن تحقيق حل الدولتين

 

وتابع: «للأسف فإن كل ما شهدناه من هذه الإدارة الأمريكية كان عمليا، ارتدادا عن تحقيق هذا الهدف، مع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، وتعليق المساهمة الأمريكية في ميزانية وكالة الأونروا وغيرها من الخطوات التى قامت بها هذه الإدارة، والتي أرى أنها لا تؤدى سوى إلى المزيد من التأزيم للقضية الفلسطينية والتعقيد لفرص التسوية المستقبلية».

 

نرفض المنطقة الآمنة التركية شمال سوريا

وفيما يتعلق بحل الأزمة السورية، قال الأمين العام للجامعة العربية، إن التوصل إلى حل نهائي وشامل للأزمة السورية سيستغرق سنوات، رافضا المنطقة الآمنة التركية شمال سوريا.

 

واستكمل حديثه قائلا: «فيما يتعلق بفرص حل هذه القضية واحتواء المأساة التي عانى منها الملايين من أبناء الشعب السوري، فإن نقطة البداية في رأيي، هي ضرورة وجود توافق كامل بين جميع الأطراف المنخرطة في التعامل مع هذه الأزمة، حول مجموعة من الثوابت اللازمة لحلها، علما بأنني أتصور أن التوصل إلى حل نهائي وشامل لهذه الأزمة سيستغرق سنوات، بالنظر إلى حجم تداعياتها الواسع. ويأتى على رأس هذه الثوابت احترام السيادة السورية، ووحدة الإقليم، أو الأرض السورية، والمواجهة الجماعية لخطر الجماعات والتنظيمات الإرهابية».

 

مقعد سوريا سيكون حاضرا في النقاشات غير الرسمية

 

وبخصوص مسألة عودة سوريا للجامعة العربية، قال أحمد أبو الغيط: «حتى الآن لم يتحقق أمران، الأول هو وجود توافق بين الدول الأعضاء على عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة، وذلك نتيجة استمرار وجود اختلاف بين الدول في هذا الصدد، والثاني أنه برغم تواتر الحديث من جانب المسئولين في بعض الدول الأعضاء، حول أهمية عودة سوريا، فإنه لم يحدث حتى الآن أي تحرك رسمي في هذا الاتجاه من جانب أي دولة عضو، فلم ترد مثلا مذكرة رسمية إلى الأمانة العامة قبل الاجتماع الأخير للمجلس الوزاري في 6 مارس تطلب بحث هذا الموضوع خلال الاجتماع، ولم تتم أيضا إثارته بأي شكل من الأشكال خلال النقاشات الرسمية لاجتماع المجلس. لا يعنى هذا بالطبع أن الموضوع غير حاضر في النقاشات غير الرسمية بين الدول».

 

نتمنى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية الليبية العام الجاري

أما فيما يتعلق بالأزمة الليبية، فجدد الأمين العام لجامعة الدول العربية، تأكيده مجددا على دعم الجامعة لجهود المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، قائلا: «نحن ندعم ـ كجامعة عربية ـ جهود المبعوث الأممي غسان سلامة، في اتجاه تحقيق التوافق المنشود بين الأطراف الليبية، وعودة المؤسسات الليبية للعمل بشكل سليم ودائم، كما أنشط شخصيا في التعامل مع هذا الأمر، من خلال عضويتي في المجموعة الرباعية الدولية المعنية بالوضع في ليبيا، التي تضم إلى جانب الجامعة العربية كلا من الاتحادين ـ الأوروبي والإفريقي والأمم المتحدة ـ وهى المجموعة التي نعتزم عقد لقاء لها على هامش قمة تونس، كما ينشط المبعوث الخاص للأمين العام للجامعة العربية د. صلاح الدين الجمالي، في التواصل مع مختلف الأطراف الليبية، ونأمل في أن تشهد الفترة المقبلة التوصل إلى توافقات لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية خلال العام الجاري».

 

التدخلات التركية في شمال العراق أمر مرفوض

مسألة أخرى تطرق إليها أحمد أبو الغيط، وهي التدخلات التركية في شمال العراق، مشددا على أن هذا الأمر مرفوض، ومتابعا: «بشكل عام التدخلات التركية في شمال العراق وانتهاكها للسيادة العراقية، أمر مرفوض.. أدعو الجانب التركي لإعادة تعديل مساره للتعامل مع المنطقة العربية، وذلك لخطورة المسار الحالي، وبالتأكيد فإن الدول العربية لا ترغب في وجود توتر مع الطرف التركي، خصوصا في ضوء الروابط الجغرافية والثقافية والحضارية والمجتمعية والاقتصادية التي تربط بين الجانبين، وبالتالي أدعو الجانب التركي لمراجعة نهجه تجاه الدول العراقية المجاورة له بشكل رئيسي، وتجنب اتخاذ خطوات قد يكون من شأنها فتح الباب لمزيد من التعقيدات، التي أتصور أن الجميع في غنى عنها خلال المرحلة الحالية».

 

قلق من تنصل الحوثيين من اتفاق السويد

وخلال الساعات الماضية أدانت العديد من الدول ميليشيا الحوثي، نظرا لإعلانهم التنصل من اتفاق السويد، وهو الأمر الذي أثار قلق أحمد أبو الغيط، معقبا: «بشكل عام يقلقني كثيرا استمرار عدم التزام الحوثيين بصورة كاملة باتفاق وقف إطلاق النار، خصوصا في منطقة الحديدة، إضافة بالطبع للتدهور المستمر للأوضاع الإنسانية خصوصا للأطفال والنساء والشيوخ، مما فتـح الباب للحديث حـــول إمكانيـة دخــول اليمــن إلى مجاعـة كاملة، وتفشى وباء الكوليرا بشكل واسع، وبالطبع سيكون هذا الملف حاضرا بقوة خلال قمة تونس».