الأمم المتحدة تحتفي باليوم العالمي للغابات .. الخميس 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحيي منظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة الفاو، الخميس 21 مارس، اليوم الدولي للغابات 2019 تحت شعار الغابات والتعليم: تعلم أن تحب الغابات، حيث يهدف الاحتفال هذا العام إلى زيادة الوعي حول كيفية تقديم الغابات المدارة بشكل مستدام مجموعة واسعة من المساهمات في هذا المجال، كما يهدف إلى كيفية تعلم الأطفال والشباب أهمية الأشجار والغابات. 


وحذر تقرير جديد نشرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو، عن حالة الغابات في العالم لعام 2018 تحت عنوان "الغابات والأشجار ضرورية لمستقبل مستدام"، من أن الوقت بدأ ينفد بالنسبة لغابات العالم، التي تتقلص مساحتها الإجمالية يوماً بعد يوم.


ويحث التقرير الحكومات على إتباع نهج شامل كلياً يعود بالنفع على كل من الأشجار والناس الذين يعتمدون عليها، ويقول إن وقف إزالة الغابات وإدارتها على نحو مستدام وتعافي الغابات المتدهورة، وإضافة المزيد من الأشجار إلى الغطاء الشجري في جميع أنحاء العالم تتطلب تنفيذ إجراءات لتجنب العواقب المدمرة المحتملة على كوكب الأرض والسكان.


وأشار جوزيه غرازيانو دا سيلفا، المدير العام لـ "الفاو" إلى أن الغابات ضرورية لسبل العيش، والغابات الصحية والمنتجة أساسية للزراعة المستدامة، ولدينا البرهان على أهمية الغابات والأشجار في تحسين جودة المياه وفي المساهمة في تلبية احتياجات الطاقة في المستقبل وفي تصميم مدن مستدامة وصحية.


ويوثق تقرير "الفاو" هذا العام مدى أهمية الغابات في دعم أهداف جدول أعمال التنمية المستدامة 2030 التي تتراوح بين معالجة تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي والحد من عدم المساواة وتعزيز المواطن الحضرية.


ويقدم التقرير دليلاً ملموساً على مساهمات الغابات المتعددة، ويقوم بتخطيط مسارات لها لتتمكن من تقديم المزيد، ويشدد على أهمية وضع أطر قانونية واضحة بشأن حقوق حيازة الغابات، ويثني على زيادة التوجه نحو الإدارة المحلية، ويدعو إلى إقامة شراكات فعالة ومشاركة القطاع الخاص في السعي نحو تحقيق أهداف مستدامة.


ونظراً لأن إزالة الغابات هي ثاني الأسباب الرئيسية لتغير المناخ بعد حرق الوقود الأحفوري، يقول التقرير إن مسؤولية الشركات في الحد من إزالة الغابات هى أمر أساسي.


من جهتها، قالت ايفا مولر، مديرة قسم سياسات الغابات والموارد لدى "الفاو"، إلى أن الأشجار والغابات تساهم في تحقيق العديد من أهداف جدول أعمال 2030، ويجب دمجها ضمن استراتيجيات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.


وعلى الرغم من أنه ما يزال هناك الكثير من الإجراءات التي يجب القيام بها، يقدم التقرير أمثلة عديدة تشير إلى ارتفاع نسبة الوعي وزيادة تدريجية في الممارسات المستدامة المتعلقة بالغابات والأشجار في العالم، فعلى سبيل المثال، يتم اليوم إعادة تدوير أكثر من 56% من الورق، بعد أن كانت النسبة أقل من 25% عام 1970، وأدى استخدام المواد المهملة لصناعة الألواح الخشبية للبناء إلى نمو الإنتاج بسرعة أكبر أربع مرات من متطلبات الأخشاب الجديدة خلال العقدين الماضيين، ولا تقتصر أهمية الغابات الصحية والأشجار على توفير الخشب فقط، إذ يعتمد واحد من كل خمسة أشخاص في جميع أنحاء العالم على المنتجات الحرجية غير الخشبية لتوفير الغذاء والدخل والتنوع التغذوي، وهي الركائز الأساسية للحياة البشرية، وللغابات والأشجار أهمية خاصة بالنسبة لـ 250 مليون شخص تقريبا يعيشون في الغابات ومناطق السافانا والتي تمثل مناطق تجمع الفقر في المناطق الاستوائية "معظمهم في إفريقيا وآسيا ويشكلون حوالي 40% من سكان الريف الذين يعانون من الفقر المدقع".


ويشير التقرير كذلك إلى دعم الغابات والأشجار لسبل عيش الإنسان أكثر بكثير مما هو متعارف عليه، حيث تلعب دورا حاسما في الأمن الغذائي ومياه الشرب والطاقة المتجددة والاقتصادات الريفية، وفضلا عن ذلك تقدم الغابات والأشجار حوالي 20% من دخل الأسر الريفية في البلدان النامية، وتوفر الوقود للطهي والتدفئة لثلث سكان العالم.


ويؤكد تقرير "الفاو" أن الغابات تعد ضرورية لسبل العيش، والغابات الصحية والمنتجة أساسية للزراعة المستدامة، وأن البرهان موجود على أهمية الغابات والأشجار في تحسين جودة المياه والمساهمة في تلبية احتياجات الطاقة في المستقبل.


وبينما يوثق تقرير هذا العام مدى أهمية الغابات في دعم أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، التي تشمل معالجة تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي والحد من عدم المساواة، يقدم أدلة ملموسة على مساهمات الغابات المتعددة، بل ويقوم بتخطيط مسارات لها لتتمكن من تقديم المزيد، ونظراً لتلك الأهمية، تم في كاتوفيشي "جنوب بولونيا" في إطار أشغال المؤتمر الرابع والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية  كوب 24، اعتماد إعلان وزاري بعنوان "الغابات من أجل المناخ"، وقد اعتمد الإعلان من قبل 60 دولة في الوقت الحالي ، ورفضت تسع دول التوقيع عليه.


ورغم ذلك، يتطرق تقرير "الفاو" إلى تأثير الوعي في عملية الحفاظ على الغابات، فيشير إلى أنه لا يزال هناك الكثير من الإجراءات التي يجب القيام بها، ويقدم أمثلة عديدة تشير إلى ارتفاع نسبة الوعي وزيادة تدريجية في الممارسات المستدامة المتعلقة بالغابات والأشجار في العالم.


وتشير الدراسات إلى أن عدداً كبيراً من الأسر في المناطق الاستوائية يجمعون الأغذية"الحرجية" لاستهلاكهم الشخصي، إذ توفر لهم في العادة أغذية أكثر من إنتاجهم في الزراعة أو تربية الماشية.


وحتى في أوروبا المزدهرة، يجمع واحد من كل أربعة أشخاص الطعام مباشرة من الغابات، من بينها الفاكهة والتوت، ويشتريها 90 % من الناس، ويقوم حوالي ثلث صغار المزارعين في إفريقيا بزراعة الأشجار في أراضيهم، ويحصلون من خلالها على حوالي سدس دخلهم الإجمالي بسبل مختلفة، إلى جانب أنها تمنحهم فوائد إضافية مثل المساهمة في خصوبة التربة وتوفير الظل من الشمس. 


وعلى الصعيد العالمي، تبلغ الإيرادات الناتجة من المنتجات الحرجية غير الخشبية 88 مليار دولار تقريباً، ويرجح أن يكون الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير، ووجدت الأبحاث في أوغندا أنه وبالنسبة للسكان المحليين كانت القيمة غير النقدية للمنتجات "الحرجية"، التي تشمل الفحم ومواد البناء، أعلى بما يتراوح بين ضعفين إلى أربعة أضعاف من قيمة المبالغ النقدية التي يتم تحصيلها من بيعها.


وقالت مولر مديرة قسم سياسات الغابات والموارد لدى "الفاو"، إنه لكي نتمكن من الوصول إلى الأشخاص المتخلفين عن الركب، فإن علينا الاهتمام بالغابات وتمكين عملاء التغيير، مشيدة بالتوجه العالمي المتمثل في نقل حقوق الغابات من الحكومات الوطنية إلى حيازات محلية ومجتمعية.


ويؤكد التقرير أن الإدارة المستدامة للغابات هي ضرورة حتمية لتلبية احتياجات العالم من المياه والطاقة، وتوفر العديد من المدن الكبرى مثل فيينا وطوكيو وجوهانسبرج وبوجوتا كميات كبيرة من مياه الشرب من الغابات المحمية.


وبحسب شعبة الغابات في الولايات المتحدة الأمريكية، يعتمد 180 مليون شخص فيها على الغابات للحصول على مياه الشرب، وعلى الرغم من فقدان العديد من الغطاء الشجري في مستجمعات المياه الرئيسية في العالم، يشير التقرير إلى زيادة عالمية على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية في مناطق الغابات التي تدار الآن للحفاظ على التربة والمياه.


ويمثل حطب الوقود ما يعادل جميع إمدادات الطاقة المتجددة في العالم، كالطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح مجتمعة، وأكثر من نصف احتياجات إمدادات الطاقة الأولية الوطنية في 29 بلدا، معظمها في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث تحتوي تلك الغابات على ما يعادل 142 مليار طن من النفط، أي ما يعادل 10 أضعاف الاستهلاك السنوي العالمي للطاقة الأولية، وهذا يؤكد قيمتها وضرورة استخدامها بشكل مستدام.


وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار 200/ 67 في عام 2012، يوم 21 مارس اليوم العالمي للغابات، من أجل رفع الوعي بأهمية الغابات بالنسبة للإنسان، حيث توفر له المأوى والغذاء والإلهام.