الناجون من مذبحة كرايستشيرش: «نحن الأوفر حظا»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عندما دخل رجل مدجج بالسلاح مسجد النور في كرايستشيرش وبدأ حصد أرواح المصلين تصادف أن سردار فيصل كان في غرفة الوضوء وجري شيخ فهد مبتعدا وكان أمير داود وزوجته يتوقفان بالسيارة في الخارج إذ وصلا متأخرين دقائق على صلاة الجمعة.
كان هؤلاء ممن كتبت لهم النجاة من أسوأ حادث قتل جماعي بالرصاص في نيوزيلندا والذي أسفر عن سقوط 50 قتيلا وعشرات الجرحى، وكان مسجد النور هو الهدف الأول للهجوم.
عقب وصول القاتل إلى المبنى المطل على شارع يموج بالحركة مقابل حدائق النباتات في كرايستشيرش كانت هنا أمير تتوقف بالسيارة لإنزال زوجها أمير داود لأداء الصلاة.
قال داود "قالت زوجتي ’أعتقد أن هذا صوت إطلاق نار، فقلت: ’لا. لا يمكن أن يحدث ذلك في كرايستشيرش. مستحيل. ربما كان ماسا كهربائيا أو شيء من هذا القبيل".
وعندما شاهدت هنا الناس يهرعون خارجين من المسجد بدأت تدور بالسيارة حول المدخل الصغير المؤدي للمسجد وعندها ظهر المسلح خارجا من المبنى.
وقال داود "فجأة أطلق المسلح النار باتجاهنا". وسقط أمام عينيه شاب كان يجري ناحيتهما مبتعدا عن المسجد.
وأضاف "أصيب برصاصتين أمامي. شاهدت ما حدث. ثم انطلقت الدفعة كلها باتجاهنا".
وتابع "دفعت زوجتي لأسفل وانحنيت عليها".
وارتدت الرصاصات عن السيارة وأصاب بعضها الزجاج وبعضها مقدمة السيارة وامتلأت السيارة بالدخان وغاز مكيف الهواء. لكن لم تصب أي طلقة داود وزوجته.
واستخدم الاثنان أيديهما في الضغط على الدواسات وتحريك السيارة بما يكفي للابتعاد إلى حيث الأمان في بيت قريب كان صاحبه يصرخ مناديا عليهما أن يأتيا للاختباء عنده.
وخلال الدقائق الخمس السابقة كان المسلح قد أطلق النار مرارا على المصلين وخلف أكثر من عشر جثث في قاعة واحدة من قاعات المسجد.
ثم عاد إلى السيارة خلال تلك الفترة لتبديل الأسلحة وتوجه مرة أخرى إلى المسجد لإطلاق النار على أي شخص لا يزال على قيد الحياة. وبلغ عدد القتلى في مسجد النور 41 قتيلا.
قال شيخ محمد فهد الذي كان في قاعة الصلاة "تجاهلنا صوت أول طلقتين أو ثلاثة. ثم أدركنا أن في الأمر شيئا غير صحيح".
اندفع إلى ركن المسجد. ووجد فتحة كان أحد المصلين قد أحدثها في زجاج الجزء الأسفل من أحد الأبواب وزحف منها خارجا في الوقت الذي كان المسلح يطلق فيه النار في مقدمة القاعة.
وقال "أتيحت تلك اللحظة فقط ولذا استطعت الهرب وظللت أجري أجري أجري أجري واعتقدت أن الخطر زال بالنسبة لي لكني خرجت وحاولت الوصول لزوجتي ووجدتها تقول ’أنا أيضا هنا’".
كانت زوجة فهد، التي لا تشارك في صلاة الجمعة عادة في المسجد، قد أوصلت بالسيارة أمه ذات الخمسة والستين عاما التي كانت قادمة من باكستان لزيارتهما.
نجت الأم لكنها رأت ما يفوق الطاقة. وقال فهد "رأيت أمي تقف عند الباب. كانت بخير. لكنها كانت في غاية الاضطراب. فقد رأت الجثث وشاهدت كل شيء".
ووجهت تهمة القتل فيما يتصل بالهجوم إلى الأسترالي برينتون تارانت (28 عاما) وقالت الشرطة إن اتهامات أخرى ستوجه له.
وقال داود "الكل يقول إننا الأوفر حظا. صديقي فيصل محظوظ أيضا لأنه عندما دخل المسلح كان قد دخل دورة المياه وظل طوال الوقت في دورة المياه ليصبح من الناجين".
واضاف "أحمد الله أنه لم يدخل غرفة الوضوء وأحمد الله أن زوجتي بخير".