المشاركون في ندوة «مفهوم الأفريقية»: السينما تعكس واقع الحياة التي نعيشها

مهرجان الأقصر للسينما الافريقية
مهرجان الأقصر للسينما الافريقية

أقيم عقب ظهر اليوم، ندوة مفهوم الإفريقية في السينما، ضمن فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية الذي انطلقت دورته الثامنة مساء يوم الجمعة 15 مارس في معبد الكرنك، بحضور رئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد، ومدير المهرجان المخرجة عزة الحسيني، والرئيس الشرفي له الفنان محمود حميدة، وعدد من صناع السينما في أفريقيا والنقاد والصحفيين، بالإضافة إلي كيث شيري مؤسس ومدير "آفريكا آت ذا بيكتشرز،" مهرجان الفيلم الأفريقي في لندن، ود. أماني الطويل، وحلمي شعراوي مدير مركز البحوث والدراسات الأفريقية وشويكار خليفة.


وأكدت مديرة المهرجان عزه الحسيني، أن مفهوم الافريكانيزم بدأ في الأساس كمفهوم سياسي ولكن سرعان ما وصل للأعمال الفنية التي تقدم في دول قارة أفريقيا، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة هذه الندوة لنتعرف على حقيقة هذا المفهوم.


وبدأت د.أماني الطويل حديثها في الندوة بالتأكيد بأن هناك الكثير من المبدعين الذين أخذوا على عاتقهم التحدث عن الهوية الأفريقية والتي تسمى في الفكر السياسي بالأفريقانية، ويزيد عمرها عن أكثر من قرن، وتنقسم لشقين أحدهما داخلي والمقصود به ثقافة الاستيطان الأوروبي في أفريقيا، والقسم الآخر هو الخارجي ويقصد به ثقافة العبودية والرق التي مورست ضد الشعب الأفريقي في القرن الثامن عشر.


وأضافت في تعريفها للأفريقانية، أن أول من بدأ في الحديث عنها في العصر الحديث هو روبرت رودنس، حيث كان أول من فكر في مسألة ضرورة وجود عيش مشترك بين الأفارقة وغيرهم من الشعوب، فكان غيره من المفكرين يحصرون تفكيرهم بالرابطة اللونية التي تجمعهم وتميزهم عن لون المستعمرين أو المستوطنين.


وأكملت حديثها، أن مع بدايات القرن التاسع عشر انقسمت الهوية الأفريقية لمدرستين، الأولى ساهمت في بلورة الأفريقانية في إطار اللون، والثانية ناهضت الاستعمار من أجل الحفاظ على الهوية... وهذه هي من انتصرت في النهاية، حتى أصبح هناك وعي اليوم بضرورة إدارة أنفسها بأنفسنا، وذلك لا يحدث إلا من خلال الاهتمام بالثروات الفنية والثقافية التي تعكس طبيعة المجتمع، فهناك الكثيرون لا يعلمون أن موسيقى الجاز والرقص بدئوا في الأساس من أفريقيا.


ومن جهته أكد كيث شيري أهمية السينما في خلق ذاكرة لحفظ الصورة والمجتمعات، فهي السبيل لعكس واقع الحياة التي نعيشها، وهذا ما استفادت منه هوليوود وتمكنت من خلاله من خلق صوره جديدة للعالم، فالجميع يبحث عن البطل وفي طفولتنا كانت أسطورة «طرزان» هي المسيطرة علينا على الرغم من كونه ذاك البطل الأبيض الذي يحارب البشرة السمراء، لأن تلك الآلة المسماة بهوليوود استفادت تماماً من هذه الصناعة في جلب الأموال وعكس الأفكار التي تريدها وترسيخها في الذاكرة، وهذا ما حدث مع كل الدول التي تم استعمارها، وهو ما لمسه حين انتقاله للإقامة في بيروت لمدة ست سنوات، فحينما كان يذهب للأشرفية أو غيرها من المناطق كان يشاهد اللبنانيين يتعاملون ويتعايشون كما لو أنهم في فرنسا على الرغم من أن هذا غير صحيح، ولكن الصورة التي انعكست من الأفلام والأعمال الفرنسية هي ما بقيت في الذاكرة.


وأضاف أن الماكينة الجديدة لإنتاج الأعمال المسماة ( نتفليكس) والتي يطلق عليها هو (نسكافية) تقوم حالياً باستكمال ما قامت به هوليوود من إنتاج سريع ومركز للأعمال وانتقائها للسيطرة على العقول وزرع صوره مغايره لواقعنا ومجتمعاتنا التي يجب آن نتمسك بها. 


وكانت مداخلة أوليڤيه بارنيه حول مفهوم الأفريقية نابعة من تأثره بفيلم " آخر أيام المدينة" والذي قام بإخراجه تامر سعيد وأنتج عام 2015، حيث كتبت فيه مجموعة من الأبيات الشعرية تحدثت عن شاب يدعى خالد ويبلغ من العمر 35 عاماً ويبحث من خلال رحلته في عواصم العالم عن روح المدينة التي يعيش فيها، فظهر في مشاهد كثير وهو يستمتع بضجيج القاهرة التي يقابل فيها إحدى الفتيات التي كانت تربطه بها علاقة قديمة سراً، لينتقل بعدها لبيروت وبغداد وبرلين بحثا عن الطاقة الإيجابية التي تدفعه لمواصلة الحياة، والذي يرى أنها موجودة في أفريقيا بكل دولها التي أصرت المحافظة على تراثها وفنونها، فلا يرى بأنها تأثرت بأي ثقافة غربية، بل على العكس فالغرب هم من يبحثوا في هذه الحضارة ليكتسبوا منها.